تكررت في الاونه الاخيره في الاردن محاولات الانتحار خاصة بين فئات عمريه شابه ومع تعدد الاسباب الا ان الهدف واحد هو التخلص من استمرارية الحياة بالرغم ان جميع الاديان تحرم ذلك ومع ان تلك الظاهره موجوده في العالم الا انه في الدول الغربيه والغنيه ينتحر الشباب لكثرة الرفاه وعدم الالتزام بالدين واختلاف الثقافه .
بينما في الاردن يلعب ضنك الحياة للكثيرين السبب الرئيس في الشعور بعدم القناعه والرضا بالظروف المعاشيه واهمها قلة الدخل وفرص العمل وكثرة الضرائب مما يسبب الاكتئاب والتوهان للكثيرين ويجعل بعضهم يصل لمرحلة عدم التفكير لما هو مقدم عليه وذلك الوضع السيء هو المسبب لكل المشاكل الاجتماعيه والاقتصاديه من مشاكل اجرام وخلافات عائليه ومهنيه ووظيفيه وطلابيه وتأخر سن الزواج للشاب والفتاة والبحث عن عمل في بلاد الاغتراب وعدم الالتزام مع البنوك وعدم الابداع وسوء السلوك الوظيفي وانتشار الفساد المالي والاداري والاخلاقي وعدم المصداقيه والثقه في الغير وبالرغم من ان الحكومات تحاول وضع برامج تصحيحيه للاقتصاد الا ان ذلك ينعكس سلبا على المواطن وهو يرى ان العجز في الموازنه زاد عن مليار ونصف دينار وان نصيب الفرد من المديونيه بلغ 1624 دينارا وان الاسعار والضرائب في ارتفاع مضطرد مما يجعل البعض في مثل تلك الاحوال ان يفقد القدرة على التركيز والتفكير وفي لحظة ما يفقد الشعور بالمسؤوليه تجاه نفسه وعائلته ومجتمعه ووطنه ويرده عدم الوعي ذلك للتفكير في ان التخلص من الحياة هو افضل واقل كلفة من اي حل اخر واسرع من انتظار فرج الله لانه ينسى لحظتها ان فرج الله قريب فهو يقول ادعوني استجب لكم وهو الصادق العظيم
ولكن في المقابل يتوجب على الحكومه ان تدرس هذه الحاله بتمعن وبسرعه لتتخذ اجراءات تريح الناس وتعطيهم الامل بغد اكثر اشراقا وعليها ان تبدأ بالموسرين لتفعيل التكافل الاجتماعي في الظروف الصعبه وهذا لا يعتبر منة منهم وانما مساهمة لتقويم الاحوال الاقتصاديه ليستطيعوا تحقيق مكاسب افضل على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي والا ما الفائده من وجود طبقة غنية في المجتمع اذا كانت تاخذ ولا تعطي .
والمجتمع اولى بوجود طاقاته خاصة الشابه القادره على العمل والانجاز بدلا من انحرافها نحو التفكير بالانتحار وتكون خسرت الدنيا والاخرة معا .
تلك ليست نظرة تشاؤميه سوداويه وانما للتذكير ان نفعت الذكرى .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 2/ 7 / 2010