اصعب ما يمكن ان يمارس علينا اليوم خديعة الدجالين الكبرى باسم الله او الدين ، وان يمارس علينا فسادا ممنهجا مغضبا للحق هو ما يجري من شيطنة الدين في عدد من دول عالمنا العربي والاسلامي تحت شعار " الاسلام هو الحل " ، بينما قمة الضيق في الرؤيا ان ننظر الى الاسلامين جميعا من وجهة نظر الضحية و المضطهد في كل بلاد الدنيا ، في حين اننا نغمض اعيننا عما يفعلون مقتا عظيما ، ولا نحاكم افعالهم كغيرهم من اللامعصومين من الخلق ، وهم يمارسون الحكم في عدد من دول العالم كتركيا والسودان لنكتشف الطامة الكبرى .
ما يثير امتعاضي الى حد القزازة ما يجري في السودان قبل غزة مع الفارق في ممارسة القناعات المزيفة ، اذ نشاهد اليوم حالة من الفساد والفوضى تدمر ثروات هذا البلد ، وتوزع ارضه كلحوم الضحايا وتتلاعب بمقدراته ، وهم يضيفون ادلة تدمغهم وتدحض حجتهم الى قائمة سجلات فساد حكم الاسلام السياسي ، والذي لا زال البعض منا تنطلي عليه اقنعتهم الفاسدة ، ومنه ما يحاك في السودان وا اسلاماه .
وللتاريخ ان قائمة الاسلام السياسي السوداني ، ونقولها على بلاطة ، تحفل بالخيانة والتامر ، والتنازل عن ارض الاسلام في الجنوب ودارفور ، وقد عززوا التجزئة والانقسام من اوسع ابوابها ، وحققوا شلّالات الدماء في اروع صورها ، ومارسوا التجويع وتدمير الاقتصاد واذلال الانسان والقهر بارذل انواعها ، وكل هذه الممارسات تجري في ظل غياب فضائيات السي اي ايه واعوانه ، لان ممارساتهم تحظى بمباركة الغرب واتت الى الحكم بصنيع استخباراتي خائن .
والصورة تتجلى خاصّة بعد تدمير الاسلاميين هناك بالانابة عن الاستعمار كل شيء ، وما استبقوا شيئا ، وفي فصل جديد يطل علينا تتدخل فيه حكومة السودان من خلال وزير الصناعة السوداني السميح الصديق لتدمير واحدة من اكبر الشركات العالمية الخاصّة السودانية ، في بلد مدمر احوج ما يكون الى فلس استثماري واحد ، وهي شركة سكر كنانة ، الشركة المساهمة العربية التي تضم إلى جانب السودان السعودية والكويت والهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي وجهات أخرى ، ويعدّ المشروع من أكبر مشروعات السكر في العالم ، حيث يطحن حاليا 24 ألف طن من قصب السكر كل يوم، وقد صمم المصنع لترتفع هذه القدرة بسرعة إلى 32 ألف طن.
بالامس المصنع واجه صعوبات في إتمام إنجازه وتمت عرقلته ، بعدما حاولت شركة أميركية الاستحواذ على الشركة ، وبسبب الحصار التجاري المفروض على السودان ، ثم ياتي التدخل الفاسد لحكومة السئودان ، لتفرض ما تريد على المستثمرين في عدة قرارات ، مع ان تدخل الحكومة في مشروع خاص ليس له ما يبرره وليس له ما يفسره سوى محاولة فرض خاوات ورشاوى واستحواذ لصالج جيوب الفاسدين ، واخر التقليعات تدخلهم السافر في عزل محمد المرضي التيجاني العضو المنتدب في المصنع بقرار حكومي سافر اغضب اعضاء مجلس الادارة من المستثمرين العرب لاعتقادهم بان القرار سيدلف الى حالة فساد ونهاب ، فترك المستثمرون العرب السودان هروبا من حالة حصار عسكري فرضت على المصنع ليكون المشروع في مصيره نحو الفشل والزوال ، لفساد القرار الذي يستهدف التيجاني كونه عصب المشروع وصاحب الدور الاكبر في رؤيته للنور .
نضع الاف الاسئلة الاستنكارية والاستفهامية حول مصير مشروع سكر كنانة وفيما اذا كان البشير يذعن في مباركة النهب والتدمير للشركات ومؤسسات السودان واقتصاده .
الوضع في السودان قابل للانفجار في أي لحظة فثورة الجياع التي تصاحبها حالة الاضطهاد والدجل هي اصعب الثورات لانها لا تبقي ولا تذر نزاعة للبشر .