صراع الأجيال يتخذ صيغاً شتى وأبعاداً كثيرة ومضامين مختلفة وأساليب متباينة وتمارس فيه أدوات مختلفة ولا زال هناك صراع بالعلاقة بين الأجيال. أي بين الشباب وكبار السن ممن تجاوزوا سن الشباب ودخلوا في الشيخوخة.
ولا زال هناك تركيز على أهمية أخذ الشباب مواقعهم في العمل ولا يُمنح لكبار السن فرصة تقديم الرأي والمشورة والعمل حين يدخلون مرحلة متقدمة من العمر ولا زال هناك تفكير سائد بان العمل الجيد لا ينجزه غير الشباب من النساء والرجال.
وسرعان ما يقود هذا الشكل من الصراع إلى طلاق بين الأجيال في وقت نحن جميعاً بأمس الحاجة إلى التفاعل بين الشباب وكبار السن, لا تنافس على المواقع في المنظمات المهنية بل تفاعل بين الشباب وكبار السن.
اعتاد الناس على النظر للمسن على أنه شخص انتهت صلاحيته ولكن هذه النظرة يجب أن تتغير فالحياة تتطور والطب تقدم وهذا يجعل فترة شباب الانسان اطول للرعاية الصحية المتوافرة.
ومعظم من دخلوا مرحلة الشيخوخة في حالة من الحيوية والنشاط الفاعل والاقبال على و أكثر عطاء من بعض الشباب واعتقد أن تجاهل هذه القدرات يعتبر تعطيلا لطاقات يمكن أن يستفاد منها وتشارك بدور فعال في بناء المجتمع، اضافة الى انه على المستوى الانساني يعتبر العمل بمثابة الحياة لكبار السن، وأمل يجعلهم يتمسكون بالحياة .
في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمسنين.. وذلك لأجل تكريم هذه الفئة الكريمة ولإعادة تقييم الخطط والبرامج الموضوعة من قبل الجهات المختصة والمسؤولة عن تقديم الرعاية والاهتمام لهم.. حيث تشهد هذه المرحلة العمرية تغيرات صحية ونفسية على المستوى الشخصي تؤثر كثيراً على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتي تزيد في الغالب من معاناتهم ومعاناة أُسرهم ومن يقدم لهم الرعاية.
لعل أسوأ ما يواجهه كبار السن تلك العزلة والوحدة التي يشعرون بها خاصة عند فقد شريك حياتهم وابتعاد الكثير من الأصدقاء عنهم لانشغالهم بحياتهم الخاصة.. وبالطبع لن ننسى ما بات يعانيه الكثير من المسنين في مجتمعاتنا من سوء معاملة أبنائهم وجحودهم وقلة احترامهم وتوقيرهم ونكرانهم لفضل آبائهم وأمهاتهم عليهم..
ان المجتمعات تعاني من انتشار العديد من الأفكار الخاطئة حول الشيخوخة مثل ان الأفراد المسنين يصبحون أكثر تشابهاً او ان المسنين يميلون إلى الجمود والعناد والتشبث بالرأي وأن غالبية المسنين يعانون من الوحدة النفسية والعزلة او معاناة المسنين من الوحدة النفسية والعزلة
ومن النظرة السلبية الخرى للمسن : حرمانه من الأنشطة وعزله فى مكان مغلق مع المسنين بغرض حمايتهم من ايذاء انفسهم. والتحدث معه بلغة الأطفال فى حين أنه يحتاج للغة الكبار لكن بصوت مسموع وجمل بسيطة وواضحة. وتجاهل وجودة والتحدث عنه بضمير الغائب فى حضوره.
يعاني بعض كبار السن من العزلة, والوحدة, والتهميش من قبل المحيطين, وعدم إشراكهم بالقرار الأسري, والتهميش, علما أنهم أشخاص أدوا رسالة ودور مهم في المجتمع ولا يجوز تجاهلهم, كما يجب الاستماع لوجهات نظرهم,
دراسات عن \" العمل الجماعي مع المسنين \"
هناك أنواع عديدة من الشيخوخة ومنها الشيخوخة البيولوجية التي تشمل التغيرات التي تحدث في جسم الإنسان في المراحل الأخيرة من الحياة وتبدأ
بفترة طويلة قبل أن يصل الإنسان إلى سن الستين.
شيخوخة الإدراك تمثل هبوط القدرة لتحصيل معلومات جديدة وأفكار جديدة أما شيخوخة الشعور فتشمل هبوط القدرة على التكيف لمواجهة التغيرات في البيئة المحيطة فعلى سبيل المثال قد تحدث صعوبة في التكيف عند المسنين بالانتقال إلى مسكن جديد أو مستشفى
لقد أصبح العالم، أو إلى فترة قريبة من الزمن، عالماً شائخاً من غير منازع. وكانت الصورة النمطية التي ينظر المجتمع من خلالها إلى كبار السن منّا تنحصر في فئتين اثنتين: فهناك العجائز الأصحاء ممن لا يؤذون أحداً ولا يتسببون بإزعاج أحد من حولهم، وهناك مرضى الخرف الذين يلقون على عوائلهم عبئاً ثقيلاً وهمّا عظيماً لا ينتهيان إلا إذا ماتوا فأراحوا واستراحوا. لكنّ هذه الصورة النمطية بدأت تتغير، ان الصورة النمطية التي تنظر إلى كبار السن على أنهم من الفئات غير المرغوب بها نظراً لشيخوختهم، المجتمع في ذاكرته يرسم صورة كبار السن بفرشاة “دكّة الأسنان الصناعية، والعكازة\". الناس في المجتمع ينظرون إلى كبار السن على أنّهم لا يصلحون لشيء في الحياة هم فئة أشبه ما تكون بفئة المنبوذين في المجتمع التي استنزفت كل طاقاتهم . لو أمعنا النظر في هذه الصورة النمطية لكبار السن لتبين لنا أنّ فيها جانب قاتم بشع وهي النظر اليهم علة انهم “عجائز لا يصلحون لشيء.”
تعد بعض المجتمعات سن الستين بمثابة بداية الشيخوخة ولقد استثنى بعض الباحثين عامل السن من تعريف المسنين فليس بالضرورة أن يبلغ الشخص سناً معينة حتى يمكن اعتباره من المسنين
وتتعدد أشكال النظرة السلبية لكبار السن بل يتعداه ذلك الى وسائل العلام المتمثل في الصور المتكررة الكاريكاتريه لسمات وخصائص كبير السن والتي دائماً ما تكون بصورة سلبية عن شخصياتهم وتوصمهم دائماً بالتخلف والرجعية والعصبية والبخل والأنانية.
نعيش فكرة خاطئة بأن كبار السن لا مستقبل لهم ولا يحسبون حسابه وكل ما ينتظرهم نهاية لحياتهم معدودة السنوات مهما طالت، فهل حاول أحدنا الإقتراب منهم بشكل كاف ليراهم جيداً، بأنهم ما زالوا يفكرون بالمستقبل أكثر من الشباب وليس صحيحاً أنهم أنهوا مهماتهم بالحياة وانتهت طموحاتهم وهم ينتظرون الموت القاسي انتظاراً مترافقاً بأوجاع المرض، إن بعض الكبار ما زالوا قادرين على الحب أكثر من غيرهم وهم أكثر رهافة بأحاسيسهم للقضايا الحياتية المختلفة بل ما زالوا يمتلكون طموحاتهم وأحلامهم التي يخطىء الكثيرون عندما يرونهم قناة لنقلها للأبناء أو للغير فقط.
اعتاد الناس على النظر للمسن على أنه شخص انتهت صلاحيته ربما لأن هذه السن عرفت بمرحلة التقاعد، ولكن هذه النظرة يجب أن تتغير فالحياة تتطور والطب تقدم وهذا جعل فترة شباب الانسان اطول للرعاية الصحية المتوافرة.
وعلى أية حال، فإن أعدادًا كبيرة من الناس لديهم نظرة سلبية للشيخوخة، ويتوقعون أن تكون سيئة بدرجة أكبر مما يحدث فعلاً. ومعظم كبار السن يعدون أنفسهم نشطين ومستنيرين وذوي عقول متفتحة. ولكنهم يعتقدون أن معظم الشيوخ الآخرين ليس لديهم هذه الصفات.
يمكننا الحديث عن هذه الفئة بمصطلح الضحية الصامتة فتبين أن هذا المصطلح يطلق على المسنين! كما يثبت ذلك فندلي (Findly,1999) حيث يعتقد أن المسنين الذين يعانون من العنف وسوء المعاملة والإهمال من قبل بعض أو كل أفراد أسرهم أكثر فئات المجتمع سلبية في التعامل مع هذا السلوك والكثير منهم لا يتحدثون مع الآخرين أو يلجؤون للشكوى والبعض منهم لا يستطيعون القيام بأي فعل لإيقاف العنف والإهمال الذي يتعرضون له إما لتقدمهم في السن وضعفهم في اتخاذ القرار وإما لاعتمادهم الكامل على أفراد أسرهم والخضوع والاستسلام للأمر الواقع وإما لاعتبارات أخرى ولهذا فهم يعتبرون الضحايا الصامتين للعنف الأسري.
وبالإضافة إلى كل ذلك لا بد من العمل على تحسين الاتجاهات الاجتماعية نحو كبار السن بحيث تعمل الجهات المختصة على وضع برامج وخطط تساعد على استمرارية دمج المسنين في محيطهم الاجتماعي عن طريق توفير أماكن خاصة لهم بالنشاطات الترفيهية النهارية من خلال التحاقهم بالنوادي التي تقدم لهم خدمات ثقافية وفنية تساعدهم على قضاء أوقات فراغهم بشكل مفيد لأجل تعزيز اتجاهات الحياة لديهم وتخفيف ما يشعرون به من أنهم أصبحوا عبئاً على هذه الحياة لا فائدة من وجوده.
تفيد الدراسات الاجتماعية والانسانية بأن كبار السن في هذه الحياة المادية المعاصرة, يعانون اشد المعاناة من العزلة وعدم الاهتمام بهم... نراهم في مجتمعات كثيرة يتكففون الناس في العطف والمساعدة, بعد ان تخلى عنهم الاقرباء والابناء واعتبروهم اشياء لا فائدة منها ولا بأس من التخلص منهم في بيوت العجزة والمحتاجين او تركهم هكذا دون رحمة ولا شفقة حتى تقضي عليهم قسوة الزمن المادي بأي وسيلة.. وهكذا اصبحت حياة كبار السن في بعض المجتمعات حياة غير لائقة بآدمية الانسان..
ومن الجدير ذكره انه مؤخرا نجد الدراسات حول سوء معاملة المسنين قد تزايدت ، بل بدأت تأخذ فصولاً عديدة في قوانيبن بعض البلدان وخاصة القانون الامريكي، وأصبحت قضاياهم تمثل نسبة مرتفعة من الدعاوى في المحاكم الجزائية، فمع بداية عام 1985م قامت عدة ولايات أمريكية بسن القوانين التي تتعلق بسوء معاملة المسنين واعتبرت المسيء إلى المسنين بالضرب أو منع الطعام بمثابة المخل بالقانون، وهذا أدى بدوره إلى تزايد ظاهرة إنشاء مساكن للمسنين في عدد من الدول الغربية لاستنقاذهم من الإهمال الذي قد يجدونه من أسرهم.
ومن سلبيات النظرة لكبار السن : التـضايـق مـن وجـودهـم .و تعطيلهم وجعلهم شريحة لا يستفاد منها في المجتمع . و إيجاد الفاصل بين كبار السن وصغار السن ونسيان أنهما طبقتين يكمل بعضها الآخر .
لقد أوضحت نتائج كثير من الدراسات أن التقاعد يؤثر على التوافق الاجتماعي للمسنين، ما لم يستطيعوا تعويض فقدان العمل بأنشطة متنوعة يمكن أن تساعدهم على قضاء وقت الفراغ، وإشباع حاجاتهم، وتحقيق ذاتهم، فالعزلة بالنسبة للمسنين تجعلهم أقل قدرة على التكيف مع البيئة الاجتماعية،أما العمل فيساعدهم على حل الكثير من مشكلاتهم، وإعطائهم الأهمية والمكانة الاجتماعية.
وللأسف، فإن نسبة من المسنين، وإن كانت قليلة تعتمد على نفسها ماديًّا، والغالبية العظمى تجد صعوبة في توفير الأموال الكافية للعيش الكريم.
