أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. طقس خريفي بعد الأحد الدامي .. غارات ليلية عنيفة على بيروت والبقاع والجنوب (شاهد) ترجيح خفض أسعار المحروقات بنسب تصل إلى %6 تجهيزات إسرائيلية لعملية برية محتملة في لبنان وجهود أمريكية لمنعها الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال "ماراثون القراءة" الاحتلال يقصف مدرسة للنازحين في بيت لاهيا شمال القطاع .. وسيارة في خانيونس محافظ الزرقاء: مشروع المخازن التجارية الحل الأمثل لمواجهة فوضى البسطات بيان من حزب الله حول تعيين بديل لحسن نصر الله كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟ العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع (إعادة بديلة وموسعة) تحديات اقتصادية تواجه "تل أبيب" .. هل تستطيع تمويل حرب على جبهتين؟ البدور: الأردن يخوض معركة دبلوماسية تفند ادعاءات إسرائيل و توضح الخداع الذي تقوم به شباب النشامى يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2025 هكذا يتم تجهيز أكفان نصر الله وبقية قيادات حزب الله (شاهد) الحنيفات يكشف ما يهدره كل فرد في الأردن من 'الطعام' سنوياً أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية بلبنان صاروخ من لبنان يدخل مليون مستوطن بالملاجئ نيويورك تايمز: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول أونروا: كارثة صحية وشيكة بسبب تراكم النفايات بغزة إعلان نتائج ترشيح الطلبة في نسيبة المازنية ورفيدة
الصفحة الرئيسية أردنيات المتقاعد عندما يتحول الى خطيب مسجد .. كلمات من...

المتقاعد عندما يتحول الى خطيب مسجد .. كلمات من صخور تقذف من المنابر

28-06-2010 09:48 AM

زاد الاردن الاخباري -

بما انه "متقاعد" ولا عمل له فلماذا لا يشتغل بالخطابة ففيها عبادة, وفيها "قرشين حلوين".

- "يا رجل هو أبو عبدالرحمن احسن منك بشو.. هيو خطيب اضرب واطرح".

- القصة ما بدها فذلكة.. آيات من الذكر الحكيم... وحديث او حديثين كل اسبوع.. وبعدين "سولف" للناس عن أي شي كويس.

وبالفعل بدأ ما سيعرف بالشيخ سميح "يسولف" للناس بقصص حياتهم.

ولكن ما لم يفطن إليه هو أو ناصحيه بالخطابة ان الشيخ سميح لا يفقه باللغة العربية شيء, ولا بأحكام الدين.

في موضوع اللغة العربية وأحكام الدين, جاء الشيخ سميح بالحل, عندما قال لأصدقائه: "ما طول عمرنا بنسمع بالدين كمان إحنا مسلمين.. أما اللغة ليش إحنا شو بنحكي.. سنسكريتي.." ثم ضحك الجميع, وحلت عقد المسألة".

صعد "المتقاعد" منبر الرسول عليه الصلاة والسلام وبدأ "يسولف".. يا اخوان ويا إخوان.. وأنا رحت وأنا جيت".

ما اخرج احد المصلين عن طوره ان الخطيب المتقاعد خصص خطبته في ان الدين "الاقتراض" احسن من الصدقة". ولدى محاولته الاستدلال على ذلك قال ان في القران الكريم اية تقول واقرضوا الله قرضا حسنا.. وان المتصدق عندما يتصدق يقطع الامل بماله المتصدق به أما من يقرض الناس المال فانه يبقى على امل ان يرجع..

على حد تعبير أحد طلبة العلم الشرعي يدرس الشريعة في احدى الجامعات فان "الخطيب المتقاعد في واد وفقه الدين الاسلامي عن الصدقة في واد آخر".

