لا أقدر على زعل صديقي وصديق والدي زياد أبو غنيمة ، مع أنّه يمطرني عادة بالانتقادات ، فكيف بي سأقدر على عتاب زوجته أختي أم محمود ، وقد استنكرت ما جاء في مقالتي أمس حول الجندي المصري الذي قُتل برصاصة من حماس ، كما قالت الأنباء.
وتسألني أختي أم محمود أن لا أنساق وراء تضليل إعلامي ، وتؤكّد رواية حماس من أنّ الجندي قُتل برصاص مصري ، وتريدني أن أركّز على المصابين من حركة المقاومة الإسلامية ، ومنهم إثنان يصارعان الموت ، وعلى طريقة زوجها استنكرت أن أكون أنا من كتب مقالة أمس بإعتبار أنّ موقفي يُناقض المكتوب.
وفي حقيقة الأمر ، فكاتب هذه السطور يفخر بأنّه قريب من حماس لأنّها تمثّل التوجّه المُقاوم في فلسطين ، تماماً كما كان قريباً من أيّ تنظيم فلسطيني يحمل السلاح ويرفض الخضوع أمام الاحتلال وحقارته ، ولهذا فإذا كنّا نكتب منتقدين فلأنّنا نُريد أن لا تُخدش الصورة الزاهية للمقاتل ، ولا نُحبّ للحركة الصافية أن تُلوّثها أية شائبة.
حماس اكتسبت احترام الجميع خلال الحرب على غزّة ، وقبلها صنعت مجدها التاريخي بالعمليات المقاومة ، ولكنّ التحوّل إلى نظام سياسي هو الذي يقدّم جانباً جديداً لم نعرفه عنها ، ولعلّ الأمر لا يمثّل سوى فترة مؤقتة ، تعود بعدها حركة المقاومة الإسلامية إلى ما تأسست عليه ، ولتسامحني أختي أم محمود فعتبي على حماس هو بقدر محبّتي لها.