في جلسات عائلية وشبه عائليه عادة ما ينصب الحديث على استعراض أحوال البلاد والعباد وعن استمرارية تردي الأوضاع بشكل لم يألفه الأردنيون , مما يؤكد أن هناك احتقان , وأن حرائق الغضب تشتعل في أعماق الناس وأنهم باتوا يرابطون على خط الخوف والعزلة .!!
فهناك من يصف الحكومة بأنها بليدة الإحساس ببعدها عن هموم الناس , وهناك من يتحدث عن دفن كل أمل بإصلاح الحال في ظل هذه الحكومة وسياساتها اللا معقولة التي تكاد تصل بالمواطن إلى مثواه الأخير وهو الواقع الذي لن يتجاهله الناس كثيرا بالبحث عن مبادرة سريعة لإنقاذ أنفسهم وإنقاذ وطنهم ..!
لذلك نؤكد أن كابتن الحكومة وأعضاء فريقه لا يهموننا في أسماءهم وأنسابهم وأذواقهم في شيء فنحن لسنا مغرمين بالتغزل بسواد عيونهم لكن ما يعنينا أن لا تنشب هذه الحكومة أنيابها في أجسادنا أكثر من ذلك , بعد أن أوغلت استهتاراً بعقولنا ووعينا وكأنها لم تعلم أننا قد بلغنا سن الرشد وأننا مسؤولون عن سلوكنا وتصرفاتنا والمفروض أن لا يكون هناك أي فارق ما بين أجندة الحكومة وأجندة الشعب ..فنحن جميعاً في وطن الأردنيين الأوفياء الذين نذروا أنفسهم حباً ووفائاً لوطنهم ومليكهم ..
فحكومتنا قدس الله سرها تعتقد أن الدنيا الأردنية ( قمره وربيع ) لكنها لا تعتقد أن هذا الشعب يصابر ويكابر على كل صنوف الفاقة والحرمان وعلى مختلف ألوان الأذى والهوان ..
دولة الرئيس .. ما نود قوله للحكومة في هذا المقام ان غالبية الناس لدينا لم تعد تعنيهم الحكومة بممارساتها السياسية الراهنه لأن هذه الممارسات نجحت في جلب المزيد من المخاطر والمزيد من معانات الناس وعذاباتهم , لكن وأمام هذا الواقع المزري لا بد وأن يأتي الحل جذرياً لينسف كل معوقات الإنقاذ الوطني ويمهد الطريق لتقدم ألعجلة دون عراقيل ليتطابق بذلك كلام القرايا مع كلام السرايا لأنه الكلام الأدق والمحصن للجميع بعيداً عن الانزلاقات التي تحملها قواميس البعض ممن تضخمت ثرواتهم واحتكروا المناصب ونهبوا البلد على حساب لقمة خبز المواطن وعلى حساب الوطن .. وإذا كان البعض قد استمرأ التهوين من الاحتقان الذي يسكن في نفوس الناس فنحن نقول لوجه الله والوطن أن ذلك ضرب من الغباء السياسي سيقود بالتالي إلى مالا تحمد عقباه لا قدر الله ولنا في المصائب التي تحدث في البلاد من جرائم قتل وترويع وغيره خير دليل على ما قد سلف .!!!
المطلوب إذاً وعلى وجه السرعة المبادرة إلى إجراء جراحة عاجلة للحكومة لتكون قادرة على معالجة الوضع الاقتصادي اعتماداً على الذات وذلك بالوقوف بوجه الحيتان الذين يصولون ويجولون على أجساد الناس دون حسيب أو رقيب وإعادة النظر برواتب البعض ممن يجلسون في الصفوف الأولى والتي تحمل أرقاماً فلكية والمطلوب أيضاً إزالة كل أسباب الترف الذي أعمى البعض عن مصالح الوطن العليا وهم يتنعمون بالحرير وهناك من يتوسد الأرض ويلتحف السماء لا بل يسير على شوك الوطن الذي زرعه أصحاب الأجندات الخاصة ..! والمطلوب قبل أي مطلوب سواه أن تلتفت الحكومة للشعب وذلك بتطبيق توجهات جلالة الملك المفدى الذي يمتشق الريح مسرعاً في كل حين لتفقد الناس والوقوف على احتياجاتهم بأمانة وإخلاص وهو يتسلح بالثقة والعنفوان منقطع النظير ... ولا تنسى يا دولة الرئيس أننا مقبلون على انتخابات سترسم شكل القادم من ملامح السياسة الأردنية الداخلية والخارجية منها وهذا يتطلب المزيد من الجهد والعرق للتخفيف عن كواهل الناس الذين أرهقتهم الضرائب.!!
فيا من أصبحت فينا رئيساً للوزراء ... نؤمن أن الوطن اكبر من الجغرافيا وأكبر من الحدود لأن حدود الأوطان هي الإنسان الذي لا حدود له .. فماذا أنت فاعل يا دولة الرئيس ..؟!
MOQEEM98@YAHOO.COM