رشاوي الانتخابات
الفرق بين قانون الصوت الواحد وقانون الست أصوات انك كنت تأكل "ست صحون كنافه وهسّع واحد" بهذه الجملة رد أحد المرشحين على سؤال عن الفرق بين قانون انتخابات قديم وآخر أقدم ، وفي أيام الانتخابات يقوم المرشحين "مش كلهم " بتوزيع كوبونات بنزين وبطاقات شحن وأجرة سيارة و ثمن فاتورة كهرباء، ستدفع من قبيل المساعدة...حساس المرشح يا الله شو بحب يساعد... "صحتين".
ولدى الدول "اللي بتفهم" هناك أحزاب ترشح مرشّحين أكفّاء وهناك حملات جمع تبرعات لدعم المرشحين وحملاتهم الانتخابية، أما لدينا فالعملية الانتخابية "مص دم للمرشّح" ممكن ناس يتبرع بكنافه او سيارته، لكن ولا قرش لنشر فكر، نحن منافقين من طراز رفيع، وتبرعاتنا هي تسجيل مواقف.
تدور هذه الصور في ذهني عن الانتخابات لأني شاهدتها مشاهدة العين، بعض من أعرفهم دفعوا ثمن بنزين وبعض من أعرفهم أخذوا "كوبون أبو الخمسة" ليشاركوا بالانتخابات، بهذا الرخص وهذه التفاهة.
الترشح يحتاج إلى مرشح رأسمالي ...ليس فكرا ولكن "جيبة مليانه" لأنه و عند أول " نقرة سلف" سيدفع خمسمائة دينار وهناك سهرات و"صيوانات" وقهوة وهيل و"خُزّات" و من الآخر "فت ليرات" وهذا ما يحدو بالكثير من الكفاءات بأن تنأى بنفسها عن هذه "الميمعة"...ليس بسبب قصور فكري وإنما بسبب ثقب بالجيب، نحن الناخبون السبب الرئيس فيه، والأسوأ من ذاك كله أننا نريد مرشح بدون "مصلحة اقتصادية".!
أتصل معي صديقي "محمد بدر" العوامله يخبرني عن فكرة لديه بان يتم التصويت من خلال الخلوي، وشرح لي مطولا عن الفكرة وهي للأمانة جذابة جدا...أينما كنت تؤدي الأمانة دون الحاجة إلى طبل وزمر و"تحميل جمايل" وأسرع بمائتي مرّة من التصويت التقليدي، أتمنى من الله يا صديقي أن تجد من المسؤولين من "يفهم" لأني واثق أنهم سيسمعون.
بأفكار كهذه ممكن أن نصل لمرشح غير رأسمالي "من اشكالنا" لا يدفع ثمن بنزين وبطاقات وصيوانات ...وممكن أقول ممكن تموت رشاوي الانتخابات.