قديما كان اصحاب المناسبات السعيدة والأفراح يحرصون على دعوة أشخاص معينين لحفلاتهم ومناسباتهم ، هؤلاء الأشخاص هم ليسوا من الطبقة البرجوازية ، وليسوا من المجتمع المخملي ، أساسا لم يكن المخمل مشهورا بقدر ما كان " السريتش " سيد الموقف انذاك ، هم اناس عاديين جدا وبسطاء .. ولكن ..؟؟؟
فمثلا كان لابد من دعوة وحضور " خديجة " لكونها معروفة بشطارتها في "الزغاريد" وكان لابد ايضا من حضور "أم العبد" لكونها فنانة في " المهاهاة " ومعروف بان الزغاريد والمهاهاة تضفي جوا من الحماسة في الحفلات مما ينعكس أثره على انجاحه . وطالما بان "خديجة" و"أم العبد" موجودتان فالحفلة محرزة وتستحق المشاركة والحضور .
كان يلفت انتباهي دائما العبارات والكلمات المذكورة في "المهاهاة" أحيانا كثيرة كنت اضحك من اعماق قلبي ، وبصراحة لقد خرجت بفكرة واحدة هي أن لدى "ام العبد" مخزون وافر من الكذب ، ففي ذات مناسبة هاهت "أم العبد" فذكرت في مهاهاتها بأن العروس ذات نصيب وافر من الحسن والجمال ، مع اني على علم بها وبأنها "مشطوبة" وفي مناسبة اخرى هاهت للعريس فوصفته بالشجاعة والقوة فتوارد الى ذهني بانه ذو بأس ، مع العلم بانه في الحقيقة " ساقط" بمعنى الكلمة .
في ظل التطور التكنولوجي وتقدم العمر والزمن بنا ، فقد تطور الأسلوب بالمهاهاة ليواكب الحداثة الحالية .
أفتح الصحف لأجد اعلانات تهنئة وتبريك هنا ، واعلانات تعزية ومواساة هناك تمجد صاحبها ذو الدور النبيل .
أفتح التلفاز لأرى مواطنين يشيدون ويشكرون مسؤول ما على تفضله بزيارة منطقتهم والوقوف على مشاكلهم ، مع العلم بان ذلك من واجبه ويدخل ضمن طبيعة عمله ومسؤوليته أي ليست كرما خالصا منه .
كل ذلك في الحقيقة ليس الا مظهرا وأسلوبا جديدا من مظاهر وأساليب "المهاهاة" الحديثة . والتي هي ليست الا -على الاغلب - تمجيد لصفات حسنة في الاصل ليست موجودة في صاحبها .
في خلاصة القول : لدينا كم هائل من منسوب " المهاهاة " وعلينا استثماره .