** من هم هؤلاء الّذين يحاولون ( الإستعلاء ) على الوطن ... ومن هم أولئك الّذين ( حبكوا ) الحكاية , واصطنعوا الوصايات , وأطلقوا الأسافين بين أبناء الوطن ... من هم كلّ أولئك الّذين تغوّلوا وتوغّلوا ليحوّلوا هذا الوطن إلى ( بحيرة ) محدودة الأبعاد والأقدار تتسع فقط لشباكهم الّتي تخطف من أفواه المساكين خبزهم ومن شيوخ الأرض وفاءهم وسنين مجدهم واكتواء جباههم ... من هم الّذين يجرؤون على أن ( يتحكّموا ) في أعناق النّاس وأرزاقهم ... من هم أولئك الّذين يطعنون في أصول الأوفياء ومنابت الأحرار , ومن هم هؤلاء الّذين جاءوا عبر طريق ( المطار ) وفي حقائبهم جملة من الأفكار ... غرسوها فينا فأجهدتنا وأجاعتنا وسحقتنا ... ترى من هم كلّ هؤلاء الّذين ( استفحلوا ) في الوطن واخترقوا كلّ الأبواب والجدران ... جاءوا من زمن آخر لم يجمعهم بزمن الأتقياء الّذين آثروا فيه واستثنوا أنفسهم واسترخصوا أرواحهم ... جاءوا من خلفنا ومن بين أيدينا وفرضوا ( قوانينهم ) واستثمروا فينا بطاقات أسمائهم وجعلوا بيننا وبينهم سدّا يخفي عوراتهم ويتستّر على مشاريعهم ... هؤلاء هم أعداء الوطن .
هل يتحمّل الأردنّ كلّ هذه ( الإلتواءات ) الّتي يتسابق في دهاليزها ثلّة من النمّامين والمحبطين ... وهل يتحمّل الوطن ضجيج ( طبول ) جوفاء تدقّها أياد مصطنعة وغارقة في الإثم والإختراق ... وهل يحتمل الأردنيّون كلّ هؤلاء ( النّاشزين ) والمتجبّرين والمفسدين الّذين غرزوا في خاصرتي وطنهم خناجرهم وأشواكهم وأهواءهم ... وهل يجوز أن نظلّ تحت رحمة المسترزقين والمتسلّقين وتجار الأفكار الفاسدة ... وهل نقبل أن تستعبدنا الأوهام وتسيطر علينا وصفات الإصلاحيّين الجدد الّتي أوجعت رؤوسنا وأرهقت قلوبنا وجفّفت جيوبنا .
ومهما حاول ( أولئك ) أعداء الوطن أن يفردوا أجنحتهم ويمدّوا أيديهم ويعيثوا هنا وهناك فسادا , فلن ينالوا من عزّة الأردنيّين وانتمائهم لوطنهم , ولن ينجحوا في استغفال شعب جاهد واجتهد عبر سنوات طويلة من الكفاح والنضال والبناء ... لن يغيروا التّاريخ , ولن يستطيعوا أن يحجبوا الحقيقة كلّ الوقت , ولن يثنوا أردنيّا واحدا عن حبّه لوطنه ومليكه .
لا أحد يعلو فوق الوطن ... ولا يجوز لأحد أن يتطاول على وحدة الأردنيّين وآمالهم وعشقهم لوطنهم ... وليس هناك من هو أكبر من هذا الوطن ... ولن يكون الأردنّ ( مزرعة ) للهائمين والمترنّحين وأصحاب الغايات والأجندات ... دعونا من أفكار المتربّصين ونصائح ( المورّطين ) , دعونا نصنع مستقبلنا بأنفسنا وبأيدي الكادحين وهممهم ... !! .
لقد آن لكلّ الأردنيّين بكافّة مشاربهم ومنابتهم أن ( يسدّوا ) كلّ الثغرات أمام أعداء الوطن ممّن نهبوا خيراته وأساءوا لبنيانه ... لم نعد بحاجة لكلّ ( المتوغّلين ) الّذين أوهمونا وأشبعونا ( مرجلة ) وحوّلوا مؤسّساتنا إلى ( صالونات ) مغلقة تعشعش فيها الشلليّة بمختلف أشكالها وألوانها ! .
adnan_rawashdh@yahoo.com