زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - حتى في يوم العيد ، يمسك مروان جهازه الخلوي ويبدأ بمراسلة أصدقائه عبر "الواتس أب " ، وتبادل الصور والتعليقات من خلال "الفيس بوك" ، بحضور عمته التي جاءت مهنئة بعيد الأضحى برفقة ابنها وزوجته ، وابنتها .
عمته أم ياسر تحب زيارة منزل أخيها المتوفي ، وقد استقبلتها زوجة اخيها بحفاوة باهرة ، وكانت الضيافة تليق بمستوى الفرحة والبهجة ، وكان الكل يتواجد حول العمة أم "ياسر" حتى بنات أخيها سررن بتواجدها معهن ،فالعيد قد "لمّ شمل العائلة" .
إلا أن مروان يتبادل أطراف الحديث مع الموجودين ، ولكن عيناه وعقله في "الموبايل" ، لم يترك الجهاز دقيقة ، بل استمر في حمله ، وكان ابن عمته المتزوج ، يتحدث معه بشغف ، إلا ان مروان ما زال مستمرا في تلقي الرسائل وتبادلها ، وكأن الشركات والمشاريع تنتظر رد مروان .
شقيقة مروان الكبرى غافلت الجلسة ، وذهبت إلى غرفتها لتقوم بمراسلة شقيقها الدكتور برسالة نصية مفادها " اترك جهازك واعط الجلسة حقها وتخيل نفسك مكانهم " ، وعادت إلى أدراجها حيث مكانها ، لتستدرك خطأ شقيقها في التعامل مع الجلسة العائلية ، فشقيقها طبيب لكنه يفتقر لمهارات التواصل ، وكانت "عاقلة" ولم تأبه في ردة فعل أخيها لكن مروان كان مظهرة "مُستفز" لدرجة أربكت شقيقته .
نعم ، لقد ترك مروان جهازه ، ويبدو أن رسالة شقيقته الكبرى أخجلته ، وحاول الآن إدارة الجلسة ، لكنه على ما يبدو لم يعلم تفاصيل الحديث فلقد كان منشغلا بجهازه ، لكن نظراته كانت تترقب الجهاز ، وقالت له عمته " شو يا عمتي طمني عنك ما حكيت ، شو اخبارك وأخبار العيادة"، فقال لها " الحمد الله ، تمام ، كيف العيد معك " ، وهنا قالت " تمام ما دام انتو بخير انا بخير وعيدي معكم احلى عيد يا عمتي" .
وبعد برهة من الزمن ودعت العمة أم ياسر بيت أخيها ، ومروان سأل عمته عن العيد في آخر الجلسة ، فقد أخذ "الوتس أب" اهتمام عائلة بأكملها ، ومروان ما زال منشغل به ، فهل هذا الطبيب يعالج مرضاه عبر "الوتس أب"؟!.
* أسماء الشخوص وهمي ، لكن هذا ما حصل .