أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين بالزرقاء مفتي الاردن : التدخين حرام استخداما وبيعا وصناعة مسؤول أميركي: الكابينيت سيصادق الثلاثاء اتفاق وقف النار بلبنان ميسي يتجه لصناعة دراجات فاخرة .. تعرف على قيمتها إطلاق مشروع المراجعة الشاملة لإدارة الأدوية الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن وزير الشباب يؤكد أهمية تعزيز برامج الثقافة الرقمية في خطط المديريات غرفتا صناعة وتجارة الأردن وعمّان تمددان فترة استقبال طلبات برنامج ترويج الصادرات اليكم اسماء أعضاء اللجان النيابية الدائمة 18 شهيدا جراء غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان انخفاض الاسترليني أمام الدولار واليورو مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: مجتمعات تحتفي بالتعلم وتقود التعليم 10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال يومين في غزة أكسيوس : إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الحرب أبو ناصر: توقعات بالتخليص على 12 ألف مركبة كهربائية حتى نهاية 2024 المنتخب الوطني لكرة السلة يتأهل إلى نهائيات آسيا "الأوقاف" بالتعاون مع "الصحة" و"الإفتاء" تنظم ندوة علمية حول مكافحة آفة التدخين الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف تعقد مؤتمرها الختامي التسعيرة الثانية .. انخفاض اسعار الذهب 50 قرش في الاردن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ما هو المطلوب من مؤسساتنا و الشباب اليوم ؟

ما هو المطلوب من مؤسساتنا و الشباب اليوم ؟

27-06-2010 11:40 PM

تشير معطيات عن مدى عزوف الشريحة الشبابية عن ساحة العمل السياسي والاجتماعي والتطوعي, لذا يجب معرفة ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك الابتعاد والعزوف؟  والآلية الملائمة لتشجيع الفئات الشبابية على خوض غمار العمل الاجتماعي والتطوعي؟ وما التداعيات المترتبة حال عدم نجاح مساعي دفع عجلة العمل الشبابي على حاضر الأمة ومستقبلها؟

الشباب هم ذلك الأمل الذي تتطلع إليه سائر الشعوب والأمم في مسيرة نهضتها نحو الغد والمستقبل، الشباب هم الوقود الذي يسير بركب المجتمع بهذا العنفوان الكبير نحو التقدم والعطاء نحو الرقي والارتقاء، في فكرها وعقلها وروحها وجميع مكوناتها الجسمية والروحية، وأي تعطيل في المسيرة يعني الرجوع بركب الأمة نحو الخلف عشرات السنين والركون في زاوية التخلف والرجعية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

الشباب هم المخزون البشري الهائل الذي نعتمد ونراهن عليه في مقبل الأيام، فلا يجدر بنا أن ندع الحبل على الغارب ولا نحرك ساكناً حيال حالة المراوحة وتجميد نشاط الشباب لأجل غير مسمى. أنا لا ألقي بتبعات ذلك العزوف على كاهل الشباب بشكل مطلق من دون النظر إلى حيثيات الأمور من كل جوانبها وأبعادها، فهناك تداخل كبير بين الأسباب والمسببات، ومن غير اللائق أن نتناول النتائج من غير النظر إلى الأسباب والبواعث. نعم، هناك إخفاقات وهناك مراوحة في الجمود في المؤسسة تلك أو المراكز الاجتماعية تلك، وهناك عدم تجاوب وعدم فاعلية من قبل المجتمع حيال هذا النشاط أو ذاك، وهناك عدم تشجيع أو حتى كلمة طيبة أو على أقل تقدير نقد بناّء يشُّد من أزر العاملين وينظر لمكامن الخلل في الجسد المؤسساتي، ولكن لا يبرر على الإطلاق بحالة العزوف وحالة القطيعة (والاعتكاف الاجتماعي)، فهناك كثير من الشباب وكثير من الطاقات تنشط في ظرف معين وسرعان ما تأفل وتنزوي، بل لا يصبح لها وجود حتى على مستوى الأمور التي تجمع كل الناس بقطع النظر عن أسباب العزوف.

هناك فهم مغلوط قد يقع فيه بعض الشباب المتحمسين للعمل الاجتماعي في أول مشوارهم، وهو عدم فهمهم الصحيح لماهية العمل أصلاً وعدم درايتهم بكونه - العمل الاجتماعي - يتسم بشيء من التضحية بالوقت والجهد وحتى التعرض إلى بعض المشكل. وعندما يصطدمون بهذا الواقع تتولد عندهم ردود فعل عكسية عن العمل الاجتماعي وحتى عن المجتمع، وهذا أمر خاطئ يحتاج إلى توعية وتصحيح بالتحاور والنقاش الموضوعي. ومادمنا قد فتحنا الباب على مصراعيه في هذا الموضوع بكل شفافية وانفتاح ورحابة صدر فلا يجدر أن يفوتنا في هذه الجزئية أن ننتقد الشباب وإن كان النقد في بعض الأحيان قد يوجع، ولكن ربما يكون لحالة الصدمة التي نواجه بها الذات وقعاً أفيد مما لو كان بخلافه.

فهناك شريحة شبابية مخلصة انصهرت في العمل التطوعي منذ حداثة سنها ولم تدّخر وسعاً في تقديم الغالي والنفيس من أجل ديمومة العمل واستمراريته على الواقع، وهناك فئة شبابية وبخلاف ذلك تماماً لم تجد نفسها إلا وهي في ركاب المؤسسة وضمن أفرادها العاملين ولكنها آثرت أن تعمل خلاف المزاج العام وأن تسبح ضد التيار، لا لكونها تتبنى برنامج عمل مغايراً، بل لكونها ترسم مشروع هدم داخلي وتفتيت للمؤسسة من القاعدة، فأخذت تنتقد وتنشر السلبيات على الرأي العام من دون ذمة ولا ضمير، ولكنهم قلة سرعان ما يطويهم الزمن ويذهبون طيّ النسيان.

المطلوب من الشباب اليوم وإزاء هذه التحديات والاستحقاقات الكثيرة على الأرض أن ينخرطوا في مضمار العمل الاجتماعي، وأن يلقوا كل تبعات الماضي خلف ظهورهم، وأن ينظروا للإمام، فإشعال شمعة خير من أن تلعن الظلام كما يقولون. المجتمع بحاجة لطاقاتكم وجهدكم كي تبنوه وتشيدوه بكل حب ومثابرة، البناء إن لم يكن صحيحاً وقوياً سرعان ما يتصدع ويكون مصيره نحو الخراب والزوال.

قد نختلف على هذه الجزئية وذلك المفهوم، ولكننا في الخطوط العامة وفي الإطار العام نتفق ونلتقي كون الأهداف واحدة وإن اختلفت الآليات المتبعة للتطبيق.

اليوم أنتم مدعوون أيها الشباب لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار على التغيير في حقول العمل الإنساني، وتنسحب تلك المسؤولية على مؤسساتنا الأهلية والمدنية بأن تفتح باعها إلى الشرائح الشبابية الواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو الأفضل، وعلى شبابنا الطموح الذي يحمل همّ العمل الاجتماعي والتطوعي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك العمل، وهذا للوهلة الأولى يعُّد ضمانة حقيقية لسير النشاط وحراكه في واقع المجتمع.

 

خـلـيـل فـائـق الـقـروم

Kfg_81@yahoo.com

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع