زاد الاردن الاخباري -
سيطرت التضاربات في التصريحات الحكومية حول ما عرف بـ"ذهب عجلون" على أحاديث الأردنيين في عيد الأضحى، بين مصدقين ومكذبين للرواية الاخيرة التي خرج بها رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور، والتي تتحدث عن اجهزة تنصت اسرائيلية تم نزعها من الأراضي الاردنية، كما لم تغب الاحاديث عن التحالف الدولي.
الأكثرية العظمى، لم تصدق الرواية الاخيرة المتعلقة بحفريات عجلون، ومنها من ذهب بعيدا ليبدأ التشكيك بصحة الفيديوهات التي بثّت لاحقا للعملية، لتحل قصة "حفريات عجلون" محل الاحاديث عن الاضاحي واسعارها او كعك العيد.
بعض الاردنيين- ضمن عينة عشوائية - أظهروا تصديقا "جزئيا" لرواية الحكومة، ليبرز نوع مما يسميه المختصون "فقدان الثقة بين الشارع والحكومة" إثر تضارب الروايات التي صدرت عن الحكومة في وقت سابق.
التشكيك في الرواية الاخيرة، خرج عن نطاق رجل الشارع العادي، ليصل لرجال خدموا في مناصب قيادية حكومية في الدولة، الذين أكّدوا أن هناك قصة "خفية" لازالت بعيدة عن الانظار، معتبرين ان بوح الدولة في هذا المقام بمؤتمر صحفي مع رئيس هيئة الاركان المشتركة مشعل الزبن يكاد يكون لأسباب مختلفة.
ورغم كل ما قدمته الحكومة من تأكيدات إلى جانب اعتراف الجانب الاسرائيلي في العملية، جاءت التأويلات للبوح الأخير متعددة ومتنوعة، ما قال عنه ثلاثيني إنه لم يخدم الحكومة كونه ساهم أكثر في تقويض شعبيتها بين المواطنين العاديين الذين تبادلوا الكثير من المعلومات في ايام المناسبة المباركة.
قصة الذهب والتجسس لم تكن الوحيدة في العيد التي جاورت القهوة العربية، فلم يخلُ مجلس من تلك التي رصدتها الصحيفة من حديث عن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، مالت فيها الاراء إلى "استهجان" دخول الاردن ضمن التحالف، واستخدام عتادها العسكري في ضرب التنظيم.
اردنيون اسهبوا في السياق في الحديث عن دخول التحالف وتبعاته، معتبرين ان وجود تحالفٍ دولي ضد اي كيان قادر على ان يميل كفة الشعبية لصالح الاخير، خصوصا وان الولايات المتحدة تتزعم التحالف وتضرب بسيفه.
الاسباب التي ساقها المواطنون في احاديثهم كانت تتمحور حول "خوف" من ردة الفعل الداعشية أمام الضربات التي تشارك فيها الاردن، خصوصا في ضوء توقعات دولية لحرب "طويلة الامد".
القهوة العربية وكعك العيد وحتى الحديث عن لحوم الاضاحي، كلها رافقت الحديث في الموضوعين السابقين في كثير من بيوت الاردنيين، الأمر الذي يلحظ فيه المراقب ان السياسة ما عادت تنفصل عن اجتماعيات الاردنيين ابدا.
العرب اليوم