إن موضوع الضرائب الجديدة وزيادة الأسعار من الصعب نسيانه لأن نسيانه عزيز فكل يوم نخرج من جيوبنا ما تبقى من قروش ونذهب للدكنجي أو بياع الدجاج إذا رغبنا في الزفر ذلك اليوم ونحسبها قبل سنة كيف كانت والآن كيف أصبحت ، والذي لا يحسبها ويتركها على البركة هو مواطن ربنا أعطاه راحت البال والعقل ولذلك ليس هناك من داعي أن يتعب عقله وفكره ، وهذا وصف لما ألت إليه الأمور بعد أن أخرجت حكومتنا ما في جعبتها من قوانين والوصف هو التالي : طاولة كبيرة جداً بمساحة الوطن العزيز وتتسع لستة ملايين مواطن مخصوم منهم كل الوزراء الحاليين والسابقين واللاحقين ورؤساء الوزارات الحاليين والسابقين واللاحقين والعطوفة والباشاوات والقائمة المرتفعة العدد في دار ضيافة الرئاسة وربما تشمل القائمة العاملين في دبي كابيتل وفي الشركات المتفرعة عنها من أخواتها وبنات عمومتها وبنات خالاتها والأقربون الذين هم أولى بالمعروف ، هؤلاء كلهم جلوس على مقاعد هذه الطاولة ، وأعدت لهم المقبلات من صنف التبولة والحمص والسلطة بالنعنع وشوية بصل أخضر على شوية خس وشوية خبز تنور محمص ومقرمش ، بالإضافة إلى أطقم من السكاكين والشوك المذهبة والمصنفة حسب الاستخدام المناسب لها ، وفي الوسط على سدر نحاسي كبير بمساحة الوطن غطي وجهة بالصنوبر واللوز وشوية زبيب مع قطع من اللحم الصغير لزوم المنظر، وحشي بكل أصناف المتبلات والبهارات وضعت كلها وحشيت في جسد الستة ملايين مواطن الذي أعد على أفضل الطرق الفرنسية واللبنانية والأردنية للطبخ وكل الضيوف السابقين يتغنون بموال واحد وهو ) من أين أكلك يا بطة ) وصحتين وعافية للمجتمعين على مائدة......؟