اكثر من سبعة عشر عاما ونحن غير صادقين مع انفسنا اولا واغرقنا انفسنا في اوهام من المن والسلوى جلبت لنا المزيد من الويلات والنكبات والمصايب لم نفكر ولو لساعه الى اين نحن ذاهبون واستمرينا في الطريق الغير سالك حتى فهم العالم اننا الضعفاء المهرولون نحو الهاويه بينما عدونا يخطط ويحقق الانتصار تلو الاخر حتى فاض به صبرنا وذلنا .
على ماذا حصلنا من اوسلو غير ارض روتها دماء الشهداء ومزيدا من الجرحى والمعاقين اعاقات دائمه والكثير من الشباب الغير متعلم وحواجز واسوار تحيط بالكرامة العربيه وهوية فلسطينيه لا تقبلها حتى بعض الدول العربيه وراية تخفق بخجل للرئيس وعلى الاف المعتقلين في سجون لا تدخلها الشمس وعلى شاليط واحد لا يساوي فلس وعلى خلافات عربيه ليس لها حل وانقسام فلسطيني في العمق
الان ويعد ان انتهت اسرائيل من معظم مخططاتها للمرحله الحاليه ها هي تعلن ان اوسلو والسلطه قد انتهت ليبدأوا مرحلة جديده من الصراع العقائدي والجغرافي والتاريخي مع العرب كل العرب ولا شك ان وجود مناصرين غير عرب مع القضيه جعلها تستعجل في انهاء المرحله الحاليه لتبدأ باخرى ذات عناصر واهداف مختلفه .
فهل نحن شعوب تحاسب ام انها فقط تغفر وتنسى وتستطيع ان تتكيف مع ما هو قادم بلا ندم على ما مضى ونحن نوصف بداء النسيان .
ولعل الوقت حان للعرب ان يستفيدوا من هذا التنكر من اسرائيل للاتفاقات السابقه لكي يصيغ العرب استراتيجيه جديده للتعامل مع الاحداث القادمه في ظل هذه الظروف الاقتصاديه الصعبه واستثمار جميع موارد الامه المتاحه لتحقيق بعض الاهداف الاستراتيجيه العربيه ولعل ذلك يكون مبررا للمصالحات العربيه الحقيقيه وانهاء الانقسام الفلسطيني المدمر للقضيه المركزيه للعرب .وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله من وراء القصد .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 26 / 6/ 2010