زاد الاردن الاخباري -
بعيداً عن الانبعاثات الحرارية ومفاعلات توليد الطاقة، بالإضافة إلى عوامل أخرى يوجه لها الاتهام في ظاهرة الاحتباس الحراري، رجحت دراسة أمريكية حديثة أن البشر ربما ساهموا في تغير المناخ منذ أكثر من 10 آلاف سنة مضت.
وتقول دراسة "جامعة ستانفور" بكاليفورنيا إن انقراض الجد التاريخ للفيل، وهو حيوان الماموث المُشعر، الذي لعب الصيد الجائر فيه دورا، ربما تسبب في تغييرات في الغطاء النباتي والتي بدورها، رفعت درجات الدرجة ما بين 0.3 درجة فهرنهايت، في سيبيريا وبرينغيا المجاورة.
وقال كريستوفر دوتي، باحث بمعهد كارنيجي للعلوم في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا ، وشارك في تأليف الدراسة: "البشر بدأوا التأثير على المناخ العالمي في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد."
ويربط معظم الباحثين بدء ظاهرة التغير المناخي، الذي سببه البشر، إلى حقبة اكتشاف الزراعة قبل نحو 8 آلاف سنة مضت، غير أن الثدييات الضخمة كالماموث بدأت في الاختفاء والانقراض مع دنو حقبة العصر الجليدي قبل ما بين 10 ألف إلى 15 ألف سنة مضت.
ويرجع جانب من هذا الانقراض إلى احترار المناخ، إلا أن الإفراط في صيد هذه الحيوانات يعد من أبرز أسباب اندثارها.
وقالت دراسة عام 2004، أنه مع اندثار الماموثات، تغيرت طبيعة موطنها السابق بنمو الأشجار، التي تمتص قدراً أكبر من الطاقة الشمسية، ما أدى لاستمرار دورة ارتفاع حرارة الأرض، غير أن انقراض تلك الثدييات، ليس هو التفسير الوحيد لانتشار الأشجار، فارتفاع درجة الحرارة الجو ساهم بدوره في انتشارها.
وباستخدام نماذج بيانات الأفيال التي تعيش في عصرنا هذا، وجد العلماء أن معدل نمو أشجار البتولا - birch - تزايد بنسبة 26 في المائة، بعد 850 عاماً من بدء انقراض الماموث.
ومن خلال الجمع بين بيانات محاكاة المناخ مع نتائج فقدان الغطاء النباتي ، قدر الباحثون أن انقراض الماموث ساهم بارتفاع درجة الحرارة بما بين 0.4 درجة مئوية إلى قرابة درجة واحدة، خلال تلك الفترة الزمنية.
ويشار إلى أن الباحثين لم يصلوا لاستنتاجات قاطعة إزاء أسباب انقراض الماموث ودور البشر تحديداً في ذلك، إلا أنه في حكم المؤكد أن الصيد كان له دور في اندثار تلك الحيوانات الضخمة.
وتقول الدراسة التي نشرت في دورية "رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية"، أن حتى مجموعة صغيرة من البشر قد يكون لها بصمة مؤثرة في التغييرات البيئية.
ويحذر العلماء من ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل متنام وما قد تشكله الظاهرة التي تعرف بالاحتباس الحراري، من خطر بالغ على مستقبل البشرية، بل على مستقبل كوكب الأرض بأكمله.
وفي مايو/أيار الماضي، لفتت الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات و الغلاف الجوي، إلى أن درجات الحرارة مجتمعة لكل من اليابسة وسطح المحيطات لشهر أبريل/نيسان عام 2010 تعد الأكثر دفئا على الإطلاق، إذ قدرت في المتوسط بـ14 درجة مئوية ونصف الدرجة، أي بزيادة بنسبة 0.76 في المائة عن متوسط درجة الحرارة لهذا الشهر خلال القرن العشرين.
cnn