تعرف الخطبة بأنها "فن مخاطبة الجماهير بطريقة إلقائية تشتمل على الإقناع والإستمالة", وهي كالشعر وباقي الفنون تولد موهبتها مع الشخص وتنمى باستمرار بالعلم. فيما لخطبة الجمعة في الإسلام منزلة عظيمة, جُعلت قرينة للصلاة, وسابقة لها, بل ونسبتها إلى هذا يوم فضيل, وتسميتها بخطبة الجمعة من أول الدلائل التي تدل على مكانة هذه الشعيرة العظيمة, بل عد الإمام ابن القيم - رحمه الله - خطبة الجمعة من خصائص هذا اليوم الكريم, فلا خلاف بين العلماء أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع, مكانها المسجد أفضل بقاع الأرض, وهي على الصحيح شرط لصحة الجمعة, مذموم من انشغل عنها بغيرها. وكان أول من وقف لها النبي عليه الصلاة والسلام.

كما لخطبة الجمعة مقاصد أبرزها أنها دعوة إلى الله, وهي من البلاغ المأمور به, وفيها تمثل لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وفيها التعليم والنصح المقصدان العظيمان من مقاصد خطبة الجمعة.

مشادة كلامية

يواظب سليمان رجل في العقد الرابع من عمره, على حضور خطبة الجمعة منذ كان طفلا, لكن بعد حضوره مشادة كلامية كادت تتطور إلى عراك بالأيدي بين خطيب المسجد وأحد المصلين; إثر قيام الآخر بإقامة الصلاة من دون أخذ الإذن من الإمام; ما اعتبره الإمام تدخلاً في شؤون المسجد الداخلية والتي لا يحق لأحد التدخل فيها إلا بإذنه.

كيف يمكن ان يكون هذا الخطيب مصلحا وهو يستخدم يده للتعبير عن رأيه. هذا الأمر الذي نفّر المصلين من الامام, وطالبوا الوزارة التدخل لإنقاذ المسجد من تسلط الإمام, إلا أن الوزارة اكتفت بنقله, كما أفاد سليمان ل¯"العرب اليوم".

هذه الحادثة اضطرت سليمان والبعض من أبناء منطقته في أغلب أيام الجمع التنقل بين المساجد بحثاً عن خطيب يتقن أداء الخطبة الوعظية.

وجراء الاسلوب الجاهل لكثير من خطباء وزارة الاوقاف, وجهلهم المطبق باللغة العربية وفنونها, وكسرهم ما لا يكسر وضمهم ما لا يضم, يشعر المصلين بان كلمات كالصخر ترمى عليهم من المنبر, وان خطيب هذه الكلمات الصخر يجب ان تنتهي باسرع وقت ممكن.. هو قصور وضعف في ثقافة كثير من الخطباء خاصة في ظل تدخل مؤسسات معنية في التعيينات ما يعمل على الحد من حرية الخطيب وتحجيم دوره.

ويقول المواطن أبو اسماعيل: "عند غياب الرقابة الفعلية والمصاحبة لغياب الرقابة الذاتية, أصبح بعض الخطباء لا يكتفون بإتيانهم ممارسات غير مسؤولة بل يخلطون ما بين الخطبة والدرس, فيصعد الخطيب وفي يده قصاصة ورقة ويلقي درسه على المصلين ثم يمضي في الجمعة التالية إلى مسجد آخر ويعيد الدرس نفسه; فلا يكلف نفسه مشقة البحث والتثقيف والمعرفة اللازمة".

ويخشى من تفاقم الحالة, وبالتالي زيادة الخطباء الجهلة, خاصة الذين لم يفلحوا في الحصول على شهادة علمية فيستبدلونها بالبحث عن وجاهة اجتماعية ومأوى مدفوع الأجر; وهو الأمر الذي أدى إلى تفشي الجهلاء بين طبقة الخطباء وبشكل لافت.

وعلى حد تعبير ابو اسماعيل فان افتقار بعض الخطباء إلى موضوع وعظي محوري; يضطرهم إلى التنقل بين مختلف المواضيع, فيطول معه الوقت المخصص للخطبة; وهم في خطبتهم يطيلون - لافتقادهم الى البلاغة - الى ما لا يستحب الاطالة فيه, متسائلاً عن الدور الرقابي لوزارة الأوقاف, وهل يكفي إبعاد غير الأكفياء منهم لينقلوا تجربتهم إلى مساجد أخرى?.

منذ بداية عهد الاسلام, والخطابة تشكل ركيزة أساسية وطريقاً لاستمالة وإقناع الجماهير, فقد اعتمدت العرب قبل الإسلام وبعده على فن الخطابة, كوسيلة لتحقيق غايتهم وتثبيت ركائز دولتهم, حتى أصبحت ميزة من ميزاتهم, كما أن النبي عليه الصلاة والسلام اعتمد من جملة ما اعتمد عليه لتبليغ رسالته على الخطابة وسيلة لنشر الدعوة الإسلامية الجديدة, حتى غدا للخطابة أعظم الأثر في الدفاع عن الإسلام وفي الدعوة إليه.

جهل مطبق في اللغة واستخدام للعامية

ولا بد للخطيب من أن يكون ملما بصورة عامة بعلوم اللغة العربية, من نحو وصرف وبلاغة وفقه وما إلى ذلك إلماما جيدا, عدا عن التجهيز القبلي, فضلاً عن قراءته وحفظه للقرآن والسنة, وان لا يكذب فعله قوله ولا يخالف ظاهره باطنه, وأن يتحدث بما يتصل بخبرته ولا يقف ما ليس له به علم, مراعيا في ذلك المستوى العقلي للسامعين, متجنباً كل المظاهر التي تدل على الترفع والتكبر والتعالي على السامعين.

ويتفق وأغلب ما طرحه ابو اسماعيل كل من الخطيب طارق الهاشم, والدكتور راجح الكردي أستاذ الشريعة في الجامعة الاردنية والناطق الإعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر, إذ أكد الهاشم أن الخطبة لا بد وأن تكون وعظية بليغة مؤثرة وقصيرة, سيراً على نهج الرسول الكريم والصحابة والتابعين.

الاهتمام بالنوعية

وعن الخطبة ومضمونها, قال الهاشم :إن الغالب من قول الفقهاء يؤكد عدم جواز نقل الجمعة من مسجد إلى آخر ضمن المنطقة الواحدة إلا للضرورة القصوى, وأن الأصل فيها أن تكون في مسجد كبير جامع, وأن يتصدى لها العلماء منهم, كما أن لـ "طبيعة الخطيب" والمتمثلة بهندامه وأسلوبه وبثقافته وعلمه وحتى معرفته بأصول فن الخطابة وقدرته على توظيفها بما يتوافق وحاجة المصلين بالغ الأثر.

ويتابع, " اسباب عديدة قللت من اهتمام الوزارة بنوعية الخطباء; حتى أصبح الخطيب يكرر ولأكثر من مرة مضمون الخطبة الواحدة في أغلب المساجد".

وينفي الهاشم تدخل الوزارة في مضمون الخطبة إلا في الحالات النادرة, وتكون توجيهية إرشادية أكثر منها إلزامية, واصفاً ورشات العمل التي تعقدها وزارة الاوقاف لخطباء مساجد بالضعيفة, وأنها لم ترتقِ لمستوى الدورات الناجحة; نتيجة عدم قدرتها على إخراج خطيب ناجح, إضافة إلى الانزياح الحاصل لدى البعض من المصلين في فهم الخطبة, حتى أصبحت عادة وليست عبادة.

ونادى بضرورة الاهتمام بنوعية الخطباء, إذ لا يكفي الخطيب أن يكون من حملة الشهادات العلمية, بل لا بد من اقترانها بالممارسة وإتقان فن الخطابة.

باب للعلم

وطالب استاذ الشريعة والخطيب د. راجح الكردي أن يعطى خطباء المساجد الحرية المسؤولة, خاصة أنهم مدخل الوزارة لتعليم الناس شؤون دينهم وإشعارهم بما يدور حولهم.

واشار أن الغالب من الخطباء مؤهلون, وحال غياب المؤهلين تستطيع وزارة الأوقاف الاستعانة بمؤهلين من خارج كادرها.

وعن تدخلات الجهات المعنية بمضمون الخطبة, أرجعها الكردي إلى الخطيب والمصلي على السواء, مطالباً المعنيين بضرورة تعزيز لغة التحاور بينهم وبين الخطباء, بما يثري ثقافتهم من خلال تطوير الدورات التعليمية والتثقيفية, ليتمكن الخطيب من تعزيز جسور التواصل بينه وبين المصلين.

وأكد اهمية متابعة ملاحظات المصلين ومدارستها على مستوى الوطن, حتى تصبح خطبة الجمعة فرصة يتعلم منها المصلون ما هم بحاجة إلى تعليمه, وهو ما يحتاج أن تضع الوزارة برامج متكاملة لرفع سوية الخطباء.

بلا مضمون

وأكد الناطق الإعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر, أن إفراغ الخطبة من مضمونها; نتيجة المراقبات والتدخلات في بعض الخطب, إضافة إلى ضعف الأهلية لدى بعض الخطباء, حتى أصبح الخطيب يأتي بما يشار إليه, "فتسلق الخطبة سلقاً", في إشارة إلى عدم الاهتمام الكافي منهم في مضمون الخطبة.

وأشار أن عدم التنبه إلى ضعف المناهج التربوية والفتور الحاصل في التنشئة القيمية الاسلامية, يؤدي إلى انتاج جيل ضعيف غير متحلٍ بسلاحي العلم والخلق, فيغدو عاجزاً عن فهم حقائق الامور فهماً صحيحاً, وبالتالي اتساع الفجوة بينه وبين عقيدته, خاصة بعد تغييب القدوة المؤثرة في سلوك المتلقين.

هذه الظروف مجتمعة أدت إلى شعور المصلين بثقل الخطيب; بعد أن فقدوا الثقة بالمؤسسة الرسمية وبعض الخطباء; فانحرفت من مفهوم العبادة والارتباط الروحي بالاسلام إلى بدائل أقرب ما تكون إلى العادة.

انغماس حقيقي في اجوائها

لم تُسن الخطبة من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام باعتبارها فريضة من غير انغماس حقيقي في اجوائها; بل لتوجيه المجتمع ولتغيير سلوكه إيجابياً ولبناء الوعي المجتمعي اتجاه القضايا التي تهمه, بحسب أبو بكر. واستدرك قائلاً: "سنبقى بعيدين عن الروح الحقيقية لخطبة الجمعة; مادام واقعنا لا يلتزم بالشريعة الاسلامية التزاماً حقيقيا".

ونادى بإطلاق الحريات المجتمعية والحريات الفكرية والسياسية وإزالة القيود التي تحد من حرية خطباء المساجد, وفتح الطريق أمام العلماء المؤهلين أن يقوموا بدورهم ويتخذوا مواقعهم في إدارة شؤون المساجد, وأن تكون هناك إدارة مدنية حقيقية بعيداً عن تدخلات الاجهزة المختلفة.

وألمح إلى أن مثل هذه القضايا لا تحتمل التسويف أو التبرير للحالة القائمة أو التقليل من آثارها أو اتساعها, بل لا بد من وضع خطة شاملة لمعالجة هذه القضية بمشاركة شعبية ورسمية; لمعالجة كل الاختلالات في بنية المجتمع.

ولا يختلف اثنان حول أهمية تفعيل خطبة الجمعة, لتكون قادرة على مواكبة مستجدات الحياة, وما يتطلبه هذا من أهمية تحسين أداء الخطباء, من حيث المضمون والشكل, إلا أن الشك يساور الكثيرين حول استمرارية عجز القائمين على المساجد عن أداء دورها التثقيفي الحقيقي, بعد أن نما لدى البعض منهم قناعة بأنهم في قبضة خطيب لا يفقه الدين ولا الدنيا, يتخبط جهلاً وتعالياً, لا يتقن إلا إضاعة وقت المصلين الذين هم بأمسّ الحاجة لخطبة مليئة بكل ما يحقق الشوق لخطبة مقبلة.

يشار ان (العرب اليوم)  حاولت الحصول على رد رسمي من وزارة الاوقاف على مدار اسبوعين الا محاولاتها باءت بالفشل.

العرب اليوم- ابراهيم سفهان





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع