قد يشاركني الكثيرين في الاعتقاد بأن قرار موعد الاقتراع لانتخاب اعضاء مجلس النواب السادس عشر، جانبه الصواب وفيه سوء تقدير، اذ فقد مواطنون اردنيون حقهم الدستوري في الانتخاب لهذا العام، بسبب اختيار اللجنة العليا للانتخابات لموعد يوم الاقتراع وتحديدها يوم الثلاثاء بتاريخ: 09 / تشرين الثاني / 2010م والموافق: 03/ ذو الحجة / 1431هـ اي قبل الوقوف على عرفة بخمسة ايام والذي يتوقع ان يكون يومها ما يقرب العشرة الاف اردني مُحرِمِينَ في الديار المقدسة، وموجودين في مكة المكرمة لاداء فريضة الحج والتي يصادف موعدها لهذا العام بنفس موعد انتخاب اعضاء مجلس النواب السادس عشر.
أكد لي الناطق الرسمي للجنة العليا للانتخابات.. الاعلامي سميح المعايطة: ان الموعد المقرر هو قانوني واصبح موعدا محسوما، واوضح في اتصال هاتفي معه: ان اللجنة لم تتمكن من تأخير الموعد حتى لا يكون فيه مخالفة دستورية وفي نفس الوقت يصعب تقريب الموعد حتى تبقى هناك مدة زمنية كافية للترتيبات والمدد المقرة للاجراءات القانونية المرافقة للعملية الانتخابية، مثل فترة الترشح وتنقيح الجداول والتسجيل فيها، والدعاية الانتخابة، وغيرها من الامور القانونية الضرورية لمثل هكذا انتخابات. واشار المعايطة ان الموضوع لم يغيب عن اعضاء اللجنة ولكن الضرورة القانونية والدستورية حالت دون تقديم او تأخير الموعد مؤكدا انه لن يؤثر مصادفة موعد يوم الاقتراع ووجود الحجاج الاردنيين على الاراضي المقدسة على العملية الانتخابية.
وزير الاوقاف وفي زيارةٍ له لمنطقة برما في جرش قال لي: ان هذا الموعد صدر عن الحكومة واصبح محسوما وفي رده على سؤالي حول فقدان الحجاج حقهم في انتخاب اعضاء البرلمان حيث يتصادف وجودهم في مكة المكرمة يوم الاقتراع -والذي يسبق يوم الوقوف على عرفة بخمسة ايام- قال الوزير: ان الحكومة اتخذت قرارها ولا رجعة فيه.
النائب السابق الشيخ سليمان السعد والذي رافق الوزير في الزيارة قال: لا ضير في ذلك ولا هَمٌ يلحق بالحجاج طالما انهم ينعمون في اداء فريضة الحج.. رد الشيخ هذا نبهته له وقلت: يا شيخ سليمان هؤلاء هم ممن يكونون مع الله، وهم في الغالب من انصارك وبذلك انت من سيفقد اصواتهم، وتنبه بعدها الشيخ على ذلك، لكنه التزم بما قال، وصمت حائرا، وتجولت افكاره في رأسه، ليبتسم متحسرا على ما سيفقد من اصوات.
مواطن من الحظور قال مازحا: يا جماعة لا تكون خطة مبتكرة للالتفاف على انصار الاسلاميين.
احد موظفي وزارة الاوقاف المرافقين للوزير في زيارته لجرش قال لي: على وزارة الاوقاف ان تنظم للحجاج امكانية الاقتراع في مكة، لافتا الى امكانية حصول ذلك اذا توفرت العزيمة، هذا المرافق هو احد موظفي الوزارة ويملك خبرة ممتدة في تنظيم عملية الحج، قال للتأكيد على امكانية الاقتراع في مكة: ان توفرت العزيمة ذللت العراقيل.
نعم ان توفرت العزيمة ذللت العراقيل!!
وفي هذا مدعاة لطرح السؤال البديل عن سوء التقدير الحكومي..
لنقول هل تبادر الحكومة بدراسة الاجراءات اللازمة لصندوق مكة؟
..هنا لن يعد لا قال ولا قيل!!