رغم التعديلات المتكررة والمتتالية على قانون الانتخاب للبرلمان الأردني منذ نشوء الدولة الأردنية الذي لم يستقر عندنا منذ المجلس التشريعي الأول وحتى التعديل الأخير , دعونا نقر أن الكثير من هذه التعديلات كان مشروعا وضروريا لأسباب وجيهة ومقنعة مثل ( توحيد الضفتين ) ثم ( الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ) وأخيرا ( فك الارتباط بينهما ) بناء على رغبة عربية وفلسطينية , ولكن بعض التعديلات كانت ومازالت مثار نقاش وتسائل مثل ( الصوت الواحد ),فدعونا نتقبل القانون المعدل الجديد على علاته ونتعامل معه كأمر واقع فليس أمامنا خيار أخر ...ودعونا نفترض حسن النية ونصدق هذه المرة مقولة أن الانتخابات سوف تجري بشفافية وحياد ونزاهة , وفقا للقانون ودون أي تدخل حكومي في تقرير نتائجها , (حسب ما أشيع عن حدوث مثل ذلك في انتخابات سابقة وفي اكثر من دورة برلمانية) ..... ....
فما هي الصفات التي نريدها و التي نرغب بتوفرها في المرشح الذي ننوي انتخابه ونؤمنه على تمثيلنا في الرقابة والتشريع ونمنحه ثقتنا ؟ ,ألا جابه على هذا السؤال الهام كنت قد استقيتها من خلال من مناقشات مع الآهل والأقارب والأصدقاء والزملاء , وأيضا من خلال التجوال على بعض المواقع الإلكترونية من الاطلاع على آراء القراء من خلال ردودهم على الأخبار وكتابات بعض الكتاب حول صفات النائب الذي يريدون ,و وجدت أن الأكثرية الساحقة منهم ترغب أن يكون النائب الذي يمثلهم يتمتع بما يلي :
أن يكون نائب وطن , مؤتمن, صاحب ضمير حي وحس وطني عال ولاؤه الأول والأخير للوطن( الأردن) يتقن و يفهم ويطيق معنى المواطنة والانتماء لبلده وللشعب الذي يمثله , بغض النظر عن العرق واللغة والدين والجنس , مؤمن بقضايا أمته العربية وعلى أساس أن الأردن جزء لا يتجزأ من أمته العربية,صاحب أفعال لا أقوال ,مدافعا قويا صادقا مخلص للمواطن يسهر على تلبية حاجاته ويسعى للنيابة من أجله, , وان يعرف انه مسؤول أمام الله عن من انتخبوه وان يغلب مصلحة البلد العليا على المصلحة الخاصة أو الشخصية وليس نائب خدمات فقط .
ما بالنسبة إلى صفات المرشح الشخصية , فقد ركز الكثير منهم على انه يجب يكون تاريخه نظيف وسمعته و سيرته طيبة وحسنة لا غبار عليها وليس فيها خدش إطلاقا, أن لا يمارس أعمال منافية للأخلاق العامة ، وان لا يعتمد الأساليب الرخيصة للوصول إلى البرلمان مثلا مثل عمليات شراء الأصوات, وأن لا يكون مصدر دخله غير مشروع , مشهرا ذمته المالية ومعلنا عن حجم ثروته الحقيقية قبل التسجيل لخوض الانتخابات , مع عدم الانشغال بالمصالح الشخصية,صادق مع نفسه ومع الناس و يحترمهم , إنسان متواضع صادق قوي أمين مخلص جريء شجاع كريم واسع الصدر خدوم له وزن اجتماعي ,يتحلى بالشفافية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى,وليس منافق يفعل في الخفاء عكس ما يفعله بالعلن , زاهد في المناصب ولا يسعى لها (طالب الولاية لا يولى) , ولكن من يعرفونه هم من طلبوا منه ترشيح نفسه وهم على استعداد لدعم حملته الانتخابية لأنه آهل للنيابة , ليس مغامرا لكسب الشهرة والجاه فقط , واضعا باعتباره أن الوصول للقبة ليس مجرد فرصة ونزهة بل اختبار حقيقي له, يؤمن بالديموقراطية بشكل عام بعيدا عن التعصب الديني أو السياسي أو العرقي أو الجنسي.
وبالنسبة لما يكون قد امتلكه المرشح من تعليم و ثقافة , كان رأي الأغلبية أن يكون متعلما حاصلا على الشهادة الجامعية الأولى كحد أدنى على الأقل,وأن يكون ( مثقف ) ثقافة عالية ، وصاحب خبرة وعلم وثقافة, قادرا على ممارسة دورة في الرقابة والتشريع باعتبار انه وكيل عن الشعب تحت القبة شأنه شأن المحامي فإذا قصر في حق الشعب وجب سحب الوكالة منه ,ملما بقضايا الشأن العام في بلاده والتفاعل معها ، متمتعا بالوعي السياسي الدقيق. وعارفا بالشؤون الدولية والقضايا الكبرى للأمة, ولدية المقدرة على التعامل مع مصادر المعلومات وتحصيلها والاستفادة منها في رسم الخطط واتخاذ القرارات,ويفهم ويعلم انه ليس فوق القانون بل مطالبا بتطبيقه على الجميع ويفضل أن يكون ذو خبرة فيء العمل العام , متفرغا للعمل النيابي والتشريعي.......
