زاد الاردن الاخباري -
في العمر فترات ومراحل بعضها يمر سريعا دون إحساس وبعضها الآخر نتوقف عنده طويلا على أمل أن لا نقفز للمرحلة التالية إلا و نحن على أتم الاستعداد لما هو قادم وربما نعطي لأنفسنا وقتا أكثر لنحلق نحو حياة جديدة بأقل خسائر ممكنة. فترة الخطوبة مرحلة حساسة يزيد التوتر والقلق بها ما بين الشك واليقين. يبقى الطرفان يفكران بحقيقة وجدوى هذه المرحلة وحول المجهول القادم لحياة ذات صبغة أبدية تحتم علينا التوقف طويلا قبل اتخاذ قرار يحدد مجرى حياتنا ومستقبلنا.
" الدستور" كان لها سؤالها حول مصداقية هذه المرحلة وانعكاساتها على الطرفين ومدى قناعة الخاطبين بما يكتسبونه من أفكار وقناعات حول الطرف الآخر في هذه الفترة :
"رنين القواسمي - 24 عاما" تقول: "هي مرحلة ضرورية وهامة جدا في حياة الطرفين خصوصا إن لم يسبق لهما التعارف قبل الزواج لكن لا بد أن تكون مبنية على المصداقية وعدم الكذب" ، وتضيف "أحيانا قد يتغير احد الطرفين على الآخر بتغير بعض أفكاره كأن يكون غير مكترث لعلاقاته بالجنس الآخر أو لا تهمه بعض الأمور المتعلقة به والتي مع الزمن تتغير كأن يصبح أكثر اكتراثا بعلاقاته مع الآخرين وهذا ليس كذبا بل هو مجرد تحول طبيعي يرافق تغيرا بالمشاعر فربما لم تكن العلاقة عميقة بالبداية وتعمقت مع الزمن وقد تتطور إلى حب وهذه التطورات تحتم علينا أفكارا جديدة وطريقة مختلفة بالتعامل قد يحسبها الطرف الآخر كذبا لكنها بالحقيقة ليست كذلك بما ان الأنسان يتغير وتتغير افكاره وفقا لموقف و الشعور الذي يحكم ذلك الموقف"
"باسم الهقيش - 22 عاما" قال: "أرى أن فترة الخطوبة هي فترة كافية ليتعرف كل طرف على الآخر وهناك أمثلة عديدة في حياتنا كوالدينا ، وكثير من الناس الذين تزوجوا وكانت فترة الخطوبة هي الوسيلة الأولى والوحيدة للتعارف كونهما لم يسبق لهما معرفة بعضهم البعض ، وأعتقد أن الذي يكذب في هذه الفترة فهو يكذب على نفسه ويدمر حياته قبل الزواج لأن فترة الخطوبة تليها فترة زواج تكشف كل مستور بالتالي لا داعي لأن يعيش الطرفين بأوهام خادعة تذوب كالجليد بعد التعارف الحقيقي في الزواج لتنشأ بعد ذلك مشاكل عديدة".
وتؤكد "ليلى" أن هذه الفترة عند الكثيرين فترة مزيفة لا تعدو كونها تمتلئ بالمشاهد التمثيلية ، فيحاول كل طرف أن يظهر أحسن ما لديه بصورة مبالغ بها أو غير حقيقية بالتالي لا يتسنى لأحد منهما معرفة الآخر بالشكل الصحيح وقد تحدث مشاكل بعد الزواج جراء هذا الزيف" ، وتضيف "هناك بالفعل من يأخذ الموضوع بشكل جدي محاولا أن تكون هذه الفترة فترة تعارف حقيقية وأن تتكشف لكلا الطرفين حقيقة الآخر ومدى التفاهم والتوافق بينهما والتي على أساسها يحدد الشخص إذ ما كان يريد الاستمرار أم لا".
"ملك عادل - 27 عاما" تقول: "هذه الفترة تعد مرحلة مهمة يحدد بها كل طرف مدى انجذابه للطرف الآخر ومن الطبيعي جدا أن يُظهر كل شخص أفضل ما لديه خوفا من فشل هذه العلاقة والتي من الصعب اجتماعيا تقبل فشلها وبالتالي هذه العقدة والخوف من الفشل تجعل من مسألة التعارف مرحلة تمتاز بحساسية قوية تحتاج لمدى واسع من المصداقية في التعامل والطرح من حيث الأفكار والأحلام والمعتقدات والتي يبني عليها الطرف الأخر معرفته وتصوره حول شريكه القادم".
"أشرف فؤاد 30 عاما"يقول: "ليس من الضروري أن استمع لها و أصدق كل ما تقول فالمواقف والتعامل الحقيقي في الظروف الحالكة يجعل الأمور تتكشف بسهولة ، فليست كل الأمور يستطيع الإنسان التصنع والكذب بها لأن هناك العديد من المواقف التي تحدد شخصية الطرف الآخر دون الحاجة للكثير من التفكير حول ما فعل ، وأظن إنني قادر على تقيم الأشخاص بسهولة وهذا لا يعني إغفال حديثهم معي وأفكارهم وآرائهم حول موضوع معين ، حيث هي أيضا ضرورية والشخص الذكي هو الشخص القادر على اكتشاف الطرف الآخر من التصرفات التي تأتي عفوية".
"ع .س - 29 عاما" تصف لنا تجربتها لتقول: "دامت فترة الخطوبة 3 أشهر وهي فترة جدا قصيرة وكانت كالعسل في حلاوتها حتى إنني تخيلت أنني سأكون أسعد فتاة على وجه الأرض وبعد الزواج بشهرين أو أقل بدا لي شخصا مختلفا حيث كان مهملا لا مباليا وهذا كان يضايقني رغم أنه عندما كان يزورني أيام الخطوبة كنت أحسد نفسي على اهتمامه بتفاصيل لباسه وأناقته لكن لا أعلم ما الذي حصل له أهو تغير أم هو كان يمثل أيام الخطوبة ، هذا بالإضافة إلى أنني رفضته بالبداية لسبب بعده عنا وكنت أخاف السكن خارج حدود الإقليم بعيدا عن أهلي لكنه كان يقول لي أنه لن يجعلني اشعر بالوحدة أبداً وسأزور أهلي متى احتجتهم ، و منذ 3 أشهر وانا أستعطفه لزيارة الأهل وهو يؤجل ويتذرع بألف عذر".
"محمد - 33 عاما" يقول: "قد يكون بالفعل لكل قاعدة شواذ وقد يكون ما حدث معي نادرا ما يحدث لكنني بالفعل كنت عكس الجميع في فترة خطوبتي ، حيث كنت أضايق خطيبتي كثيرا بتصرفاتي معها وكنت أذكر ان الجميع يقولون لها أتركيه فلن تسعدي معه أبدا ، لكنها لم تكن تأبه لأحد وحيث كنت أزعجها بتصرفاتي فقد كانت هي كذلك عفوية جدا ، وأحيانا كثيرة نتشاجر لصراحتنا وعندما تزوجنا توقع لنا الجميع أن لا نستمر طويلا ومنذ ذاك الحين مرت 6 سنوات وأنا مع زوجتي أسعد إنسان بالدنيا ولم يحدث ما توقعناه فقد استوعبتني بكل عيوبي وأخطائي وفعلت معها ذات الشيء وتملأ حياتنا الآن العاطفة القوية وأنا سعيد بحياتي".