زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - أرادت الذهاب إلى "البنك" في منطقة الهاشمي الشمالي لدفع مستحقاتها الجامعية، فهي طالبة هندسة سنة ثالثة اعتادت على الذهاب والإياب لوحدها إلى الجامعة ، واليوم ركبت بـ"سرفيس" سائقه رجل هرم ، اعتاد على التبسم بوجه هذه الفتاة التي غالبا ما تصادف هذا الرجل الطاعن في السن ، الأمر الذي يشعرها بالراحة ، وإن كانت في المركبة لوحدها ، فهو رجل كبير ، ويناديها بـ"عمو" - بحسب روايتها لـ"زاد الأردن" - .
الا إن اليوم اختلف الأمر ، فقد ركبت معه ، وسألها عن درجة الحرارة ، فما كان منها إلا الرد ببراءة الفتاة المؤدبة الخجولة ، لتقول لها " والله الجو نار عمو" ، فسألها سؤالا آخرا " برأيك كيف بكون الجو في جرش اليوم " ، فأجابته جوابا شافيا وقالت له " اكيد راح يكون كمان نار لانو زي جو عمان " ، فرد عليه ردا أظهر من خلاله انه يريد باطلا بهذا الفتاة ، دون النظر إلى مخافة الله ، ودون الإكتراث لأخلاق الرجل الطاعن في السن ، وقال لها " شو رأيك نطلع رحلة جرش كلها شجر" .
هنا كانت الصاعقة للفتاة ، فهذا الرجل الذي وثقت به ، جعلها تشتمه وتقول له "إخرس" شو امفكريني ، عيب عليك ، نزلني هون بلاش ألم عليك الدنيا " ، بهذه الجملة ردت عليه ، ويبدو أن ثقتها بنفسها ، وحرصها على أخلاقها زاد من قوتها وتمالكت نفسها ، وقالت لـ"زاد الأردن " ما اهتميت لإشي وما خفت منو ، بس اتفاجئت من تصرفو ، ولازم يكون في اشي يحمينا من هيك الذئاب ، بإمكاني ألف عليه شالتي وأخنقو بس الحمد الله".
هذه الفتاة توجهت إلى البنك بثقة ، إلا أن محياها بدا عليه علامات الاستهجان ، معلنة أنها ستبقى على الدوام محافظة على نفسها بعفافها وثقتها بنفسها ، حيث انها ستبقى حريصة ، قوية عند مواجهة ذئاب بشرية ، هم في الحقيقة "ذباب" ، منسلخين عن مبادئهم وأخلاقهم ، والأمثلة كثيرة ، وما زالوا هؤلاء براثن فساد يعيثون في الأرض سوءا ، دون اكتراث إلى أن الشيطان طريق إلى الهاوية .
هذا الرجل المسن ، لم يثنه عمره ، والشيب المشتعل في رأسه ، عدا عن دينه وأخلاقه ، التحرش بهذه الفتاة التي جعلها هذا الموقف ، ترسا واقيا لمواقف أكثر خطورة – لا قدر الله - ، وما زاد من قوتها أخلاقها وإرادتها في حماية نفسها.