مثل هذه الايام ومن كل عام تنطلق الأهازيج والزغاريد والأغاني الشعبية من معظم البيوت في المملكة وذلك من خلال لبس ابنائهم وبناتهم عباءة (روب) التخرج بعد أن قضوا سنواتهم الدراسية في صرحهم العلمي،وهذه الفرحة والتي برأيي المتواضع اطلق عليها"فرحة الانجاز" لأنها قليل ما تتكرر وأنها تحدد مستقبل الشاب والفتاة من خلال رفدهم الى سوق العمل ليعمل في مجال تخصصه الذي قضى سنوات دراسته فيه.
نعي جميعا حجم الإمكانيات المتاحه لحقل التعليم بشتى أنواعه ، فهذا الأردن الذي كان يرسل أبناءه الى الخارج ليتلقوا التعليم فيه ثم يعودوا الى خدمة بلدهم أصبح الآن وبفضل من الله وايمان القيادة الهاشمية الحكيمة بأهمية التعليم،أصبح الاردن محط بعض الطلبة العرب والأجانب ليأتوا ويتلقوا التعليم فيه لما وصل اليه التعليم من تطور ، وليبقى الأردن منبرا لكل الطلبة الوافدين لما يتلقوا العناية في أرض المملكة ويتخللها أيضا الاهتمام والرعاية .
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد الخريجين في جميع التخصصات وهذا يشكل عبئا على الدولة وذلك نتيجة الخلل الذي أتى من عدم التنسيق بين متطلبات سوق العمل واعداد الخريجين ، فللجامعة دور كبير في صقل الخبرة لدى الطالب أو الطالبة قبل التخريج وللمدرس دور وأيضا للأسرة والمجتمع دور كبير في بناء شخصية الطالب واكسابه المعرفة في جميع الأمور وليكن ملما بأحوال عصره .
فموضوع "ثقافة العيب" كما يطلق عليه في وقتنا الحاضر أصبح يدخل عقول الشباب وتتشكل لديهم القناعة المطلقة بذلك فالحديث الذي يشير الى أن الرجل الذي يذهب ليحتطب خير من أن يسأل الناس ، أكبر دليل على أنّ العمل مهما كان طبيعته ليس عيبا واذا نظرنا الى أي شيئ من ناحية العيب فتصبح معظم حياتنا عيب .
الطالب الأردني حينما يتخرج من الجامعات الأردنية لن يعاني الكثير من المصاعب في الحصول على وظيفة تناسبه وذلك بسبب حصوله على الكفاءة والخبرة من قبل المؤسسات التعليمية وتعطى الأولوية الى خريجين الجامعات الأردني وذلك نتيجة السمعة الطيبة ،ودليل ذلك أنّ هناك توجه لفتح فروع لبعض الجامعات الأردنية في أحدى دول الخليج العربي وذلك لما لها من سمعة طيبة وتعمل على ارفاد الطلبة الى سوق العمل متسلحين بالعلم والمعرفة ، وتقول صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله في احدى اللقاءات مع طلبة جامعة اليرموك "سوق العمل لم يعد متعطشا لكل من سعى اليه وليس من أتقن لغات العصر من كمبيوتر وتكنولوجيا بل من أتقن فن التواصل والدبلوماسية في الحوار والتفكير "
وهنا تشير صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله على أنّ الطالب الجامعي يجب أن لايذهب الى الجامعة مجرد دخوله بأوراق وخروجه بأوراق وأن يدخل من بوابة ويخرج من أخرى فليس هذا المفهوم للطالب الجامعي بل تدعو جلالتها أنّ على جميع الطلبة وهم من فئة الشباب الانخراط في المجتمع والاكتساب من خبرة الأجيال السابقة وكانت قد دعت الى أنّ الوقت هو ملك الشباب وعليهم أن يستغلوه في تنمية شخصياتهم ومهاراتهم غير العلمية.
لذا لاخوف على طلبتنا الخريجين من الحصول على وظيفة تليق بمستوى معيشته ، وبسبب الكفاءة التي حصل عليها من جامعته .