بدات فصول المسرحية ، وأبطالها كثر لكن أغلب هؤلاء الأبطال هاجسهم واحد الحصول على \" صوت \" بل \" أصوات \"، أنها مسرحية بل مسرحيات الدعاية الإنتخابية ، فالنيابة حسب فهم البعض وجاهة ، وزعامة ، وخطوط باصات ، وشوارع تعبد أمام المزرعة ، وسفرات سياحية ، وصفقات ، أنها ستكون مسرحية تمثيلية يمثلون فيها أدوارهم ببراعة بأياديهم البيضاء العامرة \" بالمناسف \" والطرود الخيرية وزيارة المستشفيات والجمعيات الخيرية ورحلات العمرة للغلابى والفقراء، والمبالغ المالية المصروفة على عجل للأرامل والمطلقات وحضور المنافسات الرياضية ودعم الإتحادات والتجمعات الشعبية ....
وبما ان الإنتخابات ستكون بعد شهر رمضان المبارك فلا شك إن شهر رمضان القادم ستكون وجبات الإفطار فيه دسمة للناخبين ، مما يعني باننا كناخبين لن نحتار في نوعية وجبات الإفطار الرمضاني ، \" فالجميد الكركي \" سيكون حاضرا\" بقوة \" بمناسف اللحم البلدي واكثر مما كان في الأشهر الرمضانية السابقة وستكون \" الكنافة النابلسية \" بديلا \" عن\" القطايف \" او ان \" القطايف \" ستكون حشوتها بالفستق الحلبي والكاشو بدلا\" من الجوز والجبنة من اجل عيون \" الصوت \" بل \" الأصوات \" ولا شك ان \" السوس والتمر الهندي وقمر الدين \" ستطفئ ظمأ الصائمين الناخبين لندعوا بالفوزمع صوت آذان المغرب لأخواننا هؤلاء المرشحين ....
في النهاية ستفرز النتائج الإنتخابية بأن هؤلاء الأبطال الذين من المفترض بانهم يمثلون ناخبيهم ما هم سوى ممثلين كانوا يمثلون علينا بمجرد وصولهم لمجلس الأمة ولنتفاجأ ان بعض هؤلاء \" حرام \" ان يمثل أمة أو شعب بل هو مجرد مالك \" دكاكين\" يسعى أن يطورها ويحولها \" لمولات \" ببركة \" الأصوات \" .....
عندما تقرأ كتب التاريخ التي تصف بطولة آباء الحركة الصهيونية ، \" كهرتسل \" او \" جابوتنسكي \" او \" وايزمن \" او \" بن غوريون \" تجد أن هؤلاء \"العمالقة \" للباطل الصهيوني رسموا وخططوا لإيجاد دولة رغما\" عنا ونجحوا في ذلك كون أن بناء الدولة التي تجمع شتات بني قومهم تسمو فوق كرسي الحكم والزعامة والثراء ...
أرجو ان لا نتذرع كناخبين بقانون الصوت الواحد ، فبيدنا التغيير بإختيار ممثلين عنا نرفع قاماتنا ورؤوسنا بهم لا أن ينكسوا رؤوسنا ويرفعوا رؤوس أموالهم ، فالنائب مشرع يشرع قوانين وانظمة تمس حياتنا التي نعيش ، لا ان يشرعن نيابته ليزيد من حضوره ويرفع من شان وجاهته يسعى بدون كلل او ملل ان يوصل صوت من يعيشوا تحت أسقف \" البراكيات \" سواءا\" كانوا من اقصى الشمال او أقصى الجنوب في الريف والبوادي والمخيمات لا ان يكون مجرد حضور و صوت فقط في الجاهات والعطوات ، فليكون النائب الذي نريد نائب مدرك وواع ماذا يقدم لخدمة الموظف و الصانع والطالب والمعلم والمزارع ، وان يقول للمسؤول إذا أحسن في حق الوطن والمواطن لقد احسنت وأن يقول له بملئ فيه إذا أساء لقد أسات ويسعى لمحاسبته وفق الأنظمة والاعراف البرلمانية بعيدا\" عن الاهواء والمصالح الشخصية او الحزبية .....
حلي بنا كناخبين ان نفكر مائة مرة ، لمن يستحق ان نمنحه ثقتنا و\" صوتنا \" وليكن لمن يتقي الله فينا وفي الوطن والامة حتى لا تخيب نظرتنا في مجلسنا القادم كما خابت في بعض من اوصلناهم لمجلسنا السابق ، وحتى لا نقول لقد \" إنضحك علينا هاي المرة \"من أمثال هؤلاء ، فصوتك امانة ومنحه وبيعه لمن لا يستحق خيانة ..... وكل نيابة وانتم بخير