نساء يتنكرن لصديقات ماقبل الزواج !
زاد الاردن الاخباري -
الدستور - اسراء خليفات
يعتبر الرجل - وفي اغلب العلاقات - الأكثرَ وفاءً وتشبثا بأصدقائه حتى بعد الزواج ، على العكس من المرأة التي تتخلص بالمرتبة الأولى من صديقاتها بمجرد ارتباطها برجل وتطلقيها لحياة العزوبية. غير ان الأمر يصل في كثير من الأحيان إلى إخراجهن نهائيا من حياتها ، أحيانا بطريقة هادئة ، وأحيانا بطريقة مباشرة وجارحة ، يكون لها وقع الصدمة على الصديقات المقربات اللواتي هن رفيقات وكاتمات أسرارها ، وتقاسمن مع بعضهن الأفراح والاحزان.
تقول نجاح ، وهي موظفة بإحدى المؤسسات ، إن صديقتها الوحيدة منذ الطفولة قامت بقطع علاقتها بها عن طريق رسالة بالبريد الإلكتروني أخبرتها فيها ببساطة بإنهاء هذه العلاقة ، متحججة بسوء تفاهم بسيط حصل بينهما. وتضيف نجاح أنها لم تستوعب لحد الآن ما حصل رغم مرور أشهر على الحادثة ، وتشير أنه بسبب شعورها بالصدمة ، اعتقدت في البداية أنها مزحة ثقيلة من صديقتها ، خصوصا أن سبب الخلاف كان بسيطًا وهو الاختلاف في الآراء ولا يستحق ردة الفعل هذه القاسية. لكن بعد مرور أيام معدودة على حادثة الرسالة ، يصلها خبر ان صديقتها عقدت قرانها على شاب وهي تستعد لإقامة حفل زفافها ، بعدها ستسافر للعيش معه خارج الأردن.
وتقول: من ذلك الوقت عرفت أن زواج صديقتي هو السبب الحقيقي في إنهاء علاقة الصداقة التي كانت تجمع بيننا.
وأوضحت نجاح أن علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما قوية ، إلى درجة أنها تحولت الى علاقة متينة تجمع بين أسرتيهما معا ، لذلك لم تكن تتوقع ان تنتهي صداقتهما بهذه السهولة.
وتضيف: ما أثر في نفسي ، هو أني كنت اعتبرها بمثابة أختي ، ولطالما وقفت بجانبها في حل مشاكلها الأسرية والمادية ، وكنت مطلعة على كل تفاصيل حياتها وهي كذلك ، لكنها للأسف ، لم تراع كل هذا ، ولا يوجد سبب مقنع ..غير أنها تزوجت.
الشعور بأنها عبء ثقيل
ولا تختلف حكاية سهير كثيرا عن تجربة نجاح ، حيث تقول سهير: لقد فرحت كثيرآ لزواج صديقتي وقبل زواجها بيوم بدأت صديقتي بالبكاء لأنها لا تريد ان يفرق بيننا احد وتعاهدنا على ان نستغل اوقات فراغنا بقضائه مع بعضنا.
واضافت سهير انه بعد اشهر من زواجها بدأت صديقتها تعاملها بطريقة مختلفة عن السابق ، بالرغم من ان صداقتهن تعود الى أيام الدراسة فقد أصبحت صديقتها حذرة وتتحدث بتحفظ شديد ، على غير عادتها ، إذ كانت من قبل فتاة اجتماعية منفتحة وتتحدث بتلقائية وحماس معي. واشارت أنها كانت تزورها في بيتها من حين لآخر للاطمئنان عليها واسترجاع ذكريات الماضي ، إلا ان الصديقة المتزوجة لم تبادلها الزيارة ولو مرة واحدة ، رغم إصرارها على دعوتها لزيارتها في منزل أسرتها كما كانت تفعل من قبل. وهكذا فهمت سهير بعد مدة ، بان صديقتها لا ترحب بصداقتها كثيرا في بيت الزوجية ، ففضلت الانسحاب بهدوء ، والخروج من حياتها ، حتى لا تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه وعبرت سهير انه بالفعل كما توقعت ، فإن الصديقة لم تكلف نفسها يوما عناء الاتصال بها في فترة غيابها ، ولو بالهاتف للاطمئنان عليها والسؤال عن سبب انقطاعها المفاجئ عن زيارتها ، وكأنها تخلصت من عبء ثقيل بأقل الخسائر.
