كفاكِ تقتيلاً .. ما عادَ الصَدرُ يَحتَمِلُ ..!! نَحُلَ الجسم .. ولم يعد يقوى لأي خلَلُ ..!! أفرَغْتِ البطون .. والعقل أصابه الكسلُ ..!! ضرائِبٌ .. من هُنا وهناكَ دونما كلَلُ ..!! من مبيعاتٍ إلى أُخرى .. ولا شيء لديكِ يُهمَلُ ..!! فلم نعي منها ضريبة .. إلاّ ضريبة الدَخْلُ ..!! تحملنا عواقبها .. والجسم أصبحَ جسم هزِلُ ..!! وبصبر أيوبَ اتسمت قلوبنا .. وأبداً لم نفقد الأملُ ..!! رجال من سطوتها ارتحلوا .. رجلاً تلوّ رَجُلُ ..!! ميراثهم عشق الوطن .. وبِهم ضُرِبَتْ الأمثال وكل مثلُ ..!! لم يكونوا إلاّ أوفياء للعرش .. وفي الفداء لم يساورهم أي خَجَلُ ..!! فنحن نسيج الوطن .. نعشقه بقلوبٍ يملأُها الوجَلُ ..!! فكفاكِ .. ولا تدفعي بنا لمزيد من الملَلِ أو الزَلَلُ ..!!!!!
لا يخفى على أحد \" الضغوطات \" التي تمارسها الحكومات المتعاقبة على المواطن \" المحبط \" لتضاف إلى العديد من العوامل الاقتصادية التي طرأت على وضعه الاقتصادي ، ابتداءً من \" ملهاة البورصة \" التي أعطتها الحكومة \" الصبغة القانونية \" بصورة غير مباشرة حينها ، وتورط بها السواد الأعظم من المواطنين ، ثم تأتي الحكومة وتسحب \" البساط \" من تحت الأقدام دون سابق إنذار ، تحت ذريعة الحفاظ على أموال المواطنين من أن تذهب في \" مهب الريح \" ، أو أن يقعوا فريسة سهلة بين أيدي \" الطامعين والجشعين \" ، وتجاهلت الحكومة حينها ولو بأدنى تفكير مصير عائلات وأسر كانت قد أنفقت كل ما في الجيب ليأتيها ما في الغيب من أجل حياةٍ أسرية أكثر دفئاً وأقل حاجةً للغير ..!!
وبدلاً من أن تلعب الحكومة دور المنقذ لشعبها من بعض التراكمات المالية المقيتة الناتجة عن كثرة الالتزامات المالية المتراكمة على رأسه ، ذهبت إلى تجميد كافة الأموال المشغلة \" بالبورصة \" لتزيد من اتساع فجوة الفقر والجوع بين أفراد المجتمع حتى أصبح وضعهم الاقتصادي والاجتماعي أكثر سوءً وأكثر إيلاماً .. رغم الوعود التي قطعتها الحكومة السابقة وعلى لسان رئيس وزراءها حينها بتسوية القضية وإعادة الأموال لأصحابها خلال مدة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر على أبعد تقدير ، ونحن الآن على أبواب الدخول في العام الثالث دون تسوية ملموسة للأمور .. !!
بات الشعور لدى المواطن الأردني أن الحكومات تسعى إلى إبقاءه في خانة \" الحاجة \" ، ولا يجب أن يخرج من دائرة المُتَقَمْص واللاعب الأساسي الذي يلعب دور \" المتسول \" ليستجدي عطفها ، والباحث دائماً عمَنْ يُقدم له يد العون والمعونة من فتات وزرائها الذي \" لا يغني ولا يسمن من جوع \" ، معتقدةً أنها صاحبة الفضل في الحفاظ على كرامته المشبعة بآلام الجوع والحرمان ، وقهر الأيام التي احتل فيها المال المرتبة الأولى في \" توطيد \" العلاقات الإنسانية ، و باتت صفة شهامة الرجال وإنسانيتهم من السمات التي تطلق على ملآ الجيوب من البشر ، دون النظر في كيفية امتلائها بهذا المال ومن أين تم اكتسابه .. وما أن ينفذ تذهب \" رجولتهم \" وتلحق بها شهامتهم وإنسانيتهم تلك ..!!
ولا زال اعتقاد \" الحكومة \" أيضاً أنها هيّ \" النواة الأولى \" في تطور المواطن الفكري وتقدمه العلمي .. وأبداً لم تكن لتعترف أنه \" أي المواطن \" هو أصل الطاقة التي أنارت شعلة الإبداع الأردني في كافة الميادين ، وأنه هو \" صاحب الأوّلى \" بهذا المجال ، متحملاً تبعات كل ما يجبى من ضرائب ورسوم \" لها أول وليس لها آخر \" دون تأوه ، فطالت أغلب مناحي معيشته الضرورية قبل الكمالية ، اقتطعها من قوت أبناءه من أجل رفعة هذا الوطن وازدهاره ، في حين أن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار مدى قدرة المواطن على تحمل هذه الأعباء المتلاحقة على الدوام .. بل على العكس من ذلك ، لقد سئم المواطن العديد من القرارات والقوانين الضريبية التي تقرها الحكومة بصورة لا تتناسب ودخل الفرد \" المتآكل \" مع عدم وجود تأمينات كافية في أغلب المجالات الصحية والدراسية ، ناهيك عن النفقات اليومية الثابتة في استهلاك الأسرة من مأكل ومشرب وملبس مما لا يستطيع الاستغناء عنه من أجل البقاء ..!!
الأبواب الضريبية التي يتحملها المواطن لا تعد ولا تحصى ، وأبداً لم تسعى الحكومة إلى إغلاق أحدها للتخفيف من الثقل المالي الجاثم على صدر هذا المواطن ، بل تسعى دائماً إلى \" اختراع \" أساليب ومسميات جديدة من شأنها إثقال كاهل الموطن المثقل أصلاً ، وتعود على الحكومة بمزيداً من العائدات الضريبية التي أقرب ما توصف به هو مفهوم \" الأتاوة \" وذلك من أجل أن تبقيها في طليعة بمن يسمون ب \" الجباة \" المميزين ..!!
م . سالم أحمد عكور akoursalem@yahoo.com