انا جزائريٌ، تونسيٌ وموريتاني، انا مغربيٌ، عراقيٌ، شاميٌ، وعماني، انا لبنانيٌ، سودانيٌ، مصريٌ، ليبيٌ، خليجيٌ، وقسامي، انا كل ما تريدون له ان يكون، انا المغدور في لغتي، انا المطعون في ديني، انا ... انا ... ومن انا ؟
انا طفل مقتول بعروبتي، مخدوع بعروبتي، ملعون بعروبتي.
طفل تحمل مصائب أمته، ترك الرجال لنا المقاومة فقاومنا، نزعوا لباس الشهامة عنهم ونحن ارتدينا، انا يا عالم بنك الأهداف، نزيف الجراح، بكاء الأم، صدمة الأب، ثورة الأخ، وصبر الأخت.
انا يا وطني مجرم الحروب، انا من دفع هتلر لقتل اليهود، انا المنتقم والعدو الأوحد للعرب والعربان وللصهاينة الأحرار، انا من دنس الأديان، انا من باع الجولان، انا شيعي ودرزي وسني وملحد كافر، نعم انا هؤلاء مجتمعين، دعوني أهذي لأفهم لما أقتل والعالم صامتين.
انا صوت الضمير المتعفن في غياهب انفسكم، انا ثورة اضائت سماء أمتكم، انا المكلوم واليتيم والمشرد بايديكم، فلتسقط كل ايديكم، انا الطاغوت والفرعون فيكم، انا كل أهاليكم، انا كل المتضادات في شرعكم المتناثر بين الراء والباء، فكيف لكم ان تجعلوا ربكم واحد وانتم لاربابكم ساجدون، قائمون، ساهرون، متقربين لهم بقربان اشلائي.
انا المسلوخ من ديني بايدي جزاريكم الرحماء، قالوا عني ارهابي وانا ادافع عن ارض الدين للامة جمعاء، انا يا حجر لست سوى بشر، اسمعتم يا احجار امتنا، انا بشر، من لحم ودم وعظم وثورة، فان اطفأتم جسدي الهزيل فثورتي تقتلكم باقذر سم موضوع بمنديل، سم الدم، وقضية ايمان اصبحت فوق صدوركم هم، قلسطين بشوارعها مآذنها، علمائها، جنودها، اطفالها، نسائها، رجالها، قدسها، صخرتها المشرفة هي قصة ايمان لا انتفاضة لبلد فقط محتل، افهمتم قصة الدم يا خرفان امتنا.
.
.
أسماء العسود.