ولد في قرية من قرى يافا البرتقاليه وعاش على الساحل طفولته وبداية الشباب المجاهد العاشق للتراب وثم انتقل الى عشق الاردن بجناحيه وهنا ابتدأت رسالة المحبة الحقيقية في قلبه بدءا من كفالة الايتام ابناء الشهداء فكان نعم الاب والحبيب لهم وابتدأت مشاعر الحب تكبرفي قلبه لتتسع للبلد الذي احب واهله وكان يعلم الحب بصدق لمن حواليه ولم تفارقه حكاية المهاجرين والانصار وكم كان مؤمنا بالوحدة كونها الضمان الاكيد للنمو والازدهار وكم كان مزهوا عندما يزاوج بين طرفي النهر المقدس ليكتمل في نظره الاندماج الاجتماعي الذي لا تنفصم عراه وهكذا تصبح العائلة ذات امل والم واحد وعاش شبابه على الشاطيء الغربي من النهر مناضلا من اجل حقوق المهاجرين بعد النكبه يعاونه الاخوة الانصار بما يستطيعون عليه وكانت صدمته الثانيه عندما غاب الاقصى عن ناظريه بالرغم من كوكبة الجيش الاردني اللذين استشهدوا من اجله بعد ان ايام قلائل من اقامة يوم الشهيد برعاية جلالة الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه الذي كان يرعى الشهداء ويمد القائمين على رعايتهم بالعزيمة والعون وانتقل سماحة شيخنا الى عمان وعاش في سقيفة في عين الباشا من ضواحي عمان واتسع الحب في قلبه ليشمل بقية العرب فكانت تلك السقيفه مكان لقاء الاحباب من الوطن والسعوديه وفلسطين وعمان وسوريا ولبنان والعراق والكويت والامارات والسودان ومصروقطروليبيا وتونس والمغرب واليمن والجزائر وباقي العرب حيث كانو يشعرون انهم في بيتهم وبلدهم وكل من يتواجد حينها يشعر انه الاقرب لقلب شيخنا وعلمهم ان الحب لا ينبع من القلب ان لم يكن صادقا مجردا من غرض دنيوي وقد كان سماحة شيخنا سمحا محبا من قلبه غير راغب في جاه او مال فملك قلوب جميع معارفه وفي سقيفته اجتمع الشعراء والادباء واصحفيون والاطباء والمهندسين والمحامين ورجال الاعمال والعسكريون والسياسيون من نواب واعيان ووزراء كما اشتمل محبوه على العمال والمزارعين والطلبه والاكاديميون وكان للمرأة جزءا هاما في قلبه وكان محبا للاطفال حافظا لاسماء احفاده وابناء اصدقاءه سائلا عنهم بالاسم .
وكان سماحته يعلمنا ان نحب الاردن من اجل فلسطين ونحب فلسطين من اجل الاردن لانهما جناحين لشعب واحد ورسخ في عقولنا ان حماية الوطن هو حماية لاطفالنا ومستقبلنا وكان مؤمنا ان الهاشميين هم حاضر ومستقبل الاردن وفلسطين وكم كان يمتعض من اي حديث يفرق ولا يجمع وكان حديثه دوما يملؤه الحب والوحده الوطنيه والتسامح وكانت اخر خواطره
((انني اشبه ما اكون بمسافر ينتظر السفينة التي ستبحر. انني لا احاول ان اعقد صداقات جديده مع الناس لانني سافترق عنهم قريبا ولنفس السبب احاول ان انسى اصدقائي القدامى حتى يكون الفراق سهلا.لقد طالت اقامتي اكثر من اللازم وخيبت امالهم اكثر من مره))
وكانت وفاة شيخنا سماحة الوالد محمود سعيد عن عمر يناهزخمس وثمانون عاما يوم الاحد المصادف للثامن من تموز عام 2007 ميلادي .
لم نعش في كنفك كثيرا فقد تعلمنا في حياتك كيف يكون التسامح وكيف تتجسد المحبه وتعلمنا من موتك كيف يكون الوفاء...الى رحمة الله ايها الشيخ الجليل عشت عظيما كبيرا ومت على ما عشت عليه .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 3 / 7 / 2010