حلمت يوما إني أصبحت رجلا مشهورا ومسئولا واني عندي منافقين لا بل مصدرين للنفاق لا بل يتنافسون في التفنن في التملق والمدح والنفاق فأوهموني أني استطيع أن ألامس السماء وبأنني استطيع أن امشي على الماء وإنني معجزة العصر والزمان حتى إن احدهم وسوس بإذني إن أصلي بلا وضوء وان المهم ليس الوضوء المهم أن يراك الناس وأنت تصلي وقال لي عندما تحين وقت الصلاة ورأيت جماعه تصلي فلا تقل إني بلا وضوء بل صلي واخشع وان استطعت البكاء فابكي كون الناس لا يعلمون إن كنت بلا وضوء وإذا ذكر أمامي إنسان ناجح وصالح فوسوس لي احدهم بان هذا الإنسان كاذب ومخادع وانه يدعي الصلاح والإيمان وإنني لا اعرف من فنونه في عشق النسوان وإذا استشهد احدهم بعفة امرأة تطاول كبيرهم الذي علمهم السحر وهمس بإذني إن هذه المرأة هي (عره النسوان) وإذا أردت أن أقوم تسارعوا لمساعدتي على القيام وإذا أردت أن اضطجع أتوا بأحاديث تدل على صحة اضطجاعي وفي غمرة سعادتي بأصحابي المغاوير .
فاجئني ........ مرض على حين غفلة فنمت على فراشي ومن يومها ما نطقت بكلمه واحده
بلمحه واحده استرجعت شريط ذكرياتي فكانت اصدق شيء كونها كانت شفافة وصدوقة ,كونها نقلتني من نفخه إلى غفلة وأرجحتني بين الجفوة والسكرة إلى أن وصلت بي إلى أخر الصحوة (فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ) فكم كنت قاسيا لأنني قابلت عطاء ربي بفظاعة وبشاعة الأداء ولم انجح في الابتلاء لذلك كان حتميا أن تكون ألخاتمه بقدر الأداء ربما إنني استحق الجزاء فانهمرت الدموع من عيوني وقال من حظر أنها دموع الخشية من الموت ولكنني صدقا أقول إنني ما فكرت فيما يظنون ولم أ فكر في سوء المنقلب ولا في العاقبة ولا بما اقترفت يداي في الأيام الخالية .
التف حول فراشي بناتي الثلاث وأبنائي الثلاث وزوجتي وهم يراقبون ما يجري بعيون فاحصه ومترقبة للذي يجري وحين أسلمت الروح إلى بارئها حتى صاح من صاح وولول من ولول وأسمع صراخ الأطفال ليس على موتي ولكن استنكارا لهذا الإزعاج وبلمح البصر دخل الأقارب الأشاوس وتدخلوا منهم من نادي ابني فلذة كبدي بكلمات بذيئة ومنهم من صاح على ابنتي الصغيرة بكلمات تخدش الحياء ومنهم من لطم زوجتي بلكمات عنيفة ودامية لأنها تبكي علي كل ذلك وانأ أراقب ما يجري إلى أن صرخ احدهم اخرجوا الجميع من الغرفة وأغلقوا بابها بإحكام بعضهم صرخ على زوجته هل ثياب الجنازة الثوب والشوره مكويه وجاهزة زجاجة العطر سوف يحضر مسئولين كبار هذه جنازة( أبو عبد الرحمن) وهذا عزاء رجل دوله ومسئول كبير ومنهم من ذهب إلى صالون الحلاقة أو جلب الحلاق للمنزل ومنهم من قام بتشغيل الهواتف النقالة مع من يعرف ومع من لا يعرف ليكون الحضور بحجم المناسبة .
أما جنازتي فكانت كبيره فعلا كما المثل القائل إن الموت يلبقلي لكن تصرفات بعض المشاركين فيها كانت قبيحة وحقيرة منهم من انتظر خارج المسجد ولم يشارك في الصلاة على الجنازة ومنهم من لم يخشع لموقف جنازتي المهيب ومنهم من لم ينزل من سيارته صحيح إن جنازتي كانت كبيره ومهيبة إلا إن الفوضى تخللتها فكم كنت أتمنى إن تكون جنازتي منظمه بعض الحاضرين تصنعوا الخوف من هيبة الجنازة على الرغم إن خشوعهم كان للمجاملة وقف على قبري بعض المسئولين فوضع احدهم على قبري باقة فيها من الزهور جميع الألوان ثم رفع يديه والجميع يظن انه قد قراء سورة الفاتحة ولكنه قراء خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم .ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم .ذق انك أنت العزيز الكريم ومنهم من رفع يديه وقال إلى جهنم ويئس المصير . أما أصحابي وشلتي فوقفوا على قبري وكأنهم متفقين فرفعوا أيديهم إلى السماء وقالوا – ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وإدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 0 ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد فسمع الحاضرين منهم فقط( بسم الله الرحمن الرحيم)( وأمين)
هذا الموقف منحني معرفه لما كنت عليه من شدة الغلظة والفظاظة لأنني لم أكن يوما وسطيا بل كنت امسك العصا من احد إطرافها كنت اشعر إن الجميع يمقتني ويكرهني والبعض يظهر لي نفاقا ما استطاع احدهم أن يقدم لي نصيحة لذلك لم احترم ولم أضع ثقتي بهم ولأجل ذلك استطعت أن افرض على الجميع هيبتي وقوتي وسطوتي بذكائي استطعت تقسيم الحقد وتقسيم الكراهية عليهم أما الأخلاق والمثل والمبادئ وروابط الأسر وأواصر القربى والرحم فضربت بها بعرض الحائط وانأ أتمتم واتصبب عرقا وارتجف وإذا بيد ناعمة توقظني بكل لطف ورقه فافتح عيناي لاجدني على فراشي بعد أن كنت أجاوب على أسئلة الملكين حيث كانت ردودي مترددة ومتأرجحة قالت زوجتي بسم الله فبدأت بالنظر إليها وطال بي النظر وانأ غير مصدق إنني لم أغادر هذه الحياة فنهضت وتوضأت وأخذت سجادتي ثم فرشتها وصليت.
بقيت زوجتي تنظر إلي باستغراب ثم رفعت اكف الضراعة إلى الغفار التواب أرجو منه المغفرة ومن ذلك اليوم تصالحت مع نفسي التي أهملتها وظلمتها وبقي السؤال الذي لغاية ألان لم اعرف الأجابه عليه هو كيف يتخلص كل مسئول من المنافقين والوصوليين والمتزلفين الذين يطعنون بأعراض الناس ويخوضون في نسب الناس هل ندعو إلى اجتماع عام وإذا كان هذا الاجتماع عام فالمنافقين من العوام هل ندعو لاجتماع خاص فالمنافقين من الخواص هل ندعو لاجتماع للشيوخ (كبار السن ) فالمنافقين بهذا السن هم أكثر خبره وحنكه هل ندعو لاجتماع للشباب فالمنافقين من الشباب لديهم طموح وابتكار جديد هل ندعو لاجتماع للمتعلمين فالمنافقين من هذه الشريحة وصل بهم الأمر إلى تصدير النفاق هل وهل وهل مجرد أسئلة بدون أجابه وتحتاج إلى أجابه (الكاتب)
www.nawaf_alk@yahoo.com