سأتخيل الموقف كمواطن عنده حسن نية ، الوزير أبو حمور يسير في الشارع وحده ولا يوجد معه أحد لا مرافقين ولا يحزنون ، وسرحان في عجز الميزانية ويقول لنفسه ما هذه الورطة التي وضعت نفسي بها كيف وافقت أن أكون وزير مالية دولة مديونه ، من الممكن أني كنت سرحان أو مضروب على رأسي لما وافقت ، لأنه من المفروض أن أرفض وأبحث لي عن وظيفة في أحدى شركات التدخل السريع لإنقاذ الموظفين الكبار بعد التقاعد ، وسأصبح مدير عام قطاع خاص وليس هناك حسيب ولا رقيب ، ولا يوجد مؤتمرات صحفية ، ولن يسألني أحد عن طعام أطفاله كيف سيوفره ، ولن أبرر لأحد ما أفعل أو ماذا صرفت وإذا خربت الأمور ينقلوني على واحدة من الشركات في الخليج مستشار وانتهت حكاية أبو حمور من الشارع كما انتهت حكايات الكثيرين ،ولكنني خجلت من الرئيس لما طلب مني أن أكون وزير مالية في حكومته ، هو قال لي أنت وزير فقط وعليك فقط كذلك أن تبتسم للكاميرا وأنت تتحدث أمام الإعلام وتقول ما هو مكتوب على الورقة وأخر الشهر تأخذ راتب وزير مع سواق دائم للتنقل وحراسة ومرافقين وسيصرف لك دواء لزنة ذانك الشمال على حساب الحكومة من كثرة ذكر أسمك عند المواطنين بالحسن والعاطل ، وإذا شعرت أنك تعبت تأخذ إجازة أيضا على حساب الحكومة المهم أن تكون وزير مالية وغير ذلك تطير الطيور بأرزاقها وأنت تقف لوحدك في الشارع ،وفجأءه وقع أبو حمور في حفرة في شارع في مدينة عمان ولم يكن معه لا مرافقين ولا مايحزنون ، وإنقصعت قدمه وتذكر أن هناك مؤتمر صحفي مع ستة من الوزراء والجميع ينتظرونه فأخذ أول تكسي وبسرعة على المؤتمر وقال لسائق التاكسي سجل التكاليف على أخر واحد يخرج من قاعة المؤتمر، وعند دخوله باشره المسئول عن القاعة أن الجميع أعلموه أن التكاليف سيدفعها أخر من يدخل على القاعة ونسي أبو حمور أنه رجل يعرج وأنه أخر من يدخل و أخر من سيخرج من القاعة.