زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - الشيء الملفت للإنتباه في معركة المقاومة الفلسطينية في غزة أن هناك صمتاً تاما ومطبقاً من قبل الحكومة السعودية على كافة جوانب المشكلة ، فهي لم تعلق الموقف المصري الحكومي الذي أقرت كافة التقارير الإخبارية التي تهربت من قبل الإعلام الصهيوني أن هناك توافق تام ما بين قيادة مصر والقيادة الإسرائيلية على إشعال غزة فوق رؤوس الفلسطينيين ، وكذلك لم يخرج من الرياض أية تعليقات على المبادرة المصرية الأخيرة التي وضعت بشروط إسرائلية ومن خلال أدوات مصرية وفتحاوية .
والذي جعل الصمت السعودي شيء ملفت للإنتباه أن الرياض لم يصدر عنها أي شجب أو رفض أو تعليق على أحداث مجزرة الشجاعية في غزة ، وهي المجزرة التي دانها العالم أجمع وبقيت الرياض تراقب فقط نتائج ما يدور من مباحثات في الدوحة ، وهي هنا تقر بالأمر الواقع والذي يقول أن الرياض وإمارات الخيم الخليجية تقف في صف واحد ضد أي وجود لحماس كحركة اسلامية مسيطرة في غزة ؛ لأن كلاهما يعتقد أن حماس هي الذراع الفلسطيني لحركة الإخوان المسلمين في الوطن العربي .
وفي تقارير إخبارية تسربت من الرياض اشارت إلى قيام الحكومة السعودية بحملة ترحيل إجبارية للعديد من الشباب الفلسطينين من أبناء غزة ، وأنها أصدرت تعليماتها للجهات ذات العلاقة برفض نقل كفالة من بلغ سن الثلاث وعشرين عاما من كفالة والده لأي كفيل سعودي ، مما وضع هؤلاء الشباب في حالة من الضياع لرفض دول كثيرة كمصر وبقية دول الخليج السماح لهم بالدخول اليها ولم يتبقى امامهم سوى معبر رفح للعودة لبلادهم وهو المعبر الذي تقوم مصر بإغلاقه .
وأدى هذا القرار بالكثير من هؤلاء الشباب إلى تقديم طلبات لجوء إنساني للعديد من سفارات الدول الغربية في الرياض ، وهو الأمر الذي يؤكد على أن صمت الرياض عن ما يجري في غزة هو صمت مبرمج ومتفق عليه بين كافة الدول المعارضة لوجود حماس على الساحة الفلسطينية ، وتبقى قضية الصمت السعودي لأكثر من إثنى عشر يوما منذ بدء احداث غزة سراً رغم أن صور من استشهدوا في حي الشجاعية في غزة دخلت الى كل بيوت العالم بإستثناء بيت الحكم في الرياض الذي فضل إغلاقه والإبقاء على نفسه خارج اللعبة السياسية اليومية في إنتظار أن تحقق دول أخرى وهي صنيعة الرياض الهدف الذي تسعى له دون شوشرة على صيامهم .