زاد الاردن الاخباري -
تبدو نيرمين الحسيني أكبر من عمرها. فالمعلمة التي تبلغ 16 عاماً، تتطرق إلى مواضيع حقوقية شائكة.
وتنشغل بحق الأشخاص المعوقين في الدراسة. ليست الشابة ابنة اليوم في هذه المهنة. فقد افتتحت مدرستها الخاصة قبل 3 أعوام. مدرسة خصصتها لتقديم العلم المجاني، للأشخاص المعوقين.
يطيب لسكان مخيم الزرقاء للاجئين الفلسطينيين مناداتها بـ"مس نيرمين". هناك جاءها الحافز للبدء بنشاطها، من مرض والدها المقعد.
فبدأت فكرتها بالمزج ما بين حبها للتعليم، ورغبتها في مساعدة الأطفال المعوقين. ومنذ ذلك الحين ولدت المدرسة المعروفة اليوم بـ"مدرسة نيرمين". لاقت الفكرة، تشجيع معلمات الفتاة التي لم تتجاوز الثالثة عشرة يومها.
لم يخطر لهن على بال، أن تصبح المدرسة ومعلمتها الصغيرة، صاحبتي حضور وشعبية كبيرين، في المنطقة.
كما طرحت نيرمين فكرتها على أسرتها المكونة من أمها وأبيها وأشقائها الأربعة وشقيقتها. ورحبت العائلة بها، لكنّ الدعم الأساسي جاء من الجدة، التي تبرعت بمنزلها الصغير، ليتحول إلى مدرسة.
منزل الجدة كان ملائماً، فغرفتاه الصغيرتان باتتا صفاً كبيراً للطلاب، علقت فيه لوحا ونشرت على أرضه مقاعد. وراعت أن تكون المقاعد متباعدة قليلاً، كي يتمكن الأشخاص المعوقون، من الدخول والخروج بكراسيهم المدولبة بيسر.
منذ افتتاح السنة الدراسية الأولى في "مدرسة نيرمين" توافد التلاميذ. واستقبلت المدرسة 10 منهم، كلّهم من الأشخاص المعوقين، الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمدارس أخرى، غير مجهزة.
لا تعتمد المدرسة المجانية، المنهج الرسمي. بل تكتفي بتعليم الأبجدية، والقراءة، والكتابة، والحساب، إضافة إلى تحفيظ القرآن، وبعض المهارات.
وبما أنّها المعلمة الوحيدة في مدرستها، ولديها دروس وواجبات كتلميذة من جهة أخرى، جعلت نيرمين دوام مدرستها غير يومي. فخصصت لها يومي الأربعاء والسبت، من كلّ أسبوع.
ومع وصول عدد التلاميذ إلى 50 اليوم، عززت نيرمين الكادر التعليمي. فالتحقت شقيقتها نيفين (14 عاماً) وصديقتها إسلام (15 عاماً)، كمعلمتين متطوعتين. عدا عن الدرس تحاول نيرمين الترفيه عن التلاميذ من خلال رحلة سنوية مجانية، تدخر من أجلها مصروفها الخاص، بالإضافة إلى بعض التبرعات العينية والنقدية، التي يقدمها سكان المخيم.
تشعر بالرضى اليوم، وتتمنى أن تصبح مدرستها أكبر. وتتمنى أكثر، أن تساهم في تعليم كلّ الأشخاص المعوقين، المحرومين من حقهم.
العربي الجديد