إن قلة الموارد المالية تجعل المسن يعيش في ظروف حياتية صعبة؛ حيث لا يستطيع تحمل تكاليف السكن في بيت مريح، ومناسب تتوافر فيه الضروريات، أو أن يتغذى بشكل مناسب، وأن يدفع فواتيره الشهرية بسهولة.
وقد أثبتت الدراسات، وفي جميع المجتمعات أن المنزل والمجتمع الذي عاش فيه المسن هو المكان الأنسب له، وينبغي أن تتضافر جميع الجهود العائلية والرسمية والتطوعية؛ لإبقاء كبار السن أطول فترة ممكنة في منازلهم، وفي المجتمع معتمدين على أنفسهم أو بدرجات متفاوتة من المساعدة من قِبَل الجهات المختلفة.
وبَعْدُ، لنا أن نتساءل عن ماهية دور كبار السن في البرامج التنموية في المجتمع؟! وهل يمكن الاستفادة من القدرات والإمكانيات العقلية والحسية المحدودة للمسن في إنجاز البرامج التنموية؟!
وهناك الكثير من الأسئلة التي يمكن أن تتولد حول قضايا ومشكلات كبار السن في المجتمع، وعن مدى وحجم وفعالية دورهم في الحياة، وهم في أسوأ حالات خريف العمر واحتمالاته.
إن العديد من الدراسات تشير إلى أن مشكلات كبار السن لا تتمثل فقط في المعاناة الجسمية؛ نتيجة لإصابتهم بأمراض الشيخوخة، أو بعض الأمراض المزمنة، بل إنها تتعدى ذلك إلى مشاعر البؤس والشقاء التي تنتج عند إحساسهم بأنهم أصبحوا بلا فائدة في المجتمع، وإلى مشاعر الوحدة واليأس التي تنتابهم.
فأصبح من الضروري التفكير في أن مشكلة كبار السن ليست فقط في ضرورة توفير المسكن، والملبس والمأكل باعتبارها حاجات مادية ضرورية، فضلاً عن الرعاية الطبية، بل إن سياسات الرعاية لكبار السن ينبغي أن تمتد إلى إشراك مَنْ له القدرة من كبار السن في البرامج التنموية التي تتناسب مع قدراتهم العقلية والجسمية؛ لإشعارهم بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوموا به، حتى يعطيهم الأمل والحياة في المجتمع، ويتوفر لهم الرضا والاستقرار النفسي.
ومن أمثلة الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسن، أعمال ترفيهية واستغلال وقت الفراغ، وأعمال تعليمية وتربوية، وأعمال اقتصادية واجتماعية، وخدمات نفسية واستشارات مهنية.
من هنا، فإن مفهوم المسنين في الوثائق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة يتجه إلى التعبير عن عملية مستمرة من التغيرات التي تصاحب المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان، أكثر منها تعبيرًا عن فترة ثابتة محددة من حياته.
ويشير الاتجاه العام إلى أن المسنين هم فئة السكان التي تبلغ ستين عامًا فأكثر، والتي ترتبط في كثير من الأحوال ببداية التقاعد الرسمي عن العمل.
بَيْدَ أنه يلاحظ أن تحديد فئة المسنين، وبالتالي البيانات الإحصائية الخاصة بهم، قد يبدأ في بعض الدول النامية ومنها غالبية الدول العربية، بستين عامًا فأكثر، بينما يبدأ في كثير من دول العام بخمسة وستين عامًا، وهو العمر الذي تستند إليه المقارنات الدولية.
لقد ظلت فئة المسنين إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية لا تجد اهتمامًا كافيًا على مستوى البحوث العلمية من ناحية، والسياسات والبرامج الاجتماعية من ناحية أخرى، ومع إدراك بعض دول العالم، خاصة الدول الصناعية المتقدمة، لتزايد أعداد هذه الفئة، وبالتالي تزايد نسبتها في الهيكل السكاني والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوضع، تصاعد الاهتمام بالمسنين، وهذا الاهتمام كان له مظاهره على مستوى البحوث والدراسات الاجتماعية، وعلى مستوى السياسة الإنسانية.
إنّ الطرح المعاصر لقضايا المسنين، لا يستند إلى اعتبارات إنسانية فحسب، وإنما يستند إلى اعتبارات تتعلق بعملية التنمية الاجتماعية، والاقتصادية بالأساس.