حتمية انتهاء الصداقة
أما رويدا "المتزوجة"فقد نوهت إن علاقتها بصديقاتها ايام الدراسة او صديقات الطفولة انقطعت تدريجيا وبشكل تلقائي بعد الزواج ، ولم تشعر بأي ندم جراء ذلك ، لأنها تعلم بأن عمر الصداقات بين الفتيات قصير للغاية. وأشارت إلى أنها ليس لسبب معين او لغيرة وانانية قطعت علاقاتها ولكن ظروف الحياة والالتزامات الزوجية تحتم عليها الابتعاد عن صديقاتها قبل الزواج وخاصة عندما يكون لديها اطفال هم بحاجتها أكثر من صديقاتها.
اما عبير ذيب متزوجة ايضآ لها رأي مخالف تماما عن رويدا حيث تقول: إن الفتاة التي تضع حدًا لعلاقتها مع أقرب صديقاتها بمجرد الزواج هي إنسانة لا تعرف معنى الصداقة واعتبرها بنظري قليلة الوفاء.
واشارت بأن هؤلاء الفتيات اللواتي يتخلين عن صديقاتهن لاعتقادهن ان وجود صديقة في حياتهن قد يتسبب لهن في مشاكل مع الزوج هن في غنى عنها ، مثل تبادل الزيارات والواجبات ، فيلجأن الى قطع تلك العلاقة من قبل ان يعترض هذا الزوج أو يعبر عن ضيقه ، وقالت إنها متزوجة منذ اربع سنوات ومازالت محافظة على صداقاتها ولم يعترض زوجها ، بل انه يشجعها ، انطلاقا من اقناعي له بأن الزوجة لابد من ان تكون لها حياة اجتماعية خاصة بها ، وعلى المرأة ان توفق بين بيتها وصديقاتها من غير اي تقصير قد يجعل الزوج يتأفف من علاقات الزوجة. واضافت ذيب إن وجود صديقة وفية في حياتنا يشكل دعامة نفسية تلجأ إليها في كثير من الأمور.
اعتقادات الزوج
وذكر اسماعيل ادريس "متزوج" انه لا يفضل بقاء زوجته على صداقتها قبل الزواج وذلك بسبب انه قد توجه زوجته معظم اهتمامها لهن وذلك لاعتقاده ان وجودهن في حياتها قد يسبب خلافات بينه وبين زوجته.
واضاف ادريس ان الزوجة تتحمل الواجبات الأسرية والمسؤولية بعد الزواج اكثر من فترة العزوبية ما يترتب على الزوجة الاهتمام بالكثير من الأمور وهذا يجعلها لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بصديقاتها. ويعتبر ادريس ان الوقت الذي من الممكن ان تخصصه لصديقاتها هو واولاده اولى به بالاضافة لكون الفتاة قبل الزواج - حسب رأيه - لا تعتبر ناضجة الى الحد الذي يمكن ان تكون مؤهلة لإسداء النصيحة الى زوجته .
ليس قلة وفاء
الدكتور معاذ عبد الكريم "الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي" يرى إن ابتعاد النساء عن صديقاتهن بعد الزواج حالة موجودة ، وتحصل بالخصوص في بداية فترة الزواج ، حيث تتفرغ المرأة لحياتها الجديدة.
ويؤكد عبدالكريم ، أن الفتور في علاقات الصداقة قد لا يحدث من منطلق سوء النية دائما ، بل بسبب عدم إيجاد الوقت الكافي للتفرغ لها في ظل تراكم المسؤوليات على المرأة ، لان الحياة الزوجية تفرض نمطا آخر من الحياة يختلف عن أيام العزوبية.
وأضاف: هناك في اذهان الرجل الشرقي النظرة التقليدية للمرأة ، أي تلك الفتاة التي تخرج من بيت أبيها الى بيت زوجها لاتبقي على علاقاتها بالعالم الخارجي أي صلة ، حيث ما زالت هناك ذهنية اجتماعية تحرص على استمرار هذه الصورة ، على اعتبار ان العلاقات الاجتماعية لا يمكن ان تكون سوى مصدر إزعاج وتشويش وتهديد للحياة الزوجية.
ويقول: ان المرأة تتخلص من صديقاتها العازبات بالخصوص ، لأن نظرتها إليهن قد يشوبها بعض الارتياب ، سواء بسبب الخوف منهن على زوجها ، او اتقاء لبعض السلوكيات التي قد تصدر منهن كالغيرة او الحسد. أما صداقة المتزوجات مع بعضهن فلا يجدن أي مشكلة في الاحتفاظ بها.