إلى الناحية الأخرى من القلب ترتعش خفقات طالما ارتطمت بعنف الخيبة .. يكاد الوريد الموصول بتوهجات المسيرة أن ينقطع ..!! حاضر محض انشطارات وتشظيات وبؤس , غباش متباين الظلمة يتكدس في كل الاتجاهات والوخزات آخذت بالاستمرار وفوق ظهورنا نحمل الخوف من الغد الذي نطلق عليه سلفاً نار الشؤم ثم نحمل جثته ثقلاً على ثقل ..!! يا الهي .. إلى أي خريف تذهب بنا تفاصيل الأقدار العابثة , وأي موت هذا الذي يتربص بقلوبنا المتعبة .. كل الدروب ملغومة بعثرات وعراقيل تذهب بنا إلى قاع العتمة .. فأي شيطان هذا الذي يسكن في الأجساد وأي طريق تلك التي يعبرها هذا الشيطان دونما الحصول على تأشيرة دخول وأي جمر هذا الذي يلسع الفؤاد قبل القدم ..؟؟!
هذيان ممزوج بأنغام تثير الاشمئزاز وتعانق الكرى , وكسل يجلل أرواحنا ليجعلها متهدلة , وحياة قد راودها الرحيل فأمست تودع اليقظة بأغنية نهاوندية .. فالبشاعة في الزمن والأمكنة تلحفت بسندس الربيع والوجوه تلبس زيفها من لمحة بصر فيرتد البصر بصورتها المخبوءة .!!!
الأوتار تتشبث بلحنها المعتق فنجد الموت حسرة والنقاء ملء الحنايا نغمة تتردد في كل فصل وفي كل دورة .!!
اذاً لتكن المواسم كلها خالية من الهرج والمرج وليكن الصمت واللحن والاعتكاف شواهد الاحتفالات ..!!
أبراج وأسوار ومنحدرات وأخاديد تجهض كل استمرارية حميمة وذاك ألتوق لا زال يملؤنا حنيناً وشوقاً إلى أنوار الحلم المتكدر ً بصفعات الزيف .. أين هذا من الوهج الموثوق بعض دفئه , فكل شيء تعلوه الصفرة والملامح تئن من هذا الانحشار القذر في ثنائية الموت أو العدم ..!! تتنهد أنفاس الصبر .. تنوس بعبء الهم المدجج بالطعنات كحد سيف تدمي أوتار اللحن المتعب ..!!
كم يشتهي القلب تنسم أجواء تتلاشى فيها الهيمنات وتشتعل فيها نفحات تلوح بصفاء الوجود وعبق الإنسانية نوراً يجب كل الأقنعة المكتسية زيفاً..!
الكيان ينزف حضوره ويرتقي احتضاره , وكل الاشتهائات سراب تعشش في حنايا الطموح المشروخ بهول الحقيقة المفزعة .. أي روح تطيق احتمال حزن يذرف بقايا دورة عفنها التنجيم بهجماته المتواصلة .. ويبقى السؤال .. كيف امتدت الأوصال عبر أحقاب الزمن وكيف انتهكت الإنسانية بمسرحية الأدوار ..؟؟! وبعدما أدرك شهريار الصباح كيف نسكت عن الكلام المباح وغير المباح والأحمال تحط بثقلها فوق هاماتنا ...؟!