لا اعرف حجم التخلف الذي تمارسه وزارة التعليم العالي في سياساتها تجاه التعليم العالي في الاردن من خلال قرارات مختلفة تحكم رجعية وتخلف قطاع التعليم العالي في الاردن .
ثم انني لا اعرف لماذا تصمت كل الجهات التي دخلتها الفوضى من خلال مستثمرين متخلفين لا يحملون شهادة ببيضة ورغيف بل ويحملون شهادات وهمية مشفوعة بـ "دكترات" الكذب تحت مسميات الفخرية ، يديرون الجامعات الخاصة تحديدا بالريموت كونترول من خلال مكاتبهم المثيرة التي تنفث الرذاذ البارد وتنفش حبات صوف الثلج في حين ان اساتذة متميزين تحرق وجوههم نفحات الشمس اللاهبة.
اتحدث عن واقع تعليم عال واستثمار متخلف غير مضبوط وغير مراقب يعمل مثل تراكتور يسحب عجلة سيرورته الى الخلف ، فكيف نترك الجامعات لغير ذوي الكفاءة ، واصحاب الأفكار الرجعية ، ليقرروا ويعينوا الانسب من اساتذة جامعيين ، فاي انسب سيعينه مرمج تمكن بالنصب والاحتيال من الحصول على عدد من القروش بالربا واكل السحت والتزوير والتدليس والدهلزة والكذب .
من المعيب جدا ان تحدّد مقابلة تعيين استاذ جامعي متميز مع جاهل ليحدد فيما إذا كان يصلح مدرسا ام لا يصلح ،ففي كل النظم من افريقيا وحتى وكالة ناسا هناك تعليمات واضحة حول اسس المقابلات ، وهو ان من يحدد خبيرا في المجال ضمن لجنة مختصة ، يحملون ما يؤهلهم من المؤهلات التي تفوق من يقابل او تساوي مستواه وليس أقل من ذلك، التعليم العالي يمارس اليوم اخطاء يسكت عنها الجميع ، في حين اننا جميعا نرى حجم التخلف والتراجع بالقطاع ، والذي يدار بالعشوائية والفوضى والفردانية وغياب المؤسسية في زمن دخلت فيه جامعات الكيان الغاصب والذي يملك جامعات في عمر جامعاتنا ويفوقها ملايين الخطوات الضوئية لتقدمه وتخلفنا .
ونحن نرى كيف تحولت الجامعات الى حلبة للمصارعة والغزو والسلب والنهب الذي عاشته عشائرنا في عصر ما قبل تاسيس الدولة الاردنية عصر الرعاع ، وليست حقولا للبحث والدراسة والاختراع والابداع .
لغاية اليوم لا امتلك القدرة على تفسير غياب الاستثمار في التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد ، فجامعة طلال ابو غزالة تملك مقرا في الاردن وادارة ناجحة وتعمل في لبنان وتستقطب الطلبة من هناك بينما لا تعترف وزارة تعليمنا بهذا النوع من التدريس التقني في حين انه يحتاج الى مهارات وتقنيات وطرق ووسائل ادق وافضل واعلى واهم من دراسة التلقين وجلوس الطلاب على الادراج ورؤوسهم متوالفة وقلوبهم سارحة في الحب والرومانسية وباب الحارة وافلام الاكشن .
اننا بحاجة الى عقول اكثر تفتحا وادارات للجامعات وعقول مبدعة فالمثال واضح اذا ما راينا ادارات جامعة اليرموك ابتداء من تميز الدكتور عدنان بدران وانتهاء بادارة الدكتور عبدالله الموسى وكلاهما يجمع مجد العلم والمؤهلات من اطرافة .