فتاوى حكومية

زاد الاردن الاخباري -

في الوقت الذي يقوم فيه معلموا وزارة التربية والتعليم بإضراب شل حركة التعليم في المملكة في أول يوم دراسي لهذا العام للمطالبة بأبسط حقوقها والتي أراها من وجهة نظري المتواضعة وبنظر الأغلبية العامة من المواطنين بأنها مستحقة ، تكاثرت الفتاوى من دائرة الإفتاء بتحريم الإضراب وبأن كل يوم من أيام الإضراب يتقاضاه الموظف في ذلك اليوم يعد مال محرما .

وهنا لا بد من تفسير منطقي يعود على التحريم وبنصوص شرعية من سماحة قضاتنا على تلك الفتوى التي قاموا بإصدارها فإن كنتم نريدون التحدث بأمور الدين فهنا تكمن عدة أسئلة عن هذا المقام ..

أليس من الحرمة أيضا أن تتم سرقة ما يزيد عن 300 مليون دينار من الصندوق التابع للمعلمين دون سماع فتاواكم المبجلة ؟

أليس من الحرمة أيضا أن يتساوى الإداري في الوزارة مع المعلم الذي يقف لأكثر من 6 ساعات في كل يوم رافعا يده على السبورة ليقوم بالكتابة مقوسا عموده الفقري المتآكل مع استمرارية الحال مع بداية كل صباح ؟

أليس من الحرمة أيضا بأن أكثر من نصف معلمينا وأساتذتنا المبجلين مصابون بأمراض منها الديسك والربو وغيرها بسبب اختيارهم أصعب مهمة على الإطلاق وهي كما تعلمون سماحتكم ( التربية و التعليم ) دون تقدير بسيط يترتب عليه علاجهم في مكان لا يضج بمشارح الموتى الحكومية ؟ علما بأنني أقصد هنا وأنتم تعلمون المستشفيات الحكومية ؟

أليس من الحرمة أيضا أن تتجه فتاواكم الموقرة دائما تجاه المواطن الضعيف المغلوب على أمره ؟

سماحتكم ... أين فتاواكم مما آلت إليه البلاد من فساد وخراب ؟

وأين فتاواكم من تحريم علاج شخص واحد في بريطانيا كلف الخزينة ما يقرب من المائة ألف دينار فيما تزيد آلام مئات الآلاف لعدم قدرتهم على دفع ثمن علاج ؟

وأين فتاواكم من وجوب فرض الزكاة على كل مقتدر ؟

ألا تذكرون سماحتكم بأن وصولكم لأماكنكم التي تصدرون فتاواكم منها لم يكن إلا بسبب تلمذتكم على أيدي من تفتون بحرمة مطالبتهم بأبسط حقوقهم ؟

سماحتكم ...
أود أن أن أنقل لكم صورة من صور تعظيم المعلم في جميع الدول التي يفتقد معلمونا أبسطها ..
في سؤال تم توجيهه من صحفي للمستشارة الألمانية أنجيلينا ميركل كان مفاده : لماذا المعلم يتقاضى أجورا لا يتقاضاها طبيب ؟
ردت : أتريد أن يتساوى الطبيب مع من علمه !! وأضافت قائلة : حتى أنا لم أكن لأصل لما أنا عليه الآن لولا المعلم .
هذا ما كان من رد لامرأة تعد الأقوى على مستوى العالم ..



سأنهي حديثي بسؤال سماحتكم ... هل تصدر الفتاوى بحق الضعيف فقط ؟



إلى كل من علمني ...

لن أوفيكم حقكم وسأبقى مدين لكم ما حييت على كل قطرة عرق صبت من جباهكم .. وعلى كل حرف تقومون بقرائته الآن من مقالي بفضل تعليمكم لي على كتابته .. كيف لا وأنتم من تسيرون برسالة سماوية نصت على أول آية نزلت من وحي السماء ألا وهي ( إقرأ ) فلولاكم لما قرأت ولا كتبت ، ولسوف أنهي حديثي هذا بقول الشاعر الكبير احمد شوقي بقوله :

قـم للملعم وفـه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أو أجل من الذي ... يبني وينشئ أنفسا وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم ... علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته ... وهديته النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم تارة ... صَـــــــدِئَ الحديد وتارة مصقولا



شادي الربيحات