يترتب على ذلك أن الاهتمام بالمسنين ليس مجرد اهتمام بفئة عمرية، أو اهتمام بدراسة تغيرات ديموغرافية، واحتياجات سكانية، لكنه أبعد من ذلك بكثير.
إذ نحن نتحدث عن ظاهرة متحركة ودينامية، تترتب عليها مسؤوليات اجتماعية واقتصادية تنعكس على عملية تخصيص الموارد، كما تترتب عليها آثار عميقة على عملية التنمية، وذلك بخروج شريحة سكانية من سوق العمل، وتداعيات ذلك على الموارد البشرية والاقتصادية.
إن علماء الاجتماع لا يهتمون عادة بالنمط الفردي للشخصية، إلا في إطار التفاعل الاجتماعي الكلي للجماعة الإنسانية.
ثم إن الشيخوخة هي ظاهرة اجتماعية نبعت من الجماعة، فهي التي أطلقتها بمواصفات معينة على أفراد عجزوا عن أداء أدوارهم الاجتماعية، ليتّسم طابع حياتهم بما أسماه بارسونز بالاغتراب الاجتماعي، أو ما أسماه كولي بالهوامش الاجتماعية.
وللأسف، فإن الشيخوخة عند بعض علماء الاجتماع المحدثين هي نوع من الإعاقة الاجتماعية، والتي لا بد وأن تفتقد الشعور بالقيمة والمساواة والمكانة في سياق تجمع تحكم معايير القوة والكفاءة، وتعتمد على ما بقي في المجتمع من قِيَم وعادات وتقاليد، أو ما يسميه تونيز بالنسق القِيَمي.
تعتبر الحالة النفسية عند المسنين محصلة لعدة عوامل يؤثر كل منها سلباً أو إيجاباً بدرجة أو بأخرى على نفسية المسن لتتشكل حالته النفسية في النهاية، وبذلك فإن الحالة النفسية عند المسنين ليست حالة نمطية واحدة تشمل الجميع وإنما لكل فرد منهم حالته الخاصة تبعاً لتعرضه لتأثير العوامل المختلفة ومدى تأثره بها، ولذلك تبدو هناك خلافات كثيرة بين المسنين في البيئات المختلفة بل وفي البيئة الواحدة لتجعل حالة كل منهم خاصة به وحده.
وقد أثبتت الدراسات الطبية أن نسبة التغيرات البيولوجية وحدها هي التي تؤثر على المسن وأن كيفية رؤية المسنين للعالم من حولهم وكذلك رؤية العالم لهم بمعنى أن العلاقة المتبادلة بين المسن ومن حوله لها تأثير هام في حالته النفسية.
كما أثبتت تلك الدراسات أن التدهور أو الاضمحلال في النشاط العقلي والتركيبة الشخصية والسلوك الاجتماعي ليست بالضرورة قيمة لدى كبار السن جميعهم وإنما يعتبر البعض منها أعراضاً لأمراض ومشاكل تستوجب البحث والعلاج.
ونتيجة أخرى مستخلصة من تلك الدراسات أن الوظائف العقلية كالوظائف البدنية تحتفظ بالحيوية طالما تمت استثارتها وتدريبها واستخدامها وتصبح عرضة للتدهور والانحدار بالإهمال وعدم الاستعمال.
في حين يشهد العالم في الوقت الحاضر تحولات ديموجرافية واجتماعية واقتصادية ونفسية تعم آثارها على معظم سكان العالم بكل فئاته العمرية ومن بينهم كبار السن الذي سيصبحون في عام 2025 حوالي 1,100 مليار نسمه وقطاع المسنين من السكان هو الاسرع في النمو كما تشير احصائيات الامم المتحده في تقاريرها
ومع التقدم المعرفي والتكنولوجي وثورة الاتصالات ووسائل الاعلام وسهولة الاتصال لا يجعلنا هذا الى الغرور ويفقدنا التواصل ومن ثم الى تقزيم حكمة الاباء والاجداد وانسحابهم وزوال صلاحية العديد من افكارهم ومن ثم السعي الى تغييبهم وتهميشهم عن مسرح الاحداث الحياتيه بحجة انهم دقة قديمه او لم يعودوا ذوي صلة بالعالم والمجتمع .او بأي سبب كان ...فهل هذا جهل ام تجاهل مع هذا التقدم والمعرفة ...