" في البداية ... كلامي هنا موجه لكل من اتخذ من مهنة التعليم وظيفة وليست رسالة ... مع احترامي الشديد لكل معلم يحترم مهنته ويقدسها ... ويعتز بها كــ رسالة سامية ... تبني ولا تهدم ..
قدمت الحُكومات المتتالية السبت ... فوجدت الأحد ... هذه نتائج سياسات حُكومية فاشلة بـ امتياز ... بداية من منع الضرب في المدارس ... إلى النجاح التلقائي الفجائي ... إلى تحويل المُدرس إلي المحكمة مقيد اليدين بتهمة ضرب طالب أو شتمه ... إلى سياسات تعين فاشلة ... ومناهج تعليمية أفشل ... ثم الانقياد خلف الدروس الخصوصية والمراكز الثقافية ... باعتبارها أمــر واقــع ... إلى أن وصل بنا الحال إلي بيع الأسئلة وتسريبها عينك عينك ... وصولاً في النهاية إلى جيل فاشل ... وصل إلى الجامعة وبدأ فيها يصول ويجول بالسلاح والعنتريات ... وما حدث ونشاهده في الجامعات من مسلسلات يومية ... كان من نتائجها إزهاق أرواح دون مبرر أو سبب ... وفي الأخير الاسم طلاب جامعات ...!!
عملت الحُكومات المتتالية جاهدة على تبني هذه السياسات التعليمة الفاشلة ... ولانتقاص من قيمة ومكانة المُعلم ... لإعطاء صورة وطابع عام للناس عن مستوى التعليم المتدني حكومياً ... للتوجه صوب المدارس الخاصة ... لتخفيف الحمل عن كاهل الدولة ... وهذا فعلاً ما تم ... ونلاحظ مستوى الازدياد الكبير في عدد المدارس الخاصة ... وعدد الطلاب فيها ... إضافة إلى أسباب أخرى لا مجال لحصرها وذكرها الآن ... ولكن هذه النتائج أمامنا شواهد ... !!؟
أما نقابة المُدرسين ...
من حين إلى حين ... تخرج علينا نقابة الإخوان المسلمين ... عفوا المُدرسين ... لتهدد وتتوعد بالإضراب وتعطيل العملية التربوية " المُعطلة أصلاً " ... دون النظر إلى نتائج هذا العمل من تأثير واضح على نفسيات الطلاب الذين يتمنون على المُدرسين الاستمرار في مواصلة المشوار ... والإصرار على هذا القرار ... فــ العطلة بنظرهم أفضل من الدوام ... هذا ما تعلمه الطلاب من المدارس ... !!!
إن نتائج الامتحان العام الأخير ... والذي أظهر المستوى الحقيقي تقريباً لمستوى الطلبة والمُدرسين ... أعطى انطباع عام لكل الناس أن العملية التربوية في الأردن في حالة احتضار ... وهذا هو الوصف الدقيق باختصار ... فــ لا تعليم ولا معلمين ... هم مجموعة من الموظفين على النقص العام ... لتعبئة شواغر المُعلمين ... وصولاً إلى جيل فاشل بكل امتياز ... حتى أصبحت الكثير من مدارسنا للأسف لا تحمل من اسمها إلا المبنى ... إلا ما رحم ربي ...
أما أن نجعل من الطلاب هدف ووسيلة لتحقيق مطالب سواء كانت مشروعة أو سياسية ... فهذا الشيء الذي لا يجوز تحت أي ظرف أو مسمى ... جميعنا نطالب أن يكون المدرس ذو مكانة وقيمة ... يحصل على ما يكفيه ويحقق له عيش كريم ... فالمُدرس بالتالي إنسان صاحب رسالة مقدسة ... يجب أن يُحترم ويقدر ويكرم ... ولكن كذلك عليه هو أن يكون على قدر هذه الرسالة يعمل لأجلها ... ويتقي الله فيها ... بعيداً عن اعتبارها تجارة مكسب أو خسارة ... نطالب للمدرس ... ونتمنى عليه أن يرقى إلى مكانة معلم ... لا أن يحفظ الموجود ويأتي في الغد لينقله للطالب بكل جُمود ... وفي المُحصلة هذا الموجود ...!!!
إذا على الحُكومة أن تكون حاسمة وحازمة ... مع هذا الإضرار بمصالح أبنائنا الطلبة ... ولو وصل الأمــر إلى تأجيل العام الدراسي بأكمله ... والعمل على محاربة الدروس الخصوصية ... وخاصة مع ما نشاهده من إصلاح وإعادة الهيكلة والهيبة لمكونات التعليم ... من خلال ما يقوم به وزير التعليم ... من حزمة إجراءات تبين معها ومن خلالها مستوى التعليم الحقيقي في الأردن ... مدارس النجاح لم ينجح أحــــــــد ... فلا ضرر ولا ضرار ...