في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن بسبب العجز الكبير في الميزانية نتيجة الأزمة المالية العالمية, وشح الموارد, وقلة المساعدات الخارجية, وندرة الموارد . يجب على الاردنين جميعا (حكومة ومواطنين) الوقوف صفا واحدا ويدا واحدة لتجاوز هذه الأزمة وإنقاذ الاردن, هكذا تقول الحكومة .
لا خلاف على حب الاردنين لوطنهم , ولا خلاف على استعداد الوطنين الاردنين التضحية والفداء بالروح والمال لأجل الأردن , لذلك لجأت الحكومة الى فرض مجموعة جديدة من الضرائب على جيوب الاردنين كما رفعت الدعم عن بعض السلع الأساسية , وبررت ذلك بالإجراءات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد الاردني وبالتالي انقاذ الاردن والحفاظ على امن وسلامة البلد وحماية للأجيال القادمة , وتطلب من المواطنين تفهم وتقبل القرارات على الرغم من قسوتها وهي تراهن على حب وانتماء الاردنين لوطنهم وولائهم لقيادتهم .
الحجج والمبررات التي قدمتها الحكومة لقرارات فرض مزيد من الضرائب ورفع الدعم والنتائج المرجوة من هذه القرارات (كما تزعم الحكومة) يمكن تفهمها وقبولها وعدم رفضها خصوصاً ان هدفها الحفاظ على الاردن وعلى الاجيال القادمة . لكن بماذا نفسر رفض واستنكار هذه القرارات من جميع المواطنين ؟؟ وكيف نفسر انتماء الاردنين للوطن واستعدادهم الدفاع عنة ورفضهم انقاذ اقتصاده ؟؟
لا يمكن ان يتخلى أي وطني اردني عن الاردن.. ولكن الخلل يكمن في عدم ثقة المواطن بمصداقية الحكومة
فالمواطن الذي يسمع ويشاهد تصرفات بعض المسئولين غير المسئولة فانة يفقد الثقة بمصداقية الحكومة , والمواطن الذي يسمع ويرى هذا التبذير من قبل بعض المسئولين في الوقت الذي تفرض علية مزيد من الضرائب فانة يفقد الثقة بمصداقية الحكومة .
كيف لنا ان نقنع المواطن بضرورة زيادة الضرائب وهو يرى ويسمع ان( مدير عام) يشتري كرسي مكتب له بمبلغ (1300) دينار (تكفي لشراء غرفة نوم وصالون )؟؟؟ وكيف يقتنع ان هذا التصرف جزء من حفظ النفقات ؟؟
وكيف لنا ان نقنع المواطن بضرورة زيادة الضرائب وهو يسمع ان( وزير) يستعمل خمسة سيارات فارهه في حلة وترحالة ذات محركات اكثر من 4000 سي سي وكيف نقنعه ان هذا التصرف جزء من ترشيد الانفاق ؟؟ وغيرها من التصرفات من نوعية ( المخفي اعظم) ؟؟
المواطن الذي يشاهد ويسمع بهذه التصرفات الغير مسئولة من بعض المسئولين يفقد الثقة والمصداقية بقرارات ومبررات الحكومة, لذلك فالمواطن يرفض ويستنكر هذه القرارات والمبررات لعدم الثقة بمصداقية الحكومة وليس لعدم وطنية أو عدم انتماء.
على الحكومة ان تبدأ بنفسها أولا وتكسب ود وثقة المواطن ومن ثم تطلب تفهم و قبول قراراتها من المواطن الذي لم ولن يتخلى عن وطنه .