زاد الاردن الاخباري -
مثلما وقع سمير الرفاعي، رئيس الوزراء فريسة الحيرة والارتباك لدى تشكيل حكومته خلال فصل الشتاء الماضي، يقع ايضاً في مستهل هذا الصيف فريسة نفس عوامل الحيرة والارتباك، وهو يفكر الآن جدياً في اجراء التعديل الاول والضروري على حكومته·
فقد علمت "المجد" من الدوائر الداخلية للرئيس الرفاعي انه يود من صميم قلبه وعقله اجراء تعديل وزاري محدود لا يتناول اكثر من سبعة وزراء باتوا يشكلون عبئاً وحمولة زائدة على الحكومة، وآن الاوان لكي يغادروا مواقعهم·· غير ان عدة روادع ومحاذير سرعان ما تقف حائلة دون تنفيذ رغبة الرفاعي في هذا التعديل، الامر الذي وضعه قيد المراوحة في ذات المكان·
وقالت هذه الدوائر "للمجد" ان اول اسباب هذه الحيرة والمراوحة يتعلق بنائبه واقوى اركان حكومته، وهو الدكتور رجائي المعشر الذي بات من المؤكد انه سوف ينتهز فرصة اول تعديل وزاري، لكي يفر من الحكومة بذريعة المرض والاعياء، فيما تفيد المعلومات الدقيقة ان المعشر كان قد اخبر اصدقاءه في وقت مبكر، انه نادم على دخول الحكومة، ويتحين الفرص للخروج منها·
اما ثاني هذه الاسباب الباعثة على حيرة الرفاعي وتردده في اجراء التعديل فتتصل بنائبه الآخر ووزير داخليته القوي نايف القاضي·· ذلك لان الرفاعي الراغب في استبدال القاضي جراء تفاقم الخلافات بينهما، يخشى ان لا توافقه المراجع العليا على هذا الاستبدال، وحتى لو نجح الرفاعي في مسعاه فلسوف يؤدي خروج القاضي وقبله المعشر من الحكومة الى اضعافها، او زيادة ضعفها ضعفاً، بينما هي تتأهب لدخول "امتحان" الانتخابات النيابية العتيدة·
ثالث هذه الاسباب - وفق ما افادت هذه الدوائر - يعود الى تعاكس وجهات النظر بين الرئيس الرفاعي وبين الرأي العام الاردني، فبينما يرى هذا الرأي العام ويطالب منذ مدة بتغيير بعض الوزراء الاشكاليين المعروفين·· يرى الرفاعي ان هؤلاء الوزراء هم الافضل عنده من حيث الاداء والاخلاص، وبالتالي فهو في حيرة من امره بشأن تغييرهم الذي ان اقدم عليه، نزولاً عند رغبة الرأي العام، يكون قد اضعف حكومته وضحى باخلص وزرائه، وان امتنع عنه بغية الاحتفاظ بهؤلاء الوزراء، يكون قد استفز الرأي العام وبالغ في اثارة حفيظته·
وعليه·· ورغم كل ما تقدم، الا ان بعض المصادر والصالونات السياسية قد اعربت عن خشيتها من ان تكون المراكز السلطوية الثلاثة التي سبق لها ان "نصحت" بعدم ترشيح الرفاعي لتشكيل الحكومة خلال فصل الشتاء، مازالت تضع العصي في دواليب حكومته ومحاولة افشالها، ولو بطرق التفافية ووسائل خفية·· والله اعلم·
المجد