زاد الاردن الاخباري -
بعض الاسر تخجل من ظهور ابنائها المعاقين في محيطها الاجتماعي والبعض منهم يخفي وجوده في الاصل ، وقد تصل درجة الخجل منه الى حبسه في احدى الغرف الداخلية في المنزل او "مداراته" عن اعين الناس ممن يزورونهم .
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد ، فقد يلجأ البعض الى اخفاء الابن المعاق وتغييبه من حياتهم وانكاره بأن يقوموا بالحاقه بإحدى دور الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لكي لا يؤثر وجوده عندهم على سمعتهم خاصة اذا كانت لديه (شقيقات) وصلن الى سن الزواج فيتوقع افراد اسرته بان وجوده معهم يمكن ان يكون سببا لنفور المتقدمين للزواج من بناتهن .
ويتساءل "ايمن" 19 عاما والمصاب بشلل اطفال منذ ولادته عن الذنب الذي اقترفه لكي يخجل اخوانه ووالداه منه. فهو منذ ان جاء الى هذه الحياة لم يشعر بلمسه حنان من اي منهم حتى ان اخوانه الثلاثة كانوا يرفضوا مشاركته معهم في اي شيء سواء في اللعب او في الاكل او حتى في الحديث .
ويتذكر "ايمن" الذي يهوى العمل على الكمبيوتر ويقوم بتصميم مواقع وتنزيل العاب انه وفي احدى المرات طلب من اخوانه الثلاثة ان يشاركوه في لعبة تحتاج الى اربعة اشخاص "اثنين مقابل اثنين" وقد اتفق ان يكون هو واخوه الاصغر مقابل اخويه الاثنين وعند بدايه اللعبه كانت النتيجة هي فوزه هو شقيقه على اخوانه الاخرين وقبل ان تنتهي اللعبة قام اخوانه بضربه ضربا مبرحا وقرروا بعد ذلك ان لا يشركونه معهم في اللعب بعد ان اتهموه بالغش كونه هو من قام بتصميم هذه اللعبة .
كما تحدث "ايمن" عن حادثة اخرى تركت اثرا بليغا في نفسه قبل خمس سنوات عندما كان صديق اخيه الاكبر في ضيافتهم في البيت واضطر ايمن ان يخرج من غرفته "بالكرسي المتحرك" ليتجه الى الحمام وقد شاهده الضيف وسأل اخاه عنه فلم يجب بعد ان قام بتغيير الموضوع وقد وبخه بشكل قاس بعد ان غادر الضيف بسبب خروجه من غرفته بعد ان قال له وبصوت عال: (فضحتنا) .
وتمنى "ايمن" ان يعيش حياته بشكل طبيعي دون ان يشعر بان وجوده بين افراد اسرته يسبب لهم الحرج ، مشيرا الى ان وجوده في الحياة على هذه الحالة او غيرها هو ما اختاره الله له ولا يستطيع اي شيء ان يغيره . وكذلك تحدث "علي" 15 سنة والمصاب باعاقة حركية بسبب شلل في العمود الفقري انه يتعرض للاضطهاد والكره والانكار من بعض افراد اسرته الذين يشعرون بان وجوده بينهم يسبب لهم "العار" خاصة لشقيقاته اللواتي اصبحن يشعرن بالحرج منه لاسبابهم الخاصة - كما ذكر - . ولا يجد "على" متنفسا لحياته الا في النادي الرياضي والذي انتسب فيه قبل خمس سنوات والذي يلتقي فيه بمجموعة كبيرة من الاصدقاء اسبوعيا حيث يمارسون العديد من الالعاب الرياضية الخاصة بهم الى جانب انه لا يشعر بالاختلاف بينهم .
وتمنى "علي" لو ان تتغير الصورة السلبية التي قد ينظر لها البعض عن"المعاق". فالكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات ومهارات خارقة قد تكون في مجال الرياضة او الادب او الموسيقى وكذلك برمجة الكمبيوتر الى جانب المهن الحرفية. ولهذا شدد "علي" على ان تلقى هذه الفئة اهمية اكبر ليس فقط على المحيط الاسري وانما على المستوى الاجتماعي بشكل عام .
الدستور