أما بالنسبة لعلاقة النائب مع ناخبيه فعلية أن يحترم الجميع , ويحترم عقولهم , أن لا يعطي عهود ، هو غير قادر على تحقيقها ,وان يقوم بنقل هموم أبناء دائرته بكل أماته وصدق ،وان يكون له دور في القضايا التي لها مساس بشؤون الأغلبية ,وان يكون له مقر أو مكتب لاستقبال المواطنين لكي يكون في تواصل يومي معهم والاستماع إلى مطالبهم وشكواهم , ...ومن ثم متابعة قضاياهم مع الجهات المسؤولة حتى النهاية ,وحتى يقوم بعمله النيابي على احسن وجه, يقول بعض الذين ابدوا رأيهم من القراء الكرام أيضا انهم يريدون نائبا ,يراعي سيادة مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص للمواطنين , و أن لا يبدل انتمائه السياسي ، كلما قربت الانتخابات ، لاعتبارات مكيافيلية ، بحيث يميل إلى الحزب الذي له حظوظ كبيرة ............
ويقول أحد القراء (إن النائب الذي نريد كذلك هو النائب الغير مالي ولا اقتصادي ولا استثماري فمن يريد الوصول إلى كرسي النيابة يجب أولاً أن يسجل في دائرة إشهار الدائرة المالية لإقرار ذمته أولاً، نريد نائب حقيقي يخاف الله وينتمي لتراب هذا الوطن والذي يضحي بمصالحه من أجل مصلحة البلد ، والنائب الحقيقي الواقعي الذي لا يطعمنا حكي فاضي ,أن يكون صاحب قرار وشخصية قوية وليس إمعة).........
ويقول قارئ أخر (يفضل أن يكون منتميا إلى تنظيم سياسي فأنا انتخبه استنادا إلى برنامج تنظيمه أقيم أداءه استنادا إلى ذلك البرنامج واستنادا إلى مصداقيته في تطبيق برنامجه الشامل), ورأي أخر يقول على أن تكون من صفات النائب (التضحية والتقديم والعطاء من دون نهاية ومن دون حدود لأنه يحمل الرسالة من أجل بناء المجتمع عن طريق خدمته بكل فخر واعتزاز)..........وقراء آخرين يريدونه كما يلي ( يجب أن نفهم ماذا قدم للوطن , وأن يكون قد خدم المجتمع المحلي خدمة عامة دون مقابل أي بمعنى اصح أن يكون قد تطوع ضمن منظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات والأحزاب السياسية أي أن له رصيد واضح في الخدمة)...........(أنساني النظرة مؤمن بتراث وقيم الأمة بالمفهوم الشمولي وطني التطلع والتواصل مع جميع أطيافه ومكوناته وبقدرة على الحياد الإيجابي مؤمن برسالة هذا البلد وقيادته في السر والعلن)........( الابتعاد عن المثالية والشعاراتيه والإيمان بالواقعية السياسية والاقتصادية بعقل منفتح وضمن إطار الممكن وبتراكم إصلاحي جزئي صاعد، وبخلافه لعب على العواطف مكشوف في أولى المحطات والاختبارات). .........( قادر على مواجهة الحكومة بدون تردد ولا خوف,مراقب و متفحص , محلل , مفتش ، ضابط أمن ، محقق ، باحث) يتقصى خلف الحكومة والمتابعة الدقيقة , وليس كسول) ( المحافظة على كل العادات والتقاليد الطيبة).......(الرفض الشمولي للأفكار التي تحاول الربط بين الدين والسياسة لفرض واقع لا يتناغم مع التطور الحضاري للمجتمعات العربية , النائب المستقل البعيد عن التيارات السياسية التي تحاول فرض التجاذبات السياسية بعيدا عن المصالح الوطنية والتي ترتبط بشكل أو بأخر خارج الحدود معبرة بذلك عن الانتماء الذي يتعارض مع المصالح الوطنية).......... (مؤمن بالديمقراطية و مؤمنا بنشر العدل والمساواة بين المواطنين بغض النظر عن عشيرته وطائفته ومنبته وان المعيار هو الكفاءة والانتماء للوطن ). ......
عزيزي القارئ المحترم ارجوا أن أكون قد وفقت في نقل هذه الآراء إليكم و هي تعبر عن رأي بعض المثقفين في الشارع الأردنيأو ربما غالبية المواطنتين ,في النائب الذي يريدونه( مع اعتذاري لأصحاب هذه الآراء لعدم ذكر أسماؤهم بسبب ضيق مساحة المقال) , و ربما تكون أنت عزيزي القارئ موافق على هذه الآراء وتؤيدها أو تؤيد بعضها وتخالف الأخر , وقد تكون بعض هذه الآراء خيالية مثالية توجد فقط في المدينة الفاضلة ومن الصعب تطبيقها , ولكن ألا ترون معي أن أكثرها أراء واقعية من الممكن تطبيقها, إذا كنا صادقين النية في إحداث التغيير الحقيقي المنشود لمجتمعنا ومستقبل أجيالنا القادمة ,بعد أن مررنا بتجربة كافية وعانينا جميعا بما يكفي من تصرفات وممارسات بعض النواب السابقين التي انعكست على ثقافة المجتمع جميعه وكانت السبب المباشر في انتشار ظاهرة العنف واستشراء الفساد ,وفي تأصيل مفاهيم الرشوة و المحسوبية والواسطة والشللية و العصبية القبلية والجهورية والمناطقية والإقليمية . ...... متمنيين على الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من انتخاب من هم الأفضل والاصلح وخيرة الخيرة من الرجال الحكماء الأوفياء الأنقياء الصادقين ليكونوا ممثلين حقيقيين لنا في مجلس النواب القادم ليمارسوا دورهم الوطني الحقيقي في الرقابة والتشريع , وان يبعد عنا المغامرين والباحثين عن الشهرة خاصة من أصحاب الدعوات الضيقة التي تمس الوحدة الوطنية , وان يقي هذا الوطن الغالي من كل مكروه وان يديم علية عزة أمنه واستقلاله وان تبقى رايته خفاقة مرفوعة عاليا في ظل صاحب الجلالة الملك المفدى ........آمين
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.com