... اشعر كغيري من أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني أن تصريحات الرئيس عباس مؤخرا حول رفض فكرة الوطن البديل جملة وتفصيلا بالرغم مما يشاع ويعلن في الأوساط الإسرائيلية حول تطبيق تلك الفكرة لم تقنع احد بجدوى تلك التصريحات التي تتطابق و التصريحات الرسمية ألأردنية حول رفض الفكرة او دفنها منذ زمن ، فالمتابع للتطورات الجارية على الساحة الفلسطينية والمتعلق بالانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ورفض فكرة السلطة اللجوء إلى المقاومة والانتفاضة كتعبير شعبي لمواجهة الاحتلال ومشاريعه التوسعية ورفض فكرة المفاوضات المباشرة حتى تستقيم الأمور وتثبت إسرائيل حسن نيتها !! واستمرارها المراهنة على الدور الأمريكي المنحاز إلى دولة العدو والمشاركة بالحصار الظالم على غزة من اجل إضعاف وتصفية ما تبقى من قوى المواجهة الفلسطينية ضد الاحتلال ومشاريعه التوسعية بات أمر يدعو للاستغراب !
اذ ، لا يعقل ان يتحدث الطرف الأردني والفلسطيني عن رفض ومواجهة لمشروع الوطن البديل الذي يطبخ أصلا على نار هادئة في إسرائيل والذي بدأت بعض الدول الأوروبية تتقبله من اجل حل الصراع العربي الإسرائيلي وقد يطرح غدا في أروقة مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي في ضل انحياز أمريكي لمشاريع التوسع والقتل والحصار الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ونحن نراهن على ذلك الدور منذ أكثر من خمسين عاما ولم يحقق شيء يشير الى وجود رغبة أمريكية لحل القضية ، وبالعكس من ذلك استطاعت الولايات المتحدة تحييد القوة الأكبر في المنطقة في مرحلة ما بعد عبد الناصر وفرض اتفاقيات سلام إسرائيلية – مصرية أولا ، ومن ثم فرض عدد من اتفاقيات السلام المعلنة أو غير المعلنة مع عدد من الدول العربية ، بالإضافة إلى إسقاط النظام في العراق وتطويق النظام السوري والمشاركة بضرب قوى المواجهة في غزة ولبنان تمهيدا لجعل إسرائيل القوة المهيمنة في المنطقة والراعية للمصالح الغربية في المنطقة .
لم نحرك ساكنا ، ولم نجد البديل المقاوم لمشروع الوطن البديل ، فلا انتفاضة فلسطينية يتعطش لها الشعب الفلسطيني سمحوا ، ولا مبادرة السلام العربية نشطّوا ، ولا حتى بتصريح يغضب إسرائيل أباحوا ، وبقينا رهائن المشاريع الأمريكية المنحازة لإسرائيل ، وأقنعوا أنفسهم بجدوى شطب المقاومة وحصارها حتى لو أذابت أجساد مليون ونصف المليون مواطن ، وشطبوا كلمة الجهاد من الكتب والمناهج ، ولو استطاعوا لحرفوا القرآن وشطبوا كل ما يتعلق بالموقف من اليهود والمشركين والمحتلين دون أي مقابل حصلنا عليه !
على ماذا نراهن بعد ! وما هي العدة التي نستطيع إعدادها لمواجهة مشروع الوطن البديل والتوسع الإسرائيلي على حساب الأردن وفلسطين في ضل تلك التراكمات من الهزائم والحياد ومقاومة المجاهدين ! ماذا اعددنا غير مبادرة عربية مليئة بالتنازلات غير المرغوبة شعبيا ، لم تعترف بها إسرائيل ولم تتقبلها أمريكا او تعتمدها قاعدة للتحرك ! على ماذا نراهن بعد !
من حقي وحق كل أردني او فلسطيني ان يتساءل ، ان كنا نرفض التوسع ومشروع الوطن البديل فماهي الأدوات والسياسات والبرامج التي أعددناها لمواجهة ذلك المشروع ؟!
فهل الخلاص من حركة حماس والحركات العربية الرافضة لمشاريع التوسع خطوة صحيحة لتصفية القضية وإزالة أخر عقبة في طرق الحل التصوفي ! وهل استمرار اتفاقيات السلام وطرح المبادرة العربية بات مقبولا في ضل تطورات الأوضاع مع دولة يقودها تيار يميني متشدد يرفض كل تلك الحلول !
يبدو أن الأمر بحاجة لتوافق عربي وإسلامي لسحب المبادرة ، وكذلك تحتاج كل من مصر والأردن تأييدا ودعما عربيا لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل و التي باتت تحرج تلك الأنظمة المتصادقة مع إسرائيل أمام شعوبها في ضل هيمنة وغطرسة إسرائيلية لا تبال بأحد وفي ضل دعم ومباركة أمريكية للمشاريع الإسرائيلية التي تقوض من عملية السلام !