امسيتان ادبيتان ومحاضرة حول المخدرات‏

زاد الاردن الاخباري -

نظمت رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء مساء امس امسيتين ادبيتين للحديث عن تجربتي الدكتور صلاح جرار والباحث العلامة روكس بن زائد العزيزي ،وذلك ضمن فعاليات الزرقاء مدينة الثقافة الاردنية للعام الحالي .
وتحدث في الامسية الاولى التي ادارتها الشاعرة منى خليل، الدكتور جرار الذي بين ان الادب الاندلسي الذي انشغل به يحتاج الى المزيد من الدراسات لكشف الاعمال الاندلسية التي ما زالت حبيسة دور الكتب وملكا لكثير من العائلات في شمال افريقيا ودول اخرى ، لافتا الى ان هذه المخطوطات ستكشف الكثير من الحقائق في مجال الادب والتاريخ .
وتوقف جرار عند كتابه ( زمان الوصل )  الذي  يتحدث فيه عن المجتمع الاندلسي من خلال النصوص الادبية والتراثية ، اذ يبين الكتاب ان المجتمع الاندلسي يتألف من مسلمين ومسيحيين ويهود وعرب بربر واوروبيين واجناس اخرى ،وان عناصره ومكوناته كانت تحترم ثقافة الاخر ، اذ لايستطيع أي طرف انكار ثقافة الاخر واهميته ، ما ادى الى سيادة اجواء الطمأنينة والاستقرار .
 وتحدث كذلك عن كتابه ( قراءات في الشعر الاندلسي ) الذي اختار فيه عشر قصائد لابن زيدون وابن خفاجة والرندي وغيرها ، حيث قام بقراءتها  ونقدها ومعالجتها ، لتكون نموذج للطلبة في قراءة الشعر الاندلسي، لافتا الى بحثه حول القراءة لدى المكفوفين كما ظهرت من خلال النصوص التراثية الاندلسية ، التي اشارت الى قراءة المكفوفين لما يكتب من خلال الاحرف البارزة ،اضافة الى تطوير العرب الاندلسيين لما عرف بخيال الظل ، او المسرح بصورته الاولى ، حيث تحدث ابن حزم بوضوح عن خيال الظل في القرن الخامس الهجري .
وتحدث جرار عن تحقيقه لمخطوط ( جنة الرضى في التسليم بما قدر الله وقضى ) لابو يحيى محمد بن عاصم الغرناطي ، الذي  يتحدث فيه عن المحن التي يعاينها الانسان ، اضافة الى فلسفة الحياة والموت ،   مثلما اشار الى تحقيقه لمخطوط ( ادباء مالقه ) والذي يتضمن تراجم ل 132  اديبا وشاعرا من مدينة مالقه ، والذين يعودون في اصولهم الى الاردن  ، حيث تتحدث هذه الاشعار عن الحنين الى الاردن ، وفيها ذكر للغور ومعان .
واوضح ان المهاجرين الى الاندلس تم توزيعهم  حسب المناطق التي جاؤوا منها ، حيث اقام  مهاجري مصر في سراقسطة  ، واهل دمشق في غرناطة  ، واهل حمص في اشبيليا  ، واهل الاردن في مدينة
مالقه .
وتحدث عن كتابه ( ديوان الحمراء ) والذي جمع فيه 120 قصيدة لابن الجياب ولسان الدين الخطيب ويوسف الثالث الاحمر،مشيرا الى مؤلفاته في الجانب الثقافي مثل ، الشباب والثقافة ، والمثقف والتغيير ، والجدار الاخير ، وكتابه ( المنامات ) والذي يحتوي على 40 منامة ، تجمع بين ملامح  المقامة و ملامح المنامة ،  والذي ارجع فكرته الى كتاب ( المنام الاكبر ) للوهراني .
يشار الى ان الدكتور جرار متخصص في الادب الاندلسي  ، وهو حائز على وسام الاستقلال من الدرجة الثانية ، وحائز على جائزة الدولة التقديرية للعام 2009 في حقل الاداب ( مجال تحقيق التراث ) .

وتحدث في الامسية الثانية التي ادارتها القاصة منيرة صالح ،  الاستاذ المساعد في مركز اللغات في الجامعة الاردنية  الدكتور اسامة شهاب  ،  الذي قال ان روكس العزيزي عاين احداث مطلع القرن العشرين ، مبينا ان العزيزي درس  في مادبا التي ولد فيها عام 1903 وعمره خمسة عشر عاما في سنة1918  ، واعتزل التعليم بعد 56 عاما ، حيث درس في السلط وعجلون ومادبا وغيرها .

وقال  ان العزيزي كان كاتبا وباحثا عصاميا ، كون نفسه بالجد والدأب على المطالعة والبحث والدراسة ، اقرب ما كان الى المدرسة الانطباعية ، حيث تدرس كتبه في جامعة السوربون .
ولفت الى  ان اقامة العزيزي في القدس عاينت بدايات الخطر الصهيوني ، اذ كانت تلك الفترة محفوفة بالمخاطر ، مؤكدا رفض العزيزي لترك القدس بالرغم من الخطر الصهيوني ، الا تلبية لمطلب انساني بسبب احتضار والد زوجته .
وبين شهاب ان العزيزي وجد في زوجته مثال المرأة المطيعة لزوجها والحريصة على عمله وادبه ، اذ ان مذكراته ( جمد الدمع ) حافلة باللغة الشفافة ونفحات الجمال ، والتي فيها رثاء زوجته التي رافقته طوال 57 عاما / مشيرا الى ان نجاح كتاب روكس ( قاموس اللهجات والعادات الاردنية ) كان دافعا الى كتابة ( معلمة التراث الاردني ) باجزائه الخمسة ، والذي يشتمل على مضامين تراثية تستحق التأمل .
وتوقف عند كتاب روكس ( اشلاء من كتاب احسن ما كتب الارادنة )والذي يوثق فيه لشعراء الاردن وفلسطين حتى عام 1946 .
ودعا شهاب الى ضرورة تجميع مؤلفات العزيزي التي ناهزت السبعين مؤلفا ، وتوفيرها في المكتبات العامة ومنها المنهل في تاريخ الادب وازاهير الصحراءوابناء الغساسنة.
وكان الراحل العزيزي منح  شهادة يوبيل الملك حسين الفضي التكريمية في الاداب عام
1977 ، وسام التربية والتعليم ،ووسام الحسين للعطاء والتميز الذي سلمه اياه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2000 .
وكذلك نال جائزة الدراسة والبحوث واختير رئيس شرف لمجمع اللغة العربية الاردني وعضوا في النادي الثقافي في جده وعضوا في رابطة الادب الحديث في القاهرة منذ انشائها ونال وثيقة التقدير الذهبية واعتمد قاموسه في جامعة ياس في بريطانيا وفي جامعة يوتا في الولايات المتحدة وله اربع مسلسلات تلفزيونية خلد بها قيم وادب البادية الاردنية منها رجم الغريب،ونمر العدوان .
يذكر ان للدكتور شهاب كثير من المؤلفات والتي منها ، الحركة الشعرية النسوية في الاردن وفلسطين ، وادب الطفل في الاردن وفلسطين ، وببلوغرافيا الاديبة الاردنية في الكتب والمجلات .
__________________________________________________________________

محاضرة حول المخدرات

 

استضاف نادي اسرة القلم الثقافي في الزرقاء مساء امس النقيب فلاح الرقاد من ادارة مكافحة المخدرات للحديث عن اضرار المخدرات ، وذلك ضمن فعاليات الزرقاء مدينة الثقافة الاردنية للعام الحالي .
وبين الرقاد خلال المحاضرة التي حضرها عدد من الكتاب والمثقفين انواع المخدرات المتداولة ومراحل الادمان المختلفة ، وعلامات عامة يتم من خلالها الاستدلال على الشخص المدمن .
واشار الرقاد الى ان المدمن يشكل خطورة كبيرة على المجتمع ، اذ يسلك  اشكال الانحرافات كافة وجرائم القتل والسرقة في سبيل الحصول على جرعة مخدرة .
وتطرق الى الاضرار الكبيرة التي تسببها المخدرات بكافة اشكالها سواء على الشخص المدمن او من يحيطون به، لافتا الى انهيار القوى العامة للمدمن وكذلك نفسيته وجهازه العصبي .
 وبين ان ضعف الوازع الديني والاخلاقي والتفكك الاسري ورفقاء السوء ، تعتبر اسبابا رئيسة للوقوع في شبكة الادمان ، داعيا الشباب الى التمسك بالقيم والاخلاق والبعد عن التقليد او تجربة الاشياء السلبية .