أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. طقس خريفي بعد الأحد الدامي .. غارات ليلية عنيفة على بيروت والبقاع والجنوب (شاهد) ترجيح خفض أسعار المحروقات بنسب تصل إلى %6 تجهيزات إسرائيلية لعملية برية محتملة في لبنان وجهود أمريكية لمنعها الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال "ماراثون القراءة" الاحتلال يقصف مدرسة للنازحين في بيت لاهيا شمال القطاع .. وسيارة في خانيونس محافظ الزرقاء: مشروع المخازن التجارية الحل الأمثل لمواجهة فوضى البسطات بيان من حزب الله حول تعيين بديل لحسن نصر الله كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟ تحديات اقتصادية تواجه "تل أبيب" .. هل تستطيع تمويل حرب على جبهتين؟ البدور: الأردن يخوض معركة دبلوماسية تفند ادعاءات إسرائيل و توضح الخداع الذي تقوم به العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع (إعادة بديلة وموسعة) شباب النشامى يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2025 هكذا يتم تجهيز أكفان نصر الله وبقية قيادات حزب الله (شاهد) الحنيفات يكشف ما يهدره كل فرد في الأردن من 'الطعام' سنوياً أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية بلبنان صاروخ من لبنان يدخل مليون مستوطن بالملاجئ نيويورك تايمز: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول أونروا: كارثة صحية وشيكة بسبب تراكم النفايات بغزة إعلان نتائج ترشيح الطلبة في نسيبة المازنية ورفيدة
الصفحة الرئيسية أردنيات متسولة تلقي بطفل من حضنها وتلوذ بالفرار

متسولة تلقي بطفل من حضنها وتلوذ بالفرار

06-07-2010 11:26 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتبت – سهير بشناق - نشاهدهم بوجوههم المتعبة وصمتهم الغريب لا يطلقون صرخاتهم ولا تتساقط دموعهم اسوة بباقي الاطفال الذين يعبرون عن استيائهم اذ ما تعرضوا لظروف لا تلائم طفولتهم.
هم الاطفال الذين يحملون على اكف النساء المتسولا ت يجولون الشوارع ليلا نهارا يتعرضون لظروف غير صحية تتعارض مع حقوقهم بعيش كريم يحمي طفولتهم من اية مخاطر تحدق بهم.
وزارة التنمية الاجتماعية ومن خلال برنامج مكافحة التسول الذي تعمل عليه الوزارة بشكل مستمر شهد مؤخرا على واقعة مؤلمة تؤكد على خطورة ما يتعرض له هؤلاء الاطفال.
طفل يبلغ من العمر عاما كان برفقة امراة تتسول عثرت عليها حملات وزارة التنمية الاجتماعية الساعة العاشرة ليلا فقامت المراة برمي الطفل من يديها وسط احد الشوارع المكتظة بالسيارات واستقلت احدى سيارات الاجرة هاربة من مفتشي التنمية الاجتماعية.
فبدا الطفل بالبكاء  مما دفع بمفتشي التنمية لاصطحابه الى احدى مؤسسات الوزارة وانقاذه من خطر الدهس.
رئيس قسم التسول في وزارة التنمية الاجتماعية يوسف الجبوري اشار الى ان هذا الطفل بعد ان تم تحويله لاحدى مؤسسات التنمية الاجتماعية تبين انه ليس طفل المراة المتسولة الذي كان يرافقها.
واضاف: بعد ان تم وضع الطفل بالمؤسسة قامت اسرته بمراجعة المؤسسة لاستلامه وتم اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق الاسرة التي سلمت طفلها لهذه المتسولة لاستغلاله من خلال التسول.
وبين الجبوري ان اغلب الاطفال الذين يكونون برفقة المتسولات ليسوا اطفالهن انما هم اطفال مستاجرون من قبل اسرهم مقابل مبالغ مالية تتراوح من ( 15- 20) دينارا في اليوم الواحد.
قضية التسول بالاطفال لم تعد قضية او ظاهرة اجتماعية غير مقبولة فحسب بل اصبحت قضية تحمل بطياتها خطرا كبيرا على حياة هؤلاء الاطفال الذين تعرضهم اسرهم الى اقصى انواع الاهمال من خلال تسليمهم للمتسولات ليجولوا الشوارع برفقتهم غير اباهات بحياتهم فيقدمن على تركهم في حالة ملاحقتهن من قبل مفتشي التنمية الاجتماعية.
فمئات الاطفال الذين نراهم محمولين على اكف هؤلاء المتسولات ليسوا ابنائهن ولا يكترثن لحياتهن بل تؤكد المشاهدات اليومية التي يلاحظها المواطن ان اغلب هؤلاء الاطفال يكونون في حالة نوم وصمت دائم مما يثير التساؤلات حول الوسائل التي يمكن ان تتبعها المتسولة بحقهم لابقائهم في حالة الصمت والهدوء اضافة الى تعرضهم للتعب الشديد لبقائهم ساعات طويلة في الشوارع خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وبين  الجبوري  ان هؤلاء الاطفال هم ضحايا اسرهم التي فقدت الرحمة وتنازلت عن مشاعرها اتجاه اطفالها بموافقتهم على تعريضهم لهذه الظروف غير الصحية والتي لا تتلاءم مع اعمارهم.
واضاف: ان الوضع المادي الذي تعاني منه اسر هؤلاء الاطفال مهما كان صعبا لا يعتبر مبررا لهم لتعريض اطفالهم لهذه المخاطر ولهذه الظروف الصعبة التي يعيشها الطفل كل يوم.
واشار الى ان بعض هؤلاء الاطفال يبلغون من العمر اسابيع فقط اي انهم حديثو الولادة ويتم اخراجهم للشوارع برفقة المتسولات ليتم استغلال طفولتهم بشكل سلبي.
وبين الجبوري ان تعديلات قانون العقوبات الجديدة والتي اصبحت سارية المفعول من بداية الشهر الجاري نصت على عقوبات رادعة للمتسولين المكررين لفعل التسول بالحبس مدة تتراوح من اربعة شهور الى سنة.
واضاف : ان العقوبات الجديدة شملت المتسولات اللواتي يعرضن الاطفال للخطر من خلال اصطحابهن لهم في التسول واللواتي يعتبرن ان هؤلاء الاطفال مصدر  مادي مساعد لهن  يدر عليهن دخلا اضافي.
لكن التساؤل المشروع امام حالات استغلال هؤلاء الاطفال لا يقف عند حدود معاقبة المتسولات اللواتي يخرجن بالاطفال الى الشوارع فحسب بل الى مدى محاسبة اسر الاطفال الذين بسلوكهم هذا اصبحوا غير مؤهلين لتربية اطفالهم والحفاظ على امنهم وسلامتهم وهي مبادىء طبيعية لا تحتاج الى مراقبة في الظروف الطبيعية كون الاسرة والاباء والامهات هم المطالبون بحماية ابنائهم وتوفير احتياجاتهم ودرء اية مخاطر يمكن ان تلحق الاذى بهم.
ويؤكد  الاخصائيون الاجتماعيون اهمية هذه القضية التي تضع علامات استفهام كبيرة على مدى قدرة اسر كثيرة على الحفاظ على سلامة ابنائها
واضافوا : هناك مؤسسات في العديد من الدول المتقدمة تعمل على متابعة شؤون الاطفال داخل اسرهم بالرغم من انهم ا طفالهم البيولوجيون وليسوا محتضنين من خلال التاكد من عدم تعريضهم لاية مخاطر.
واشاروا ان الاجراءات المتعبة في حال ثبوت تقصير هذه الاسر او اهمالها بحق اطفالها تتمثل في سحب الاطفال من ابائهم وامهاتهم والحاقهم بمؤسسات تعمل على رعايتهم والوقوف على الاسباب التي ادت باسرهم الى اهمالهم.
واكدوا على ضرورة الحاق العقوبة بكل اسرة تعرض اطفالها للخطر ومنها التسول الذي يعتبر اهمالا حقيقيا بحق الاطفال.
وتبقى المتسولة التي تجول الشوارع تتسول بيد وتحمل طفلا رضيعا بيدها الاخرى ليست اكثر قسوة من الام التي التي حملت طفلها في احشائها تسعة شهور وانجبته على الحياة لكنها تنازلت عن مشاعر الامومة مقابل مبالغ مالية لا تقارن مهما بلغت بمعاناة طفلها وحاجته لحضنها يستشعر الامان والحنان من لمساتها ووجودها بجانبه؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع