يرى المشاهد والمتابع لقنوات الأفلام العربية ، أي قناة أفلام ، لقطات ومشاهد على هذه القناة ، أو فيلم على الأخرى ، وهكذا ، لا جديد ، سوى الابتذال والسطحية في الطرح ، والاستخفاف بعقل المشاهد ،وعدم التطرق لقضايا هامة ومحورية ، فهذا طابع غالبية الأفلام العربية الحديثة ، ولهذه الأسباب وغيرها توجه المشاهد العربي لمتابعة الأفلام الغير عربية . فغالبية الأفلام التي تعرض حاليا، أصبحت – وبرأي الشخصي – أحد أهم المراجع لتعلم مبادئ الانحطاط الأخلاقي ، والانحراف وهدم القيم الاجتماعية ، مستخدمين جسم المرأة كسلعة لعرض الأفلام وتسويقها ، ويتذرع أصحاب هذه الأفلام ، بأهمية الفيلم وقضيته ووجوب الجرأة في الشكل والمضمون من ناحية الطرح .
مع تداخل العمل التجاري ، بالهواية التي تأتي لهم فجأة ، والتي تكون غير مستندة إلى أية موهبة إطلاقا ، مع غياب الثقافة والفهم والقراءة للأحداث السينمائية، واستسهال في الإنتاج. لم تراعي هذه الأفلام ، الدين والعادات والتقاليد ، متجاوزة بذلك كافة الحدود والحواجز والمقاييس ، بعرض الأفلام وما تحويه من مشاهدة ، أو الدعاية المستخدمة للفيلم ، وما يهم القائمين على هذه الأفلام هو تحقيق أعلى الإيرادات واكتساب الشهرة الواسعة ، متخذين \" الغاية تبرر الوسيلة \" نهجا وشعارا لهم .
من ناحية أخرى ، نجد أن هناك القليل من الأفلام التي تطرح قضايا هامة ، ولكن ، ألا يستطيع صناع هذه الأفلام التطرق لهذه القضايا والمواضيع ، بعمق اكبر ، وباحترافية عالية ، دون الخدش بالحياء العام ، والابتعاد عن اللجوء إلى \"الوقاحة\" وليس الجرأة أن صح التعبير ؟.
لقد زخرت الشاشة العربية بكم كبير من الأفلام التي لا يمكن نسيانها ، والتي عالجت قضايا هامة جدا ، مستخدمة حرفية عالية في الطرح ، على الرغم من قلة الموارد والإمكانيات آنذاك ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل يستطيع نجوم اليوم ، استغلال قدراتهم ومواهبهم ، والإمكانيات الهائلة المتوفرة حاليا ، لطرح ما يهمنا في مجتمعنا العربي ؟. يمكن القول أن المرحلة الأخيرة هي بداية الصعود إلى الهاوية ، ولكن ما زال الأمل قائم ، أن تنتج أفلام تعالج ما يهمنا ، بحرفية وبأداء عالي ، ملتزمين بالأخلاق والقيم ، وموظفين للإمكانيات بطريقة سليمة ومدروسة ، وأن تكون الرقابة ذاتية من قبل صناع الأفلام .
abdullah_alhsaan@yahoo.com