زاد الاردن الاخباري -
عادت ذات الشائعة تدور حول احتمالية تعرض منطقة بلاد الشام لزلزال مدمر خلال أيام معدودة، لتحتل صدارة الأحاديث عبر مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وحتى في المجالس العامة.
وكان للهزة الأرضية الخفيفة بقوة ٤.١ درجة (وتكافئ واحدا بالالف من طاقة الزلزال الذي دارت عنه الأحاديث على لسان "خبير" من مصر الشقيقة والتي ضربت منطقة حدودية ما بين لبنان وسوريا اليوم الثلاثاء 2/9/2014 دوراً في الزيادة من نشر وتهويل تلك الشائعة، الأمر الذي استدعى لدى الكثيرين من سُكّان المنطقة، طرح تساؤلات متعلّقة بحقيقة احتمالية أن هناك يكون زلزال قوي مُقبل على المنطقة.
وللتوضيح حول هذا الموضوع وللإجابة عن تساؤلات الناس، أجرينا اتصالاً مع استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية، الدكتور نجيب أبو كركي، ليؤكد لنا على عدم وجود أي رابط بين الهزة الأرضية التي حدثت في لبنان يوم الثلاثاء وبين تلك الشائعة .
وعن إمكانية التنبؤ بمكان ووقت حدوث الزلازل، أكّد على أنه لا يُمكن لأحد على وجه الأرض حتى اللحظة التنبؤ بوقت وقوع الزلزال ومكان حدوثه، مؤكداً على أن أي حديثٍ يجري تداوله عن تعرض منطقة لزلزال مؤكد ومُدمر خلال فترةٍ زمنيةٍ مُحددة بالأيام لا أساس له من الصحة، ولا يستند على أسسٍ علمية.
وتأتي تجربة اليابان لتؤكد على كلام الدكتور أبو كركي ، فعلى الرغم من التقدم العلمي الذي وصلت إليه اليابان وخاصة في مجال أبحاث الزلازل، إلا أنها فشلت بالتنبؤ بالزلزال المدمر الذي باغتها بقوة 9 درجات على مقياس ريختر يوم 11-3-2011 وأحدث دماراً هائلاً و موجات مدٍ بحرية قتلت عشرات الآلاف من الناس.
وسببت واحدة من اكبر الكوارث النووية في العالم (مما يعني ان المنطقة كانت تحت المراقبة الزلزالية اللصيقة وانها قد درست بعناية) ولا يقف هذا الفشل عند اليابان فحسب، فكُبرى الدول لم تستطع حتى الآن إيجاد أي وسيلة حقيقية تُمكنها من التنبؤ بالزلازل واخرها في سان فرانسيسكو التي ضربها زلزال متوسط سبب خسائر كبيرة. قبل زهاء اسبوعين فقط.
وعن الهزات الأرضية والزلازل البسيطة التي تشهدها المنطقة بين الحين والآخر، فقد أشار الدكتور أبو كركي إلى أنها مُعتادة، وذلك لأن المنطقة تعتبر من المناطق ذات النشاط الزلزالي المُتكرر والمُعتدل، حيث يندُر وقوع زلزال كبيرة في المنطقة، رُغم أنها تحدث أحياناً على فترات زمنية متباعدة ولكن لا يُمكن التنبؤ بقوتها أو موعدها مسبقا بدقة معقولة ، ومن هذه المناطق منطقة غور الأردن و البحر الميت.
وحول تكرار الهزات على السواحل اليونانية، أكد أبو كركي على أنها طبيعية وروتينية، إذ أن تلك المنطقة تشهد حركات توسع أفقي بكافة الإتجاهات، بحسب البيانات الداعمة لنظرية الصفائح، لكن زلازلها الكثيرة معتدلة القوة والتأثير، وهذا ما يفسر أن كوارث اليونان نادرة نسبياً بعكس تركيا التي يسود بها نظام تصادمي آخر بشكل رئيس.
صورة توضح النشاط الزلزالي بمنطقة أوروبا والعالم العربي خلال الأسبوعين الماضيين وحتى بعد ظهر اليوم الثلاثاء 2-9-2014 ويلاحظ من خلالها تسجيل مئات الزلازل الصغيرة غالباً حيث كل زلزال تمثله نقطة تتناسب مساحتها مع قوة الزلزال والنقاط الحمراء هي المراكز السطحية للزلازل التي سجلت خلال الـ 24 ساعة الماضية.
إذاً، ما مصدر الإشاعة التي تزعم تعرض بلاد الشام لزلزال مُدمر خلال الأيام القادمة؟ كانت سلطات الإحتلال الإسرائيلية قد نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن منطقة بلاد الشام وفلسطين قد اعتادتا على التعرض لزلزال مُدمر كُل 100 عام.
وقدّر الخبراء الذين عملوا على إصدار هذا التقرير قوة الزلزال المُتوقع بـ 7.5 درجات على مقياس ريختر، وهنا نوّه أبو كركي إلى أن رقم الـ 100 عام، معدل إحصائي قليل الفائدة عملياً فيما يخص الناس، فلو حصلت أربعة زلازل خلال مئة عام ثم مر أربعمائة عام قبل حصول الزلزال الخامس هنا نقول أن معدل تكرار الزلازل هو مرة كل مئة عام وثمة فوائد تأمينية وهندسية لمثل تلك الحسابات لكنها لا تفيد لتحديد دقيق لموعد الزلزال القادم بالتأكيد.
وجدد موقع "طقس العرب" الإشارة والتأكيد على أنه لا يُمكن التنبؤ بالزلازل حتى الآن، وعليه فإن التقارير الصادرة عن سُلطات الإحتلال ربما تكون نابعة عن خشية مفرطة مصدرها وسواس خناس أو حسابات خاصة لكنها ومن خلال عشرات التنبؤات الفاشلة التي كانت تلك الجهات مصدرها، أثبتت هشاشة الأسس المعتمدة للتنبؤ، وليس غريباً إذن أن كل التنبؤات السابقة قد فشلت وهو ما نأمل ونرجح أن ينطبق في هذا التنبؤ الأخير.
طقس العرب الالكتروني