كان بودي أن أحصي عدد قطرات الدمع التي تم إراقتها أمس أثر خسارة البرازيل وخروجها من المونديال ، بل كان بودي أن احمل \"دلوا\" وأملأه من هذه الدموع ألا إني طردت هذه الفكرة من مخيلتي لكون أن الدلو الواحد لن يكفي لملأ كل تلك الدموع المراقة .
ولا أنكر أني وددت أن أظهر نفسي بمظهر \"النشمي\" وأوزع مناديلا ورقية على المتباكين ، بصراحة على الفتيات فقط ، فأنا بصراحة لا أقوى على رؤية الدموع تنهمر من عيني فتاة وأبقى جالسا ، أنا أصلا ضعيف أمام الدموع من هذه الناحية . فبينما كانت الدموع تلهب الجفون والمقل كنت اشعر بان قلبي وقتها كان ينفطر أيضا .
الرجل الشرقي لا يقوى على رؤية الدموع تنهمر من عيون الأنثى ، بل لا يتحمل ذلك الموقف أساسا وهو يرضخ لكل الطلبات أحيانا خوفا من إراقة تلك الدموع فهي نقطة ضعفه ، ولكوني شرقيا ، كان بودي أن أكون الحكم أو أن أغير النتيجة بأي شكل من الأشكال لأحمي تلك العيون من الذبول فأنا أخشى عليها من الدموع وأظن الدموع ترهقها وبالتالي سترهقني الدموع أكثر .
لا أنكر إني كنت في حالة يرثى لها وبأني الوحيد الذي كان يخشى على تلك العيون والوحيد الذي أراد من كل قلبه أن يتحول ويتبدل إلى منديل ورقي ليمسح كل تلك الدموع .
لكني في لحظة ، ومن خلال نظرة عابرة ، صحوت من حلم لأدخل في كابوس ، لقد أكتشفت أن الرجال والشباب المتواجدين هناك دموعهم منهمرة أكثر من أولئك الفتيات .
أظنني قلت أنني رجل شرقي ، بصراحة في تلك المباراة كنت الرجل الشرقي الوحيد من بين كل أؤلئك المتفرجين ، الذي يعتبر بكاءه على أمر جلل عيبة في حقه ، فكيف إذا كان بكاءه من اجل تمريرة \"كاكا \" الخاطئة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com