من المعروف عن الاردن أنه متوازن سياسيا يجيد فن الدبلوماسية في إدارة الأزمات لكن قد تقع أحداث لا تقوى عليها الأروقة السياسيه والسجاد الفاخر والأواني المطلية بالذهب بل تحتاج هذه الأحداث الى وقفة رجال شرسين لا نتصت أذانهم الى التوصيف والكلمات المخملية ...
وهذه هي غزة اليوم ... وهذا هو الاردن بمواقف متخاذله متذبذبه و ثورة غضب من الشارع فجرها اغتيال القاضي الاردني قبل أشهر وما زال الدم يغلي ... وغزه تموت مع رفع آذان المغرب حيث ذكرني بمشهد لجماعة داعش حين ترمي الجثث في المقابر الجماعيه مرددة الله أكبر ..الله أكبر وكأنه هذا هو العدل والحق تماما ،هم لا يختلفون عن المدفع الاسرائيلي حيث يرفع اذان المغرب الله أكبر ..الله أكبر لتزهق روح بل كمشة من الأرواح ذنبها أنها عربيه ثم غزاويه ،ذنبها أنها روح وطنيه تربت على الكرامة والدم للأرض الفلسطينية.
و الشارع الأردني ما زال ينتظر ، ينتظر انتفاضة حكومية ،تلك الحكومه التي لطالما تفنن المرحوم الراحل الملك حسين طيب الله ثراه في حياكة معاهدات واتفاقيات و تهدئة للنفوس ، اذ اعتبر من كبار دهاقنة السياسة الذي شهد له كثيرون من صناع القرار السياسي في العالم لو أن القدر أوجد هذا الرجل العظيم في هذه الأيام لما قدم صدام ضحية في عيد المسلمين ولما تشرذمت البلدان العربيه ولما نسفت المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ولما ولما ...
كنا في ميزان قادة تصنع التغيير في مجرى القرارات الدوليه واليوم ها نحن ننوح نواح لامية كعب بن زهير في بانت سعاد ...
باتت صيحاتنا في طيات الماضي لا نعرف سوى ذرف الألم و التحسر من وراء الشاشات على أشلاء الغزاويين ونتفنن في وصف سوء أحوالهم ..لكن ما الحل ؟؟؟
قال البعض طرد السفيرالاسرائيلي من الاردن ...لن يقف القصف على غزه
البعض الآخر اقترح اجتماعا طارئا لجامعة الدول العربية .... أما زلتم تذكرونها ، أقلها ما زالت كلمة العربية في اسمها !!
( أتوقع أن تسمى في القريب جامعه دول شرق اوسطيه وشمال افريقيا )
وكل اجتماعات العرب لن توقف اسرائيل ...
اذا ، لنبحث لماذا تقصف اسرائيل غزه الآن ..لماذا عاد قصف غزه من جديد؟؟ ماذا تريد اسرائيل من قصف غزه ؟؟ ما الخطوة اللاحقه التي ستبنى عليها قصف غزه ؟؟ ...عندها يقف القصف .
وان كان ما يحصل شبه بالديستوبيا ...فيبدو نحن من يعيش حالة ديستوبيا مع عواصف شيزوفرينيه ما بين مصالحنا وصحوة الضمير التي تؤججها نكبات أهل غزه .
لكم الله يا أهل غزه .. ولنا العار والخزي يا عرب .