زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير والمحلل العسكري الأردني، فايز الدويري، إن التدخل السريع والمبكر للأردن في الضربات العسكرية لمواقع تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا، وضعه في مواجهة مباشرة ومبكرة أيضا مع التنظيم.
وأوضح الجنرال المتقاعد من القوات المسلحة الأردنية إن مشاركة الأردن في الضربات الجوي بحد ذاتها "ليست" مفاجئة، إلا أنه توقع أن تنفذ في وقت لاحق من الحملة التي أعلن عنها التحالف الدولي ضد "داعش" .
وفيما ربط الدويري بين التصريحات الملكية بضرورة الاسراع بالاستجابة لخطر داعش، ومشاركة العاهل الأردني قبل أسبوعين في قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز البريطانية، رجح أن يكون عدد الطلعات الجوية الأردنية التي نفذت صباحا نحو خمسة طلعات جوية، بمشاركة طائرتين أو ثلاثة لكل طلعة.
وأردف الدويري قائلا: "لم أكن أتوقع أن يشارك الأردن في الضربة الأولى بل في الضربات اللاحقة حتى تنجلي الصورة بالنسبة لنا.. النوايا الأردنية باتجاه الاشتراك كانت واضحة لأنها تعتبر نفسها متأثرة بما يجري وأنها دولة محورية في الحرب."
كما رأى الدويري أن قرار الأردن بالمشاركة في الضربات الأولى، يعني أنها لن تتوقف عند هذا الحد، وقال: "لا أعتقد أن المشاركة الأردنية بما أنها بدأت بالضربة الأولى ستتوقف، الأردن أقحم نفسه في دائرة التأثير المتبادل ووضع نفسه على خط المواجهة المفتوحة مع تنظيم الدولة."
وفي السياق، رأى الدويري أن الأردن "أخطأ" بالمشاركة المبكرة في الضربات الجوية على داعش، مرجعا ذلك إلى أن الفرصة كانت مواتية في النصف الثاني من العام 2012، أي قبل ظهور التنظيمات العسكرية المتطرفة.
وشدد قائلا: "رأي الشخصي بأن التدخل جاء سريعا، كان على الأردن أن يتخذ التدخل في الوقت المناسب وهو النصف الثاني من عام 2012 عندما كان النظام على وشك السقوط... بعد ذلك أصبح الأمر مربكا، لو قام بمجهود سياسي دولي بضرورة التدخل العسكري لسقط النظام السوري، لو يكن الفضاء السوري قد انفتح للتنظيمات السورية كان عليه أن يضع نفسه في المنطقة الرمادية بل أن يتدخل في إطار حزمة إقليمية دولية الآن تدخلنا في اللحظة التي اشتد فيها عود النظام."
واعتبر الخبير العسكري، أن التصريحات التي صدرت عن الجانب السوري بمعرفة تنفيذ الضربات مسبقا، ما هو إلا "لحفظ ماء الوجه"، مشيرا الى أن هناك "غباء سياسيا" في التصريحات الرسمية السورية في التعاطي مع الضربات.
ورجح الدويري، أن تقع خسائر بين صفوف المدنيين في حال استمرار الضربات الجوية العسكرية في سوريا، لاعتبارات عديدة من بينها انكفاء التنظيم على الحاضنة الاجتماعية في القرى السورية.
لكن الدويري، اعتبر من جهته، أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ جسيما في استهداف "كتائب أحرار الشام" المنضوية في إطار الجبهة الإسلامية في سوريا، قائلا: "الجبهة الاسلامية تعتبر في خانة الاعتدال ما كان يجب على الأمريكيين قصف مواقع لها.. هذا قرار غبي في ضرب احرار الشام، كان عليها استقطابهم واستثمارهم في الضربات الأرضية."
وعن تفاقم خطر تسلل عناصر من التنظيمات المستهدفة في سوريا إلى الحدود الأردنية، قال الدويري إنه سيكون هناك محاولات جادة للتسلل والعبور إلى الاراضي الأردنية.
وأضاف: "مائة في المائة سيكون هناك محاولات جادة لمرور عناصر من التنظيمات المستهدفة.. علينا أن نعترف أن الحدود الأردنية السورية والحدود الأردنية العراقية فيها ما لا يقل عما مجموعه 250 كيلومترا مناطق مفتوحة وبعضها خاضع لسيطرة تنظيم الدولة ومناطق شبه خالية."
وتابع قائلا: "علينا أن لا ندعي أن حدودنا محكمة السيطرة.. حتى الولايات الأمريكية لا تستطيع أن تحمي حدودها بالكامل مع المكسيك."
في الأثناء، عبرت جماعة الإخوان المسلمين في البلاد الثلاثاء، عن رفضها التدخل الأجنبي في "الداخل العربي والإسلامي،" قائلة إنه لا يوجد للأردن "مصلحة" في المشاركة أو في الإعلان عن هذه الحرب."
وقال المتحدث باسم الجماعة، زكي بني ارشيد: "إن الولايات المتحدة تبحث عن شرطي جديد في المنطقة بعد ما وصفه بفشل الكيان الصهيوني بعد معركة غزة الأخيرة."
وأضاف: "هذا الدور سيكون من نصيب الامبراطورية الإيرانية صاحبة النفوذ من لبنان إلى صنعاء مرورا بدمشق وبغداد والبحرين وبقية دول الخليج."
وتابع قائلا: "لم يعد هلالا شيعيا ولكنها كماشة إيران في تقاسم الدور والنفوذ في المنطقة وإعادة رسمها من جديد وهذه المرة بتمويل خليجي وعسكرة عربية،" على حد تعبيره.
وعبر عدد من النواب في البرلمان الأردني في جلسة عقدت صباح الثلاثاء، عن رفضهم لانخراط الأردن في الضربات الجوية، فيما عبر نواب آخرين بالمقابل عن تأييدهم للمشاركة، معتبرين أن الحرب "هي حربهم."
CNN