زاد الاردن الاخباري -
"فقرة عابرة في آخر تقرير للمركز الوطني الاردني لحقوق الانسان حول تحضيرات الانتخابات اربكت ببساطة شديدة"ليس الحكومة فقط ولكن الصوت الانتخابي لقاعدة اجتماعية عريضة توافق كبار الساسة على ان الحكومة خاطبتها في حيثيات قانون الدائرة الافتراضية التي عبرت عن طموح دوائر القرار بمشاركة شعبية اوسع في الانتخابات وتحديدا في مناطق الكثافة السكانية.
تلك الفقرة تتعلق بمطالبة بعض المراجعين للتسجيل انتخابيا بمراجعة الدائرة الحكومية التي تحتفظ بتراث من سحب الجنسيات والارقام الوطنية.
قبل استفحال الامر تدخلت الحكومة واعلن الناطق باسم الانتخابات سميح المعايطة ان من يذهب للتسجيل لن يطلب منه بعد الآن مراجعة دائرة المتابعة والتفتيش.
وسواء اقصد المركز الوطني ام لم يقصد تدلل نسب التسجيل في كشوفات الاقتراع على ضعف الامل باهتمام"الناس وسط تحديات من طراز آخر ظهرت بعنوان ضجيج من قبل"معارضين في الشارع"رفعوا"لافتة فتح تحقيق موسع بما حصل في انتخابات 2007 قبل الانتقال"لصفحة 2010، فيما ساندت المعارضة الحزبية ممثلة بالشيخ همام سعيد هذا الانطباع باعلان الاخوان المسلمين احباط الناس العام من اجواء الانتخابات بسبب 2007.
داخل مؤسسات القرار الحكومية والرسمية يطمح الجميع باغلاق صفحة 2007 على اساس وقف مهزلتها" بحل"مجلس النواب الذي افرزته قبل عامين من اكتمال دورته، لكن في الشارع يصر النشطاء في المعارضة التي تسمي نفسها شعبية وتلك التي تتاطر حزبيا على ان ذلك لا يكفي بسبب تأثيرات سلبية جذرية نتجت عن تلك الصفحة من الانتخابات.
حتى داخل مجلس الوزراء يتحمس ثلاثة اعضاء" بينهم وزير التنمية السياسية موسى المعايطة لاتخاذ اجراءات وخطوات اكثر"لاقناع الناس بجدوى الانتخابات المقبلة وبنزاهتها.. من بين الخطوات المقترحة التي وضعها الرئيس سمير الرفاعي في الثلاجة مؤقتا حل المجالس البلدية التي انتخبت قبل البرلمانية عام 2007" وهي مجالس شكك ايضا المركز الوطني لحقوق الانسان بنتائجها في تقرير شهير ومثير تحدث عن عمليات التزوير التي حصلت.
داخل"مؤسسة مهمة من مؤسسات القرار سمعت "القدس العربي""مسؤولا بارزا جدا" يقول: لم يكن الهدف من حل البرلمان اجراء انتخابات عامة جديدة بل حل"المجلس النيابي السابق الذي يحظى"بشبه اجماع على ان عمليات تلاعب عريضة جرت في الانتخابات التي قادت اليه.
"حتى ناشط معارض من طراز محمد الحديد قال علنا" لنحو خمسين ناشطا عقدوا اجتماعا لمناقشة مقاطعة الانتخابات: الحكومة فوجئت بان من صنعوا"كنواب"في 2007" تولدت لديهم طموحات اكثر مما ينبغي وانصرفوا لكي يثبتوا انهم ليسوا في جيب الحكومة.
من هنا يبدو رئيس الوزراء الحالي سمير الرفاعي مضطرا للاصغاء يوميا لتعبيرات وتعليقات متنوعة تتعلق بتأثيرات"انتخابات 2007" حيث يعلو ضجيج الاصوات التي تطالب بمحاكمات للمسؤولين عن تلك المهزلة، كما قال عضو البرلمان السابق منصور" مراد.
في مقر الرئاسة يدور حوار يومي حول الاجراءات الانتخابية فالناطق الرسمي باسمها" المستشار سميح المعايطة بدأ يدخل في التفاصيل وقريبه الوزير المعايطة متحمس للغاية لاجراءات نزيهة ومقنعة والاتصالات يومية مع مدير الجوازات العامة والاحوال المدنية" الرجل الموثوق مروان قطيشات"للاطمئنان على سير عملية التسجيل وبين الحين والآخر يتعاون قطيشات مع الاعلام، لكن حجم التصويت لم يصل للمستوى المطلوب بعد.
يتساءلون في مقر"رئاسة الحكومة ما الذي يتوجب علينا فعله خصوصا وان تعليمات القصر الملكي تأمر بالنزاهة التامة وفي الاجراءات الصغيرة قبل الكبيرة... هذا ما قاله الرفاعي لبعض"ضيوفه وسمعته "القدس العربي".
الشيخ سعيد لم يكتف بخطاب النزاهة والضمانات الحكومية وقال"في عبارة لها دلالاتها "ادوات التزوير الذي حصل 2007 ما زالت قائمة".. يقصد سجلات الناخبين والاصوات المنقولة والمهاجرة فيها.
والاسلاميون يستمعون يوميا"لاقتراحات تطالبهم بالمقاطعة التي لا تنتهي عمليا بهدف محدد، والقناعة التي يمكن ان يصلها الجميع"سياسيا ان الشروخات"في البنية السياسية والاجتماعية التي نتجت عن انتخابات 2007 عميقة جدا اما الاستنتاج السياسي فقد توصل له مبكرا مطبخ الانتخابات في"وزارة الرفاعي ويقول: صفحة 2007 تعيقنا بوضوح لانها مست بمصداقية العملية"برمتها في الشارع.
آنذاك خذل نخبة من المسؤولين"عبر تعليماتهم" لغرف العمليات الجميع"وتسببوا"بجرح غائر في مصداقية العملية الانتخابية"عندما طبقوا اسوأ واسذج سيناريو للتلاعب في" الاجراءات والنتائج.
وآنذاك"لمح"رئيس الوزراء الذي ادار العملية معروف البخيت علنا لمسؤولية طاقم الداخلية عن العبث، ولاحقا قدم الرجل استقالته التي لم تقبل"قبل ان ينطلق للاجابة على كل من يسأله عن الموضوع بعبارة يفهم منها ان التلاعب في انتخاباته لم يحصل حكوميا او اجرائيا بل الكترونيا وبعيدا عن الحكومة وطاقمها.
وفي فترة لاحقة جدا بدأت مآدب العشاء تتضمن "تبادلا للنكات" حول حجم الاصوات التي نقلت من صندوق فلان الى علان من المرشحين.
الجديد في الموضوع الآن ان مقولة "تلك مرحلة وانتهت" لم تعد كافية لاطلاق عملية انتخابية حقيقية.. على الاقل هذا الاستنتاج اساسي في غرفة عمليات الرفاعي وفي ورشات التفكير التي"يديرها المعارضون في كل" مكان.
القدس العربي- بسام البدارين