أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء باردة وغائمة جزئياً سموتريتش يدعو مجددا لتهجير سكان غزة .. "لدينا فرصة مع ترامب" ما حقيقة وفاة عسكري ظهر محتفلاً قبل أيام بمناسبة تخرجه؟ مصابون بقصف لحزب الله على "نهاريا" .. والاحتلال يستنفر خشية هجوم صاروخي واسع (شاهد) ضبط اعتداءات لسحب مياه النبع وبيعها في وادي السير سوريا: قصف إسرائيلي يستهدف عدّة جسور في منطقة القصير بريف حمص الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت خطوات التسجيل الأولي للحج إلكترونياً - فيديو فيديو - قوات الاحتلال تداهم منازل ومحلات في قلقيلية الأمن: لا حدثاً أمنيًا في إربد فقط تعطل بطارية سيارة كهربائية مسؤول رفيع بالناتو يدعو للاستعداد للحرب .. ويتحدث عن ضربة استباقية لروسيا خبير اقتصادي: حرب غزة خفضت الايرادات الضريبية مليار دينار خلال 2024 الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن الصفدي :الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستعد لإرسال المزيد حال فتح المعابر بحكم قضائي .. الخطيب ينتصر مجدداً على مرتضى منصور اليونيفيل: الاعتداء على الجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701 عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول "الشبح" الروسي 17 مفقودا في مصر بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أبو مازن في عرين الأسد

أبو مازن في عرين الأسد

30-06-2010 10:55 PM

أبدع الرئيس الفلسطيني في إصراره على إقتحام \" عرين الأسد \" اليهودي الأميركي وإلحاحه على مقابلة قادة الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة وإجراء حوار مفتوح معهم ، رغم النصائح الضاغطة من طرف البيت الأبيض والخارجية الأميركية لعدم المغامرة في الإقدام على هذا اللقاء خشية التصادم ، والخروج بنتائج لا تحمد عقباها ، لا تحتاجها إدارة الرئيس أوباما على ما فيها من توتر وإحتقان ، نتيجة خطبته في جامعة القاهرة في حزيران 2009 ، ومطالبته الملحة في وقف الإستيطان ، على أرض فلسطين المحتلة ، وتحديد خارطة إسرائيل ، وبالتالي تحديد خارطة فلسطين المنوي الإنسحاب عنها وتركها لإهلها لإقامة دولتهم عليها ، وإصراره على حل الدولتين وغيرها من السياسات والإجراءات التي فتحت عليه أبواب النقد ، وأرغمته على تقديم الإعتذار العلني في سوء تقديره لحجم الفجوة القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي تحول دون التوصل إلى حلول واقعية لعناوين الصراع ، وأهمها قضية القدس واللاجئين والحدود وغيرها ، ولا زالت المفاوضات غير المباشرة تراوح مكانها ، لإن حكومة نتنياهو غير قادرة على إتخاذ موقف نحو القضيتين المتفق عليهما لتكونا أرضية الإشتباك التفاوضي ، ومدخلاً لمفاوضات مباشرة وهما قضيتا الحدود والأمن .
مع ذلك أصر الرئيس الفلسطيني على دخول العنوان اليهودي الأصعب المغلق في دعمه وإسناده لإسرائيل سواء في الحق أو الباطل ، وهو عنوان كان مقتصراً على إستقبال أصدقاء إسرائيل ، ولم يكن من السهل النفاذ إليه ، ولم يسبق لقيادات فلسطينية أن سعت نحو الحوار مع هذا اللوبي الضاغط لمصلحة إسرائيل في المحافل ومؤسسات صنع القرار الأميركي .
لا النصائح الأميركية ، أجدت مع إصرار أبو مازن ، ولا التحريض اليميني الإسرائيلي المعلن لمقاطعة جلسة الحوار معه أثمرت في دفع الرجل للتراجع عن عزمه ورغبته في هذا اللقاء مع اليهود .
وقال لطبقة مرافقيه الأوائل ياسر عبد ربه وصائب عريقات وأكرم هنية \" إذا لم أكن جديراً بالدفاع عن قضية شعبي وعدالة مطالبه ، فلست جديراً أن أكون رئيساً ولا ناطقاً بإسمه\"
لقاء أبو مازن مع الجالية اليهودية ، وصفته الدوائر الأميركية أنه كان مدهشاً ، بل وداعبته وزيرة الخارجية الذي إستقبلته بعد اللقاء مع الجالية اليهودية بقولها \" لقد كنت ساحراً وبددت القلق الذي كان عندنا وأصبحت النتيجة مفيدة لنا ولكم ، وهذا سيسهل مهمتنا في مواصلة جهودنا وخلق مناخ أفضل للتفاهم \" .
أبو مازن ليس جديداً عليه هذا الموضوع ، والحوار مع اليهود وكسب إنحيازات من داخل صفوفهم لعدالة القضية الفلسطينية ، هي القضية الأولى التي كانت تشغله طوال عشرات السنين الماضية ، وهو صاحب رؤية في هذا المجال وكان وراء قرار المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر عام 1974 في ضرورة الحوار مع قوى يهودية داعمة للمطالب الفلسطينية ، وقد طور هذا المفهوم إلى ضرورة إختراق المجتمع الإسرائيلي نفسه من أجل كسب إنحيازات إسرائيلية لعدالة الحقوق الفلسطينية .
الحوار لم يكن سهلاً ، خاصة وأن دان أبراهام الذي أدار الحوار سمح لأن يكون الحوار مغلقاً وغير معلن حتى يتحدث الرئيس على سجيته ويقول كلاماً غير منقول للصحف والإعلام ، ولكن أبو مازن فاجأهم بقوله \" لا يوجد ما أخفيه على شعبي وعلى وسائل الإعلام ، ما أقوله لكم سبق وأن قلته في المخيمات او سوف أنقله لأضعه أمام المؤسسات الفلسطينية ، فلدينا سياسة واحدة تقوم على التعايش بين الشعبين وبين دولتين والقدس عاصمة للطرفين \" والباقي تفاصيل ، الأمن والمياه والإقتصاد والتعاون تحكمها معايير حسن الجوار والقوانين الدولية ، تعالوا نتفق على الأسس وبعدها نتفاوض على التفاصيل ، لقد قطعنا أكثر من ثلثي الشوط في المفاوضات مع الإسرائيليين في كامب ديفيد وطابا وأنابوليس ، واليوم نحتاج لقرارات ، وليس إعادة التفاوض من جديد وهل علينا بدء التفاوض مع كل حكومة إسرائيلية من الصفر ؟؟ .
حصيلة الحوار كان الترحاب والتقدير وجاءت قياداتهم لتقول له بعد يومين من التقييم الداخلي عندهم :
أولاً : لقد ثبت لنا وجود شريك فلسطيني على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين .
وثانياً: سنشكل وفداً للقاء أوباما ونتنياهو للدفع بإتجاه تعزيز الثقة والحث على مواصلة طريق التفاوض والإسهام في إزالة العراقيل .
ليست النتائج بالسهولة التي يمكن أن يراها أو يفهما القارئ من هذه المعطيات ، ولكنها بالتأكيد نتائج مثمرة على الطريق ، ستعزز من فرص تفهم المعاناة الفلسطينية والرغبة الأكيدة في التعايش والإستقلال عبر التوصل إلى حلول واقعية لعناوين وقضايا الصراع ، تحترم مصالح الطرفين لا أن تلبي مصالح طرف على حساب أخر .
السؤال في ضوء هذه الإستخلاصات هل تستطيع الجالية اليهودية الأميركية ، المؤثرة على صناعة القرار في واشنطن وتل أبيب ، وضع الخيارات امام نتنياهو ليعرف أن ثمة إستحقاقات يجب تلبيتها ، وأن أمامه ثلاث إحتمالات :
1- تغيير الإئتلاف الحكومي ليكون أكثر إستجابة لمتطلبات التسوية وإستحقاقات التعايش والأمن والسلام في المنطقة .
2- أو التوصل إلى إتفاق وتفاهم مع أركان حكومته السبعة لقبول حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 ، تتفق مع رؤية أصدقاء إسرائيل الأميركيين والأوروبيين .
3- أو الذهاب إلى إنتخابات مبكرة .
خيارات متعددة مشروطة بموافقة نتنياهو المسبقة بما هو مطروح ، فهل يملك شجاعة الإستجابة لها ، وهل تستطيع الجالية اليهودية الأميركية التأثير عليه كي يقبل ذلك ؟
في كل الأحوال لقد حقق الرئيس الفلسطيني إختراقاً على الطريق ، ولكنه طريق طويل ، يحتاج أول ما يحتاج إلى إختراق المجتمع الإسرائيلي فهو صاحب القرار في ولادة القيادة الإسرائيلية من خلال صناديق الإقتراع .
خطوة أبو مازن مهمة ولكنها بالتأكيد ليست كافية .
h.faraneh@yahoo.com
30/6/2010





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع