لا يخلو أي مشروع أو أي برنامج أو أي عمل يحتاج إلى تعاون وجهد ونشاط جماعي إلا وتجد الطابور الخامس جاهزاً ومتحفزاً لاستغلال هذا العمل سواء لإفشال وإحباط هذا الجهد أو لاستغلاله بشكل سلبي.
بمجرد إعلان أي شخص نيته الترشح للانتخابات حتى يلتف حوله مجموعة من المحبين والمقربين المؤازرين الصادقين , والمؤمنين بفرصة هذا المرشح بالفوز , وبقدرته على تمثيلهم وتحقيق أهدافهم , حيث تعمل هذه المجموعة لصالح المرشح بشكل جماعي منظم ومخطط وصادق لتسويق المرشح بين الناخبين وإقناعهم بقدراته وخبراته من خلال الزيارات والحوارات والنقاشات وتقديم المساعدات والمعونات والوعود لحشد اكبر عدد من الناخبين لصالح مرشحهم .
بموازاة ذلك وبدون سابق إنذار أو سابق خبرة تلتف حول المرشح مجموعة أخرى (ثلاثة أو أربعة أشخاص) من الصف الخامس أو السادس من أبناء العشيرة أو المنطقة أو الدائرة من الانتهازيين والمتسلقين. هدفهم استغلال المرشح مادياً ونهبه مالياً, ولا يهمهم نجاح أو فشل المرشح, يمكن تسميتهم مجازاً \" الطابور الخامس\" , غالباً ما يدرك المرشح أهداف وغايات هذا الطابور الرخيصة , لكنة يضطر مجبراً على مسايرتهم ومجاراتهم وتنفيذ طلباتهم المالية , لأنه لا يستطيع صدهم أو إبعادهم , خوفاً من انقلابهم عليه وفقدان أصواتهم واتقاء لشرورهم كذلك .
بعد إيهام وإقناع المرشح بأهميتهم وخبرتهم وقدرتهم على تسويقه بين الناخبين وحشد عدد كبير من الأصوات لصالحه , وحصولهم على دفعة مالية \"محترمة\" تحت الحساب من المرشحين (لأنهم بالعادة يكونوا على اتصال وعلاقة مع أكثر من مرشح دون علم المرشحين لتعظيم مكاسبهم المالية ) , يبدأ هذا الطابور فوراً بعمل دعاية انتخابية للمرشح بشكل فردي وعشوائي .
يستخدم هذا الطابور أساليب رخيصة في دعم وتسويق مرشحيهم من خلال بث الإشاعات الكاذبة وإثارة النعرات العشائرية والإقليمية والمناطقية وإثارة الفتن بين العائلات والأصدقاء وافتعال المشاكل بين الناخبين . ومن بعدها تبدأ الطلبات المالية تنهال على المرشح لأسباب لها أول وليس لها أخر بحجج مختلفة ومختلقة ( دعم عائلة مستورة , دفعة أقساط جامعة لعائلة فقيرة , مصروف لأيتام , لشراء ذمة شخص متنفذ , لشراء مجموعة أصوات , للمواصلات ... وغيرها الكثير من الحجج )
ينتهي عمل هذا الطابور مع انتهاء يوم التصويت ويختفي عن الساحة نهائيا\" بغض النظر عن النتائج لأنة يدرك بأنة مكشوف, ولا يظهر إلا مع ظهور مناسبة أخرى يستطيع استغلالها والاستفادة منها.
هذا الطابور موجود في كل المناسبات لكنة ينشط أكثر في مواسم الانتخابات , فهو يتواجد مع كل مرشح ويخاطب كل ناخب , لذلك على المرشحين تمييز هذه المجموعة الشاذة ومحاربتها ومحاولة تحيدها وتحجيمها لأنها تسيء للمرشح أكثر من فائدتها له , وعلى الناخب الحذر منها أيضا وعدم الانجرار والانقياد للإخبار والإشاعات التي تطلقها , فكثير من المشاكل والعداوات بين الأهل والأصدقاء وحالات الطلاق بين الأزواج في هذا الموسم يكون ورائها \" الطابور الخامس \"