زاد الاردن الاخباري -
الاستماع لبعض نشطاء واقطاب المعارضة الشعبية وليس الحزبية في الاردن يعني تلقائيا الاستمتاع برصد وجهة النظر المقابلة فيما يجري في البلاد عموما وبشكل خاص قراءة صفحة الرأي الآخر في الانتخابات التي يحضر لها الجميع في البلاد حاليا.
وبهذا المعنى دعيت "القدس العربي" لجلسة حوارية خاصة بين نخبة من المثقفين والنشطاء الاساسيين في المعادلة الاردنية الذين لا تتاح لهم منابر الاعلام بالعادة، وهي جلسة استضافها الناشط البارز الشيخ محمد الحديد.
المستضيف الحديد استهل الحوار الذي استضافه بالتركيز على مسألتين الاولى تتعلق بمبررات مقاطعة الانتخابات المقبلة التي قال انها ستجري بناء على قانون يزور ارادة الناس حتى ولو لم تزور مباشرة، والثانية تعترض على مظاهر البلطجة وما اسماه الزعرنة التي تجتاح المجتمعات العربية بسبب الحكومات والتي طالت في بعضه تعبيراتها الحالة الاردنية كما تجلى في انتخابات 2007 التي اعترف الجميع بانها مزورة.
ولاحظ الحديد هنا ان السفير الامريكي السابق في عمان هو اول من هنأ حكومة معروف البخيت عام 2007 على الانتخابات واشاد بنزاهتها معتبرا الامر مدخلا للتشكيك اصلا بكل ما هو امريكي من حيث النوايا والنتيجة، وقائلا بأن عدونا الرئيسي والوحيد كشعب اردني هو الولايات المتحدة ووكيلها الاسرائيلي في المنطقة.
لاحقا استلم المايكروفون عضو مجلس النواب سابقا المناضل منصور سيف الدين مراد مركزا على الجانب السياسي في حكاية الانتخابات الاردنية التي ينبغي ان تقاطع، معتبرا ان البلاد داخليا تتجهز لانتاج وانجاز مشروع كونفدرالية الاراضي المقدسة الذي يخدم مشروع العدو الصهيوني، الامر الذي يتطلب برلمانا ضعيفا وهشا ستنتجه انتخابات 2010 وفقا لتقديراته.
وتحدث مراد عن الدور الوظيفي التابع الذي تقوم به الحكومات لخدمة السيد الامبراطور الامريكي ومصالحه في المنطقة، مشيرا لغياب القرار الوطني المستقل مما يبرر سياسة افساد ذائقة المجتمع الاردني بانتخابات انقسامية يكرسها قانون انتخاب يزور ارادة الناس ومجلس نواب هزيل.
مساحة الاثارة الاكبر انتجها الناشط والكاتب موفق محادين الذي تحدث عن رؤيا اقليمية لترتيب كل اوراق الدول في المنطقة تجري الانتخابات المحلية في ضوئها، معتبرا ان الامر ترتب بعد زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لعمان ولقائه ببعض الصبية من اولاد المجتمع المدني واستماعه لرأي اقليمي فلسطيني يريد انتخابات محاصصة ديمغرافية في الاردن ثم لرأي اقليمي اردني يريد انتخابات على اساس جغرافي.
التصور الذي عرضه محادين قائم على اساس ان المطلوب نسخة من البرلمان الاردني تمرر كل الترتيبات الاقليمية المقبلة التي ستفرض على الشعبين الاردني والفلسطيني، معتبرا ان المطلوب القضاء على الكيان الوطني الاردني دون ان ينتهي الامر بوطن بديل حقيقي للفلسطينيين، مشيرا الى ان الاردني والفلسطيني معا مستهدفين في هذا المخطط فكلاهما يتعامل معه المشروع كسكان ليس اكثر.
ورأى محادين ان الفلسطيني مخطيء اذا اعتقد بانه سيحظى بوطن بديل حقيقي وكل ما سيحصل عليه هو مكان اقامة بديل فقط، متوقعا ان مجلس النواب تم حله لعدة اسباب من بينها التخلص من زعامة عبد الهادي المجالي الذي طرح نفسه شريكا، مشيرا الى ان رئيس المجلس المقبل سيكون فيصل الفايز وسيتم تركيب كتلة برلمانية له مع الوان من اليمين واليسار والوسط تشكل نكهات لكنها تحت ابط المؤسسة الرسمية.
وكشف محادين النقاب عن مطالبة بعض الشخصيات اليسارية بترشيح نفسها للانتخابات فرفض البعض ووافق البعض الآخر، وقال ان التيار الاسلامي يستطيع مفاوضة الحكومة الآن على حصة لا تقل عن 30 مقعدا اذا اراد.
وفي نفس الحوار غير المألوف الذي تم بسقف مرتفع وتغيب عنه مضطرا ليث الشبيلات وتوجان فيصل نوقشت الكثير من الافكار الجريئة حول تحالف طبقي يحكم الشعب الاردني باسم التجار واصحاب المصالح وحول برامج التخاصية وملفات الفساد ومحاولات "الهمس" في اذن بعض الفرقاء والسذج لزرع مخاوف اسمها الاصول والمنابت.
بسام البدارين
القدس العربي