لا شك أن الحركة الثقافية أثرت المشهد الثقافي على امتداد الوطن وأن الكثير من الهيئات الثقافية ما زالت تقدم الثقافة الحقيقية الشاملة من خلال برامجها والتي تخدم قطاع الثقافة ،
هناك أشخاص آخذو على عاتقهم النهوض برسالة ثقافية ملتزمة وحققوا الكثير من الانجازات تكاد تفوق في حجمها ونوعها ما تقدمه بعض الهيئات الثقافية ، وقد تحدوا كل المعيقات والصعاب لاستمرارية رسالتهم .
بذلوا الوقت والجهد والمال في سبيل ما آمنوا به لم ينتظروا دعما من وزارة الثقافة والتي من المفترض أن تكون الحاضنة الطبيعية لكل مثقفي ومبدعي هذا الوطن ، ولكنها ــ للأسف ــ ما زالت تمارس سياسات تدعوا للحد من بروز ثقافة جادة وملتزمة .
قبل فترة اتخذت الوزارة قرار بفرض رسوم على الهيئات الثقافية مقابل استخدامهم المرافق التابعة لها ، وقد تم استنكار هذا القرار من قبل الجميع مما أجبر الوزارة للتراجع عن قرارها بتضمين كلمة التعاون مع الوزارة ،
البيت الأدبي للثقافة والفنون والذي تأسس منذ عشرة سنوات ، بدأ بفكرة من قبل مؤسسه القاص ( أحمد أبو حليوة ) والتف حوله عدد من المبدعين الحقيقيين ، تطورت الفكرة وأصبحت واقعا عايشناه ــ وما زلنا ــ .
البيت الأدبي وعلى مدار العشر سنوات قدم الكثير مما تعجز عنه بعض الهيئات الثقافية ، تخرج من بين جدرانه شعراء وأدباء وكتاب ، كانت بداياتهم في هذا البيت الذي قدم لهم الرعاية والاهتمام والمتابعة ، بعضهم تنكر لبيته الذي أوجده على الساحة الثقافية ، والكثير ما زال ابنا بارا لبيته .
البيت الأدبي ينفق من جيبه على نفسه لا ينتظر أجرا أو ثمنا لرسالته ، البيت الأدبي هو أسرة كبيرة ممتدة تجاوزت حدود الزمان والمكان ، هو بيتي وبيتك وبيت كل مثقف إنسان .
عندما تكون هناك فعاليات تختص بوزارة الثقافة فإنها على استعداد لصرف موازنات تقدر بآلاف أو عشرات الآلاف ، ولكن أن تهتم بفعالية ثقافية فهذا أقل اهتماماتها ،
فهل تكفي موازنات الهيئات الثقافية لدفع قيمة الإيجار ومصاريف الكهرباء والماء ؟
وما حجم مساهمة الوزارة في إنجاح حدث ثقافي في أي بقعة من هذا الوطن ؟
وهل حضنت الوزارة مبدع وأخذت على عاتقها النهوض به ؟
ربما يكون جواب البعض ( نعم ) ولكن ما مدى الاستمرارية بذلك !
البيت الأدبي للثقافة والفنون لا يمارس نشاطه الثقافي تحت مظله الوزارة ولكني أجزم بأنه قدم ــ وما زال ــ برامج ثقافية متنوعة وشامله من ( شعر وقصة وقصيرة ونثر وخاطرة وفن تشكيلي ومسرح ) هو بيت أدبي شامل ، بين جدرانه أسرة شعارها رسالة ثقافية حقيقية جادة وملتزمة ، بين جدرانه تشعر أنك في بيتك ، دفء وحب وصداقة قل نظيرها .
البيت الأدبي للثقافة والفنون لا ينتظر منا جميعا إلا أن نكون معه ،
لقد خاطب البيت الأدبي وزيرة الثقافة لرعاية فعاليات الملتقى السنوي الرابع ، وبناء على موافقة الوزيرة تم التحضير ، إلا أن الوزارة أبت إلا أن تدق المسمار الأخير في التحضيرات ـ ليس لإنجاح الملتقى بل لوأده من خلا ل قرارها المطالبة بدفع مبلغ أربعماية دينار رسوم استخدام مرافق مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي وهي بذلك تعمل على إنهاء المشهد الثقافي بالبيت الادبي وتساهم في إنهاء رسالته ، وهي بذلك تسيء إلى مكانتها كحاضنة ثقافية وإلى رسالتها وأهدافها وغاياتها ،
إننا في ( صالون الرصيفة الثقافي ) والذي خرج من رحم البيت الأدبي للثقافة والفنون إذ نستنكر هذا القرار المجحف وندعو الوزيرة بالتراجع الفوري عن قرارها وتقدم اعتذارها لكل مبدعي ومثقفي الوطن والى البيت الأدبي للثقافة والفنون ، وعليها أن تقدم الدعم لانجاح فعاليات الملتقى السنوي الرابع للبيت الأدبي .
عمر قاسم أسعد
مؤسس :صالون الرصيفة الثقافي