أردني لا يشق له غبار،سلاحه كلمة وبسمة و ثقافة،هو كمن يخطو على الثلج،لا يسمع له صوتا،لكنهُ يتركُ أثراً واضحاً باقياً خلفه،هذا الوصف ينطبق على الإعلامي لطفي الزعبي الذي اشعرُ بحيرة قاتلة عندما أتابع إضاءته في سماء القسم الرياضي لقناة العربية. طبعا هذه الحيرة لا علاقة لها بوسامته التي لا يختلف عليها اثنان،او أناقته المفروغ منها،او بسبب خفته ظلة الطاغي.خطواته الأولى جاءت من هنا،لكنه هجر التلفزيون الأردني لأسباب قاهرة، حالت دون إظهار مواهبه التي تم شطبها في سبيل برامج مستهلكة أكل على جثتها الدهر وشرب،لذا كان لابد من حزم حقائب الإبداع والبحث عن ارض إعلامية تتبنى الموهبة وتطلق لها العنان.أسوق هذه الكلمات بموضوعية،من خلال التركيز على حاله مميزة في الإعلام الرياضي العربي،تم التفريط بها للأسف دون أدنى مسؤولية من قبل القائمين على التلفزيون الأردني ،حيث عجز عن انتظار الثمر،جراء إيمانه بفكرة كن فيكون،الامر الذي ترتب عليه ترك التلفزيون،لا بسبب الأوضاع المادية كما يروج البعض،بل بسبب سيطرة أزلام لا تعلم من الامر شيئا،كانت ومازالت سبباً في تقهقر إعلامنا الوطني وترجعه.
اشعر بشيء من الفخر،عندما أتابع تقريراً تلفزيونياً مبنى بشكل متقن،ينم عن مهنية عالية جدا.ويزداد هذا الفخر ان كان بعقل،ويد،وصوت،وقلم مبدع أردني.
لا أنكر إنني عشقت كرة القدم بسبب لطفي،الذي كان سببا في إطفاء جهلي الرياضي بماء برامج وتقارير غاية في الرقي والتميز،الامر الذي قادني الى عشق اللعبة بل وتربعها على عرش اهتماماتي،ذات طعم ونكهة لا حد او حدود لها عنوانها لطفي.
لا أبالغ ان قلت هذا،خاصة وانني قد اتلقى بعض من الاتهامات في مرماي،لكن ِانصح بمتابعة الرجل ومن ثم الحكم عليه ،كما ننصح بمتابعة التقارير التي يقودها في خضم المعارك الكروية تشهدها ميادين جنوب أفريقيا الرياضية،تحليلا واستعراضا لسير مباريات كأس العالم الحالي،حيث الإبداع والتجديد الذي بات صفة رائعة،تفتقده شاشاتنا العربية الفضائية، وعلى رأسها تلك التي حصرت حقوق البث في(......)جيبها
المتابع يشتم من وراء البرامج والتقارير إبداعاً،وتميزاً،وتحليلاً يغوص في أعماق الفكرة، مدعوماً بسنارة الكلمة،يا حبذا لو تم التوقف والوقوف عند التقارير المقدمة في كاس العالم على قناة العربية ذات مصداقية وعمق أكثر من غيرها،خاصة تلك التي اخذت على عاتقها نقل مباريات الكأس،هذه الميزة كانت عامل جذب،تم ويتم التفاعل معها من قبل الجمهور بشكل ايجابي،بحيث صارت البرامج بمثابة محج ومتنفس لشعوبنا العربية،بعدما سلب حقها في مشاهدة المباريات جراء تشفيرها.
البرامج سجلت هدفان بقدم الزعبي في مرمى القنوات الفضائية التي تدعي التفوق والسبق،الأول جاء بعد خطة محكمة تم تمريرها من قبل القائمين على القناة للطفي نتج عنها برامج وتقارير مميزة،أما الهدف الثاني فقد جاء نتيجة تمريره رأسية عنوانها البسمة سجلها بخفة الظل محققاً هدفا ثانيا، بعدما تخطى خطوط \"النتيكة\" المستهلكة والتي يغلب عليها طابع الجمود والوجوم في التحليل والتقديم.
من هنا أتوجه الى الرياضي الضاحك بسؤال،يا ترى ما هي الخطة التي اتبعتها في تسجيل الأهداف وبتالي النقاط،ذلك حتى يتم تعميمها،لله درك يا زعبي،أي خطة تتبعها في أبداعك،أهي 3-4-4/ ام 5-3-3/ ام 3- 5- 2 ،قد حارت دروبي.
هذه الصورة ليست وليدة لحظة مرور عابر،بل هي نتيجة متابعة حثيثة لغالبية ما قدم أكان خبراً ام تقريراً ام تحليلاً،بعيداً عن التحيز قريباً من الموضوعية التي لا يخالطها شي من المجاملة التي ان طرقت الأبواب عملت على هدم البنيان فهي - أي المجاملة - تندرج في خانة الضحك على الذقون.
المتابع لسيل التقارير التي يقدمها الزعبي سيجد سمة مشتركة تقوم على \"الجدية الإبداعية\"في التقديم والتحليل والطرح والحوار،المدعم بالكلمة القوية القائمة على ثقافة سعة المتابعة والإطلاع،البعيدة كل البعد عن السرقة من المواقع العالمية.
في الختام لابد من القول ان : الإبداع يولد من رحم المعاناة لا من الرأسمال او المعدات،لذا تميز أبو الزعبي عن غيرة،فاستحق الذي فيه،لذا نقول له : الإبداع عيز... كده يا أبو ليث